شهداء وليسوا قتلى.. إرهابيون وليسوا مسلحين
2016.05.09
افتتاحية فينكس بتاريخ 8 آذار 2016
اعتاد الإعلام الصديق لمحور المقاومة والدائر في فلكها و(إن شئتم) المحسوب عليها, أن يطلق, وبذريعة الحيادية والمهنية, صفات غير موضوعية على شهداء الجيش الوطني السوري, فهم في نظره مجرد قتلى! وكأنّهم قضوا نحبهم في حادث سير طائش أو فارقوا الحياة جرّاء زلزال أو في مطاردات صبيانية و ماشابه!
لا بل إنّك تقرأ في إحدى الصحف اللبنانية التي تتبجح بتاريخها القومي, وبقربها من حزب الله وأمينه العام, عناوين من قبيل: "سقوط 6 قتلى للجيش السوري و16 مسلحاً في اشتباكات اليوم", والمفارقة أنّك تقرأ في الصحيفة ذاتها والصفحة نفسها, إبّان تطرقها إلى محاربة الدولة المصرية للإرهاب في سيناء, عنواناً , من قبيل: "استشهاد 7 جنود مصريين في اشتباكات مع داعش في سيناء"!.. هنا لم يعد التشبث بـ"ذريعة المهنية" و"الحيادية" ملزماً لتلك الصحيفة "القومية" ومثيلاتها, لكن عند ذكر ضحايا الجيش السوري الأسطوري, فالالتزم بأدبيات المهنة يكون ضرورة!
الأمرّ نفسه يحدث, عند ذكر وسائل الإعلام المقصودة أعلاه, لمصرع عدد من الإرهابيين, إذ سرعان ما تُلبسهم –وبذريعة الحيادية والمهنية كذلك- ثوباً فضفاضاً فتسميهم "مسلحين"! وكما ترون هي تسمية ليست مهنية وغير حيادية, إذ الجيش الوطني السوري والقوى الرديفة له هم مسلحون كذلك, فكيف يستقيم الوصف هنا في عرف تلك الوسائل الإعلامية؟! ومن ثمّ هل من المهنية والحيادية بشئ إطلاق صفة مسلح لإرهابي شيشاني أو أفغاني أو متأسلّم فرنسي أو بريطاني, غادر وطنه قادماً إلى سوريا بغية ممارسة هواية القتل والإرهاب ضد شعبها الذي كان آمناً؟! وإذا لم يكن شخصاً كهذا هو الإرهابي بعينه, فمن ياترى يكون الإرهابي وفق معايير ذلك الإعلام؟!
لسنا بحاجة, وبعد خمس سنوات من أقذر حرب كونية عرفها تاريخ البشرية, لتقديم أدلة إلى ذلك الإعلام الذي نعني ونعاتب, بكون من ينعتهم بالمسلحين هم إرهابيون, وأنّ من يصفهم بـ"القتلى" هم شهداء أحياء عند الله وفي وجدان الشعب والوطن الذي ضحوا بأرواحهم لأجله, لابل حتّى يضّحون نيابة عن ذلك الإعلام المحسوب على المحور المقاوم, والمفترض أنه يمثّلهم ويمثّل قضيتهم, ذلك الإعلام الذي يستكثر أن يعطهم بعض حقهم فيصفهم بالشهداء!
نتفهّم ان يلجأ بعض الاعلام اللبناني لمثل تلك الطرق الملتوية, إبّان تحريره للمادة الصحفية, ونتفهّم أكثر استمراءه نهش لحم السوري وهو حي.. وله باع طويل في ذلك الالتواء الذي لا نحسده ولا نغبطه عليه, بيد اننا لا نتفهّم أن يكون لبعض الاعلام السوري نصيبه, غير المبرر, منه! فلم تقتصر اللامهنية واللا حيادية, التي عنيناها, على بعض الإعلام اللبناني المحسوب على المقاومة, إذ انتقلت عدواها إلى بعض الاعلام السوري الوطني الذي يدّعي الاستقلالية, وكأنّ الاستقلالية تكون في التنكّر لشهدائنا, وفي عدم منح باقري البطون وآكلي الأكباد وقاطعي الرؤوس.. الخ, بعض الصفات التي بهم تليق! لذلك تجد بعض هذا الاعلام السوري ينعتهم بالمسلحين!
بالتأكيد, نقدنا هذا, لا يعني أننا نطالب من هذا الإعلام أن يكون إعلام سلطات وأنظمة, ولا أن يكون مدّاحاً لهذه الجهة وردّاحاً لتلك, وبالقطع نربأ به أن يكون الوجه الآخر لإعلام البترودولار الوهابي؛ بل كلّ ما نريده منه أن يكون صادقاً حال زعمه أنّه يتبنى قضية, ولا نخال أنّه من الصدق بشيء وصف الإرهابي بالمسلح, على سبيل المثال, فهل هذا كثير؟
كثير من المفكرين العرب, ارتأوا, ومنذ سنوات طوال, إن إحدى أهم مشاكل العرب كائنة في افتقارهم إلى لغة المفاهيم, ومن هؤلاء المفكرين الدكتور محمد شحرور والدكتور عبد الله العروي, لكن نحن لسنا حيال ظاهرة نحتاج معها إلى مفكرين وكبار مثقفين كي يقولوا لنا إن هذا ارهابي وذاك شهيد, بل كلّ مانحتاجه بقايا ضمير لدى بعض الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية التي تزعم أنّها في المحور المقاوم!
فينكس
لا بل إنّك تقرأ في إحدى الصحف اللبنانية التي تتبجح بتاريخها القومي, وبقربها من حزب الله وأمينه العام, عناوين من قبيل: "سقوط 6 قتلى للجيش السوري و16 مسلحاً في اشتباكات اليوم", والمفارقة أنّك تقرأ في الصحيفة ذاتها والصفحة نفسها, إبّان تطرقها إلى محاربة الدولة المصرية للإرهاب في سيناء, عنواناً , من قبيل: "استشهاد 7 جنود مصريين في اشتباكات مع داعش في سيناء"!.. هنا لم يعد التشبث بـ"ذريعة المهنية" و"الحيادية" ملزماً لتلك الصحيفة "القومية" ومثيلاتها, لكن عند ذكر ضحايا الجيش السوري الأسطوري, فالالتزم بأدبيات المهنة يكون ضرورة!
الأمرّ نفسه يحدث, عند ذكر وسائل الإعلام المقصودة أعلاه, لمصرع عدد من الإرهابيين, إذ سرعان ما تُلبسهم –وبذريعة الحيادية والمهنية كذلك- ثوباً فضفاضاً فتسميهم "مسلحين"! وكما ترون هي تسمية ليست مهنية وغير حيادية, إذ الجيش الوطني السوري والقوى الرديفة له هم مسلحون كذلك, فكيف يستقيم الوصف هنا في عرف تلك الوسائل الإعلامية؟! ومن ثمّ هل من المهنية والحيادية بشئ إطلاق صفة مسلح لإرهابي شيشاني أو أفغاني أو متأسلّم فرنسي أو بريطاني, غادر وطنه قادماً إلى سوريا بغية ممارسة هواية القتل والإرهاب ضد شعبها الذي كان آمناً؟! وإذا لم يكن شخصاً كهذا هو الإرهابي بعينه, فمن ياترى يكون الإرهابي وفق معايير ذلك الإعلام؟!
لسنا بحاجة, وبعد خمس سنوات من أقذر حرب كونية عرفها تاريخ البشرية, لتقديم أدلة إلى ذلك الإعلام الذي نعني ونعاتب, بكون من ينعتهم بالمسلحين هم إرهابيون, وأنّ من يصفهم بـ"القتلى" هم شهداء أحياء عند الله وفي وجدان الشعب والوطن الذي ضحوا بأرواحهم لأجله, لابل حتّى يضّحون نيابة عن ذلك الإعلام المحسوب على المحور المقاوم, والمفترض أنه يمثّلهم ويمثّل قضيتهم, ذلك الإعلام الذي يستكثر أن يعطهم بعض حقهم فيصفهم بالشهداء!
نتفهّم ان يلجأ بعض الاعلام اللبناني لمثل تلك الطرق الملتوية, إبّان تحريره للمادة الصحفية, ونتفهّم أكثر استمراءه نهش لحم السوري وهو حي.. وله باع طويل في ذلك الالتواء الذي لا نحسده ولا نغبطه عليه, بيد اننا لا نتفهّم أن يكون لبعض الاعلام السوري نصيبه, غير المبرر, منه! فلم تقتصر اللامهنية واللا حيادية, التي عنيناها, على بعض الإعلام اللبناني المحسوب على المقاومة, إذ انتقلت عدواها إلى بعض الاعلام السوري الوطني الذي يدّعي الاستقلالية, وكأنّ الاستقلالية تكون في التنكّر لشهدائنا, وفي عدم منح باقري البطون وآكلي الأكباد وقاطعي الرؤوس.. الخ, بعض الصفات التي بهم تليق! لذلك تجد بعض هذا الاعلام السوري ينعتهم بالمسلحين!
بالتأكيد, نقدنا هذا, لا يعني أننا نطالب من هذا الإعلام أن يكون إعلام سلطات وأنظمة, ولا أن يكون مدّاحاً لهذه الجهة وردّاحاً لتلك, وبالقطع نربأ به أن يكون الوجه الآخر لإعلام البترودولار الوهابي؛ بل كلّ ما نريده منه أن يكون صادقاً حال زعمه أنّه يتبنى قضية, ولا نخال أنّه من الصدق بشيء وصف الإرهابي بالمسلح, على سبيل المثال, فهل هذا كثير؟
كثير من المفكرين العرب, ارتأوا, ومنذ سنوات طوال, إن إحدى أهم مشاكل العرب كائنة في افتقارهم إلى لغة المفاهيم, ومن هؤلاء المفكرين الدكتور محمد شحرور والدكتور عبد الله العروي, لكن نحن لسنا حيال ظاهرة نحتاج معها إلى مفكرين وكبار مثقفين كي يقولوا لنا إن هذا ارهابي وذاك شهيد, بل كلّ مانحتاجه بقايا ضمير لدى بعض الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية التي تزعم أنّها في المحور المقاوم!
فينكس