كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

اضاءة على رواية "افتح قلبك" للبلجيكية إيميلي نوتومب

أوس أسعد

تتحدث الرواية المترجمة "افتح قلبك" للكاتبة البلجيكية "إيميلي نوتومب" - بعنوانها المقتبس من عبارة قالها يوما ما الشاعر الفرنسي "آلفرد دو موسيه" هي: "افتح قلبك، هناك يكمن الينبوع" - عن فتاة جميلة جدا اسمها ماري، تقيم علاقة مع أحد زملائها في الجامعة، وتحمل منه، فيتزوجا فيما بعد، وتصبح هذه الفتاة، التي أرادت الاستمتاع بشبابها إلى أقصى حد، أماً في سن مبكرة. وهنا تبدأ غيرتها من ابنتها البكر فائقة الجمال والذكاء، ولاسيما أن زوجها وأهلها يهتمون بها كثيرا.
تغوص الكاتبة في أعماق النفس البشرية وماينتابها من مشاعر وأحاسيس متباينة...
تعد الرواية إبداعا أدبيا متفردا يضاف إلى الإبداعات السابقة للكاتبة نوتومب.. هذا النمط السردي المنتمي إلى أدب مابعد الحداثة، لا يهتم كثيرا لمفهوم الحدث أو الزمن الجاري بطريقته المألوفة حيث نراه يقفز قفزا عنهما بأسرع سرد ممكن ليوضح رؤيته المشحونة بأبعاد سيكولوحية ورؤيوية تحفر عميقا في الجوانية البشرية وتنقب في الطبقات العميقة من النفس البشرية بحثا عن تناقضاتها التي تبدو غريبة لأول وهلة.. ولكن لن تكتمل قراءة الشخصية البشرية من دونها.. وهو كأدب أفكار ورؤيا بالدرجة الأولى..
يمكن ملاحظة الأولوية التي تخصه بإيصال الفكرة والمضمون، بغض النظر عن الأشكال الكلاسيكية المتبعة لإيصالها إلى المتلقي..
رواية مختلفة حيزها الفضاء النفسي الواسع للشخصية البشرية الذي يمتلئ بالكثير من القوى النفسية المتضاربة التي يجب التأني كثيرا في قراءتها وتنقيتها من شوائب البيئة الإجتماعية وأمراضها النفسية المخنوقة بالتابوات الكثيرة.