كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

في رحاب ذكرى ولادة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب

يصادف اليوم الثالث عشر من رجب ذكرى ولادة أمير المؤمنين عليه السلام, وبهذه المناسبة أقول:
عن أبي عبد الله جعفر الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال:
( كان العباس بن عبد المطلب ويزيد بن قعنب جالسين ما بين فريق بني هاشم إلى فريق عبد العزى بإزاء بيت الله الحرام إذ أتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم أمير المؤمنين عليه السلام وكانت حاملة بأمير المؤمنين تسعة أشهر وكان يوم التمام، قال: فوقفت بإزاء البيت الحرام وقد أخذها الطلق فرمت بطرفها نحو السماء وقالت:
"أي رب إني مؤمنة بك وبما جاء به من عندك الرسول، وبكل نبي من أنبيائك وبكل كتاب أنزلته، وإني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل، وإنه بنى بيتك العتيق، فأسالك بحق هذا البيت ومن بناه، وبهذا المولود الذي في أحشائي الذي يكلمني ويؤنسني بحديثه، وأنا موقنة أنه إحدى آياتك ودلائلك، لما يسرت علي ولادتي".

قال العباس بن عبد المطلب ويزيد بن قعنب: فلما تكلمت فاطمة بنت أسد ودعت بهذا الدعاء، رأينا البيت قد انفتح من ظهره، ودخلت فاطمة فيه، وغابت عن أبصارنا ، ثم عادت الفتحة والتزقت بإذن الله، فرمنا أن نفتح الباب لتصل إليها بعض نسائنا فلم ينفتح الباب، فعلمنا أن ذلك أمر من أمر الله تعالى، وبقيت فاطمة في البيت ثلاثة أيام، قال: وأهل مكة يتحدثون بذلك في أفواه السكك، وتتحدث المخدرات في خدورهن، قال: فلما كان بعد ثلاثة أيام انفتح البيت من الموضع الذي كانت دخلت فيه، فخرجت فاطمة وعلي عليه السلام على يديها، ثم قالت: معاشر الناس إن الله عز وجل اختارني من خلقه وفضلني على المختارات ممن كن قبلي ، وقد اختار الله آسية بنت مزاحم، وإنها عبدت الله سرا في موضع لا يجب أن يعبد الله فيها إلا اضطرارا, وأن مريم بنت عمران اختارها الله حيث يسر عليها ولادة عيسى، فهزت الجذع اليابس من النخلة في فلاة من الأرض حتى تساقط عليها رطبا جنيا، وأن الله تعالى اختارني وفضلني عليهما وعلى كل من مضى قبلي من نساء العالمين، لأني ولدت في بيته العتيق، وبقيت فيه ثلاثة أيام، آكل من ثمار الجنة وأوراقها ، فلما أردت أن أخرج و ولدي على يدي هتف بي هاتف وقال: "يا فاطمة سميه عليا فأنا العلي الأعلى، وإني خلقته من قدرتي، وعز جلالي ,وقسط عدلي، واشتققت اسمه من اسمي، وأدبته بأدبي وفوضت إليه أمري، ووقفته على غامض علمي، وولد في بيتي وهو أول من يؤذن فوق بيتي، ويكسر الأصنام ويرميها على وجهها، ويعظمني ويمجدني ويهللني، وهو الإمام بعد حبيبي ونبيي وخيرتي من خلقي محمد رسولي، ووصيه، فطوبى لمن أحبه ونصره، و الويل لمن عصاه وخذله وجحد حقه. قال: فلما رآه أبو طالب سر وقال علي عليه السلام: السلام عليك يا أبه ورحمة الله وبركاته، ثم قال: دخل رسول الله ص فلما دخل اهتز له أمير المؤمنين عليه السلام وضحك في وجهه وقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، قال: ثم تنحنح بإذن الله تعالى وقال: (بسم الله الرحمن الرحيم * قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون) إلى آخر الآيات, فقال رسول الله ص قد أفلحوا بك، وقرأ تمام الآيات إلى قوله: (أولئك هم الوارثون *الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون) فقال رسول الله ص: أنت والله أميرهم ,تميرهم من علومك فيمتارون، وأنت والله دليلهم وبك يهتدون.

منقول