كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

صادق جلال العظم: حزب الله انتصر في حربه مع إسرائيل, لكنه نصر غير مظفر

أُبي حسن- جريدة النور- العدد 268 (8/11/2006)
 
بدأت معرفتي بالمفكر صادق جلال العظم على أثر حوار, أجريته لصالح جريدة (النور) السورية منذ قرابة الأربع سنوات. ولا أعرف بعد هذا التاريخ كيف تعمقت علاقتي به متخطية حدود المعرفة السطحية, والحواجز التي عادة ماتبقى قائمة بين أي صحفي وأية شخصية اعتبارية أو فكرية يجمع بينهما حوار عابر, لترتقي إلى صداقة تنطوي على احترام عميق فرضه نُبل ناقد (ذهنية التحريم), و(نقد الفكر الديني) و(النقد الذاتي بعد الهزيمة) إلخ.
وعلى الرغم من أن جيلين يفصلان بيني وبين صادق غير أني لم أشعر يوماً أن هذا المفكر (على الرغم من شهرته, ومنبته الارستقراطي) يعيش في برج عاجيٍّ يحول بيني وبين صداقته, لابل دائماً أشعر أنه أقرب, في أطروحاته الفكرية وسجالاته الفلسفية وحتى في سلوكه اليومي (وهذا الأهم), إلى أبناء جيلي وهمومه من سواه.
اعتدنا, مجموعة من الأصدقاء, أن نسهر في منزله في فترات متقاربة, حينما يكون في دمشق, وقد كان لمثل هذه السهرات الدور الكبير في معرفتي بصادق الإنسان الذي يهرع لإكرام ضيفه مهما صغر عمره أو وَضُع شأنه. كثيرة هي الدروس التي تعلمناها من سلوكه الشخصي معنا سواء أكان في منزله أم في الأماكن العامة التي نلتقي فيها.
في آخر مرة سهرنا سوية في منزله, منذ قرابة الشهر, قبل أن يسافر مجدداً إلى أوربا, وفي ما أنا أصافحه كنتُ أقدم له اعتذاري لأنني وضعت له اسمه على إعلان (دمشق بيروت/ بيروت دمشق) الصادر في شهر أيار الماضي, من غير أن أستأذنه - أُدرك أني وضعت صادقاً آنذاك في موقف حرج سواء أكان مع السلطات القائمة في دمشق, أم مع بعض الأصدقاء, وهذه إحدى الأسباب التي تدفعني للكتابة عن صادق والمناسبة...
يقاطعني صادق وهو يشد على يدي مبتسماً بود, ليردف قائلاً: (علمت من إيمان (صديقة) أنك أنت من وضع اسمي, بس ولا يهمك).
خلال السهرة يقول د. العظم: (من عادتي عندما أكون خارج البلد أن لا أتخذ أي موقف سياسي, لاموالٍ ولامعارض, حتى إني أرفض الدعوات التي توجه إليّ لحضور بعض مؤتمرات المعارضة وسواها. أفضّل عندما أكون خارج سورية أن أبقى على الحياد في ما يخصّ قضايا المعارضة والسلطة. لكن عندما أكون داخلها, يكون الأمر مختلفاً, إذ بمقدوري أن أرى الصورة الكائنة في كليتها, وفي لحظتها, وهذا يسعفني في اتخاذ قرار ما).
أسأله عن رأيه في إعلان دمشق بيروت(والعكس) يقول: (لو عُرض عليّ ربما كنت قد وقعت عليه, لاسيما أن الكثير من النقاط التي ينطوي عليها الإعلان كنت قد أثرتها أثناء اجتماعنا مع السيناتور جون كيري في دمشق منذ قرابة العامين.. لكن بعد أن رأيت اسمي بين الموقعين دون علمي, خطر ببالي أن أوضح الأمر للرأي العام, وربما كنت سأعلن انسحابي منه, لكن من غير المعقول والمقبول أخلاقياً في الحد الأدنى أن أعلن انسحابي بعد أن حصلت موجة الاعتقالات بحق بعض الموقعين من الأصدقاء وسواهم؟).
طال الحديث وتشعب، وكانت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان حاضرة بين طيات السهرة, لاسيما أن صادقاً كان محاصراً أثناءها في بيروت. عندما كنا نهاتفه إلى هناك بغية الاطمئنان عليه, كان يجيبنا وهو يضحك ليبدد قلقنا: (لا تقلقوا, أنا بخير, فمنزلي كائن في المثلث الآمن, من ثمّ صرت معتاداً على أجواء الحرب في لبنان, منذ عام 1958 وأنا أشهدُ حروباً هنا).
من جملة الأسئلة التي طرحت في السهرة ما إذا كان يعتقد أن حزب الله قد انتصر في الحرب على إسرائيل أم لا؟ يجيبنا: (نعم إن حزب الله انتصر في حربه مع إسرائيل, لكنه نصر غير مظفر, مع تأكيدي كلمة غير مظفر بدليل نسبة الدمار التي حلت في لبنان. لكن نصره يتجلى بمجرد صموده ثلاثة وثلاثين يوماً في وجه إسرائيل, هذا بحد ذاته انتصار. فضلاً عن تماسك قيادة الحزب ومقاتليه طوال فترة الحرب, من غير أن نغفل إعلامه الحربي, وهذه نقطة تُسجل لا لإعلام حزب الله فحسب, بل للإعلام اللبناني بشكل عام, لقد كان الإعلام اللبناني مذهلاً في تغطيته للحرب) بعد قليل يردف: (نعم حزب الله انتصر, لا أحد يستطيع أن ينكر ما كبده للطرف الإسرائيلي من خسائر لم تكبده إياها الجيوش العربية مجتمعة).
نسأل من جديد: هناك من يقول إن هذه الحرب في أحد أوجهها هي حرب مصغرة عن حرب قد تكون محتملة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية, مارأي صادق العظم في هذا القول؟
 يجيب: (وجهة نظر معقولة, هذا جانب من جوانب الحرب, لكن من الخطأ الفادح اختزال الحرب إلى وجهة النظر هذه فحسب, فإحالتها إلى هذا الجانب فقط رؤية قاصرة جداً).
د. صادق هل تعتقد أن وضع حزب الله سيكون مريحاً بعد الحرب؟
 يجيب: (أنا لست من أنصار حزب الله, إيديولوجياً على الأقل, لكن أشعر بالسعادة والتفاؤل عندما أعلم أن حزب الله ليس وحيداً في لبنان, فمعه ميشيل عون وسليمان فرنجية وهما شئنا أم أبينا يمثلان جزءاً من الموارنة, ومعه طلال أرسلان الدرزي, إضافة إلى قسم لابأس به من الطائفة السنية, وهذا مهم جداً. ومفيد من أجل مستقبل لبنان ومصلحته مجتمعاً, لا من أجل حزب الله منفرداً فحسب. لو كان حزب الله دون شركاء وحلفاء لبنانيين كالذين ذكرتهم لكان وضعه حرجاً جداً, وبالتالي سيكون وضع لبنان في المستقبل يدعو إلى الخوف والقلق وهذا مالا نريده لا للبنان ولا لحزب الله).
حول موقف بعض القوى اللبنانية (لا سيما قوى 14 آذار) من الحرب, يعتقد العظم أنها لم تكن بشكل عام موفقة في خطابها, ثم يعقب بالقول: (مثلاً, سعد الحريري تعرض لانتقادات شديدة, إذ كيف يكون زعيم الأكثرية, ومعظم فترة الحرب يكون خارج لبنان؟).
تطول السهرة, ويكون من ضمن ماتطرقنا اليه علاقته ببعض الرموز الفكرية والأدبية لعصره ورأيهم فيهم, كأدونيس ونزار قباني وإدوارد سعيد.. إلخ... قد يكون صادق ملزماً بتقديم وجهة نظره وشهادته في من ذكرت (ومن لم أذكر من أسماء) إلى قرائه وأصدقائه ذات يوم, وهذا مانرجوه أن يقدم عليه فعلاً.
هيثم المالح وشيخوخة الكبار التي لم تراع
موسى أبو مرزوق: "السلطة الفلسطينية تعني «فتح» و«حماس»"
دبي: أعجوبة أم مشهد عابر؟
سورية المبتدأ والخبر
أُُبي حسن في ((سورية المبتدأ والخبر)).. جرأة الطرح وخلخلة المسلمات
جريدة فينكس الالكترونية: منبر إعلامي سوري جديد مستقل موضوعي وعادل
حفل إطلاق جريدة فينكس الإلكترونية بحلتها الجديدة بحضور رسمي واعلامي
حفل اطلاق جريدة فينكس الالكترونية بحلتها الجديدة
شعارها ”سورية وطن يسكننا” الاحتفال بإطلاق جريدة (فينكس) الألكترونية بحلتها الجديدة
انطلاق (فينكس) بحلته الجديدة..
د. خالد حدادة أمين عام الحزب الشيوعي اللبناني (في حوار قديم معه)
حركة الإصلاح الديني مجدداً ودور المثقف الوطني
صادق جلال العظم: حزب الله انتصر في حربه مع إسرائيل, لكنه نصر غير مظفر
زياد جيوسي: همسات الروح لفينكس في العيد العاشر
كتب إحسان عبيد: فينكس.. فنار بحري.. (بمناسبة دخوله عامه العاشر)