كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

كلية الآداب بالقيروان تحتفي بالمفكر د. محمد محجوب

البشير عبيد- مكتب تونس- فينكس

سيبقى لقاء عشية البارحة الجمعة 26 جانفي / يناير 2024 راسخا في الذاكرة الثقافية لكلية الآداب بمدينة القيروان التونسية التي إحتفت بالاصدار الأخير للمفكر والفيلسوف و المترجم القدير الدكتور محمد أبو هاشم محجوب "قدري الذي اخترت" عن دار كلمة للنشر.
مؤلف الكتاب هو من متفلسفي هذا الزمان، عضو المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون "بيت الحكمة"، استاذ التعليم الغالي التميز في التأويلية وتاريخ الفلسفة الأفريقية والمعاصرة بجامعة تونس المنار، بعد أن درّس طيلة خمس وأربعين سنة بمعاهد التعليم الثانوي بالقيروان والمعهد الصادقي، ثم بجامعة تونس والقيروان وصفاقس والزيتونة وجامعة غرناطة الإسبانية...قد تكون صورة ‏‏٣‏ أشخاص‏
يهتم تأويليا من خلال مؤلفاته و ترجماته بشؤون الفكر العربي القديم والمعاصر، ويتمحور تفكيره حول شروط معاصرة الفكر العربي بالفكر العالمي على اختلاف تعبيراته و إتجاهاته.
ولمزيد التعرف على الأبعاد المعرفية والفكرية للفيلسوف محمد محجوب ننشر هنا، شهادة غاية في العمق بقلم زميله في الجامعة التونسية د. المنصف بن عبد الجليل: "ترتقي كتابة الأنا إلى درجة البحث عن صياغة رؤية أو مشروع. في هذا الجزء من السيرة الذاتية الموجعة و المبهجة تفكير عميق في الجامعة والحداثة وبإمكان التقدم وعوائقه، لا مناص من مجابهته. وهذا المعين الخصب من الرؤى لا يرسلك أيها القارىء، لأنه يحدث عنك و يطلبك. هي سيرة الذات، وهذا صحيح، ولكنها سيارة مع الغير... هي غيرية في صميمها. قلبها من حيث شئت، و فككها من حيث كما أردتها، فلن تجدها خارجة عن أفق الإنسانية في فترة من الزمن تروي بتفاصيل مذهلة حياة جيل ومسار جامعة وطريقة حكم، وبلدا ليس بالإستثناء في وضعه بقدر ما هو حي ومقدم على تجربة يمكن ان يكون فيها بالأمل واسعاً وعريضاً. إن الصرامة العلمية التي تشي بها هذه الفكرة الإنشائية، وتحويل الحدث إلى تأملات و حوارات فلسفية عميقة و طريفة... إن هذا الأسلوب بجماليته الراقية ليضعك أيها القارىء أمام سيرة يمكن تصنيفها على حدة، قارنها بما شئت من السير، فلن تجدها في آخر المطاف إلا طريقة أخرى و فذة من طرق تقريظ الحكمة"...
إفتتح اللقاء الفكري الفلسفي البهيج عميد الكلية دكتور رضوان البريكي، ثم تداول على الكلمة بمداخلات قيمة الأستاذة الأفاضل (الهادي خليل، سعاد بن علي، معز الوهايبي، سندس هبيري، عبد الجليل بو قرة، حسونة المصباحي، المنصف الوسلاتي و رفيق بن حمودة).قد تكون صورة ‏‏‏١٢‏ شخصًا‏ و‏أشخاص يدرسون‏‏
أغلب المداخلات تركزت على سيرة الرجل ومسيرته الأكاديمية كأستاذ فلسفة في المعاهد الثانوية وصولاً الى التدريس في الجامعة التونسية عبر كلياتها للآداب هنا وهناك... دون أن ننسى هنا تركيز الجميع على دوره الفعّال والمحوري في تأسيس قسم الفلسفة بكلية الآداب بالقيروان وتركيزه و الإشراف عليه الى ان وصل عميداً للكلية.
ما لفت انتباه الحضور هو القاسم المشترك بين كل المداخلات المقدمة من طرف الأساتذة المشاركين في اللقاء ألا وهو الطابع الحميمي والروحي و التوهج الإنساني لعلاقة الرجل بطلبته وقربه لهم، متجاوزاً كل الحواجز الأكاديمية والإدارية طوال فترة عمادته لكلية الآداب والعلوم الإنسانية في القيروان.
ختاماً، لا يسعنا إلّا الثناء و الشكر لمن أشرف و برمج و أسس لهذا اللقاء الذي سيبقى لفترة طويلة راسخاً في الذاكرة الثقافية للكلية العريقة والمميزة.