كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

د. خالد حدادة أمين عام الحزب الشيوعي اللبناني (في حوار قديم معه)

حاوره: أُبي حسن- جريدة النور- العدد 270- تاريخ 22/11/2006
 
الرفيق خالد حدادة لـ(النور): الحكومة الحالية من أفشل الحكومات
 
إجابات الدكتور خالد حدادة، الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني، ليست مجتزأة كإجابات معظم السياسيين  الذين نقابلهم.
 فهو لا يلجأ إلى الدبلوماسية في جوابه، بقدر ما يتوخى وضع النقاط على الحروف بوضوح لا لبس فيه.
صحيح أنه يستطرد كثيراً، غير أنه دائماً يوصل فكرته عبر طيات جوابه بهدوء مذهل.
في هذا الحوار، يرى الدكتور حدادة أن حكومة الرئيس فؤاد السنيورة غير شرعية، فضلاً عن أنها فقدت الحد الأدنى من الوطنية، ويضيف أن فريق 14 آذار يعمل وفقاً للأجندة الأمريكية.
وكما هنالك ما يجمعه بحزب الله، هناك ما يفرّقه، والآن إلى الحوار:

الدكتور حدادة: فريق 14 آذار يعمل وفقاً للأجندة الأمريكية، وكانوا يراهنون على هزيمة حزب الله
* مارأي الحزب الشيوعي اللبناني باستقالة وزراء حركة أمل وحزب الله من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة؟
** حقيقة أتت هذه الاستقالة متأخرة فترة طويلة, فهذه الحكومة برأينا من أفشل الحكومات التي تمر على لبنان, فهي لم تقدر على إنجاز أي شيء, ولم تفعل شيئاً منذ خروج السوريين من لبنان. فهي لم تحقق الأمن ولم تعمل بشكل جدي أثناء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان وكذلك الأمر بعد الحرب. وبمعزل عن استقالة وزراء أمل وحزب الله, هذه الحكومة يجب أن تسقط. واستقالة الوزراء المستقيلين كان يجب أن تتم مباشرة بعد وقف العدوان الإسرائيلي, ولو تمت الاستقالة آنذاك لأخذ الخلاف حينئذ أشكاله السياسية الحقيقية. لكن الاستقالة اليوم تبدو, لدى البعض, وكأنها موقف بسبب المحكمة الدولية ومحاكمة المسؤولين عن اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
في الحالات كافة, وبمعزل عما تركته الاستقالة من إحراجات, برأينا أن الحكومة غير دستورية في ظل غياب طائفة كاملة عنها. فبمنطق الديموقراطية التوافقية اللبنانية, وبمنطق ديموقراطية الأكثرية العددية هناك تحالف سياسي فرط, أعني تحالف البريستول وعين التينة, 8 آذار و14 آذار, هذا التحالف فرط عقده الآن, والمفترض أن تنتهي الحكومة معه.
من وجهة النظر السابقة الذكر نعتقد أن استقالة وزراء أمل وحزب الله أتت متأخرةشهرين أو ثلاثة بالحد الأدنى. الآن وبعد أن اتخذ قرار المحكمة الدولية, نحن مصرون على متابعة إجراءات تشكيل هذه المحكمة كي لاتأخذ أبعاداً سياسية، وحتى لاتصير أداة في الصراع الدولي, لكننا مع تشكيل هذه المحكمة.
*هل تعتقد أن الولايات المتحدة ستكون بمنأى عن تسييس المحكمة؟
** أعتقد أن الأمريكان لن يتركوا مجالاً لتسييس التحقيق دون أن يقدموا عليه, في الحالات كافة ثمة أدوات مراقبة دولية وشعبية وغير شعبية يجب علينا استنفارها, محاولين منع الاستغلال السياسي.
 
الأزمات التي يعيشها لبنان دليل على سقوط النظام الطائفي
الحل في تجميد السلطات الحالية عدا حكومة انتقالية مدتها ستة أشهر
 
* كيف تقيّم موقف 14 آذار من الحرب على لبنان, وماهي الانعكاسات السياسية لتلك الحرب على الداخل اللبناني؟
** أثبتت الحرب الأخيرة على لبنان والظروف التي سبقتها أن البنية الطائفية للنظام اللبناني كلها سقطت, في البداية كانت الأزمات السياسية في لبنان تترافق مع أزمة على المستوى الإقليمي، وهذا يؤدي إلى انفجار في لبنان. لكن هذا كان يحدث كل عشر سنوات أو كل خمسة عشر سنة مرة واحدة, فما بالك الآن حين تحصل أزمة كل سنة وأحياناً كل ستة أشهر، لاسيما في ظروف نجد فيها أن الوضع الإقليمي متوتر، والوضع الداخلي اللبناني يتوتر معه دون انفصال عنه, مايعني أن أزماتنا دورية بحيث إن البلد في طريقه إلى الفراغ. هذا مايجعلنا نشعر بخطر حتى على الكيان الوطني. من هنا نجد أن هذه البنية الطائفية ككل تحتاج إلى تغيير.
فببساطة, لدينا أزمة في رئاسة الجمهورية, ونحن كحزب شيوعي, على الأقل, نعتقد أن رئيس الجمهورية مُدّدَ له بطريقة غير ديموقراطية, وللأسف نحن فقط في لبنان من يقول هذا, ففريق 14 آذار اعترف بشرعيته، فبمجرد تعايشهم معه وتوقيعه على مرسوم تعيينهم وزراء اعترفوا به  وبشرعيته, حتى أثناء تشكيلهم الحكومة زاره مندوب من الخارجية الأمريكية (السيدة ديبل ومعها وفد أمريكي) ووضعوا له أربعة وزراء في الحكومة بغية إبعاد ميشيل عون. ومنذ أسبوعين قام الرئيس السنيورة بمحاصصة معه في التشكيلات الدبلوماسية، وأعلن أنه ورئيس الجمهورية مثل السمن على العسل(؟).
ثمة أزمة حكومية, فالحكومة الحالية من خلال ممارساتها على الصعيد الداخلي وعجزها خلال عام ونصف, ناهيك بانفجارها من الداخل مؤخراً, هي غير شرعية وغير دستورية, ومأزومة.
لاشك أن مجلس النواب انتخب في ظل ظروف غير طبيعية, فقانونه غير ديمقراطي، وهو القانون الذي قامت 14 آذار عليه بحملة أنه قانون غازي كنعان وجميل السيد, فهو ذاته أعادوا اعتماده. وأكثر من ذلك, ففي كل ديمقراطيات بلدان العالم التي تحترم نفسها, في حال وجود حدث كبير يؤثر على عواطف الناس فيها يؤجلون الانتخابات شهرين أو ثلاثة.. اغتيال الرئيس الحريري كان حدثاً عاطفياً كبيراً على مستوى لبنان، جيّشَ قسماً كبيراً من اللبنانيين, مايعني أنهم انتخبوا بدافع العاطفة لا بدافع البرامج السياسية, إذاً هذا المجلس هو الآخر واقع في أزمة.
انطلاقاً من هذا, وضع حزبنا مبادرة لانرى مخرجاً سواها, تتمثل في استقالة رئيس الجمهورية بعد تشكيل حكومة انتقالية تستلم هي مهام الرئاسة, والأفضل أن تكون بدون سياسيين, فلتضم قضاة وحقوقيين, ولتأخذ الصلاحيات التشريعية لمجلس النواب, هكذا نكون قد جمدنا رئاسة الجمهورية وجمدنا الحكومة عبر حكومة انتقالية، وجمدنا أزمة مجلس النواب عبر أخذ الصلاحيات التشريعية منه، وإعطائها للحكومة المفترض أن تحكم البلد طوال ستة أشهر, تصوغ خلاله قانون انتخاب ديمقراطياً حديثاً على أساس النسبية والدائرة الواحدة, كما تنظم انتخابات نيابية مبكرة على أساس القانون الجديد. والمجلس النيابي الذي سيُنتخب على أساس هذا القانون الديموقراطي  هو من ينتخب رئيساً جديداً للجمهورية, من ثم  تولي اهتمامها في الجانب الاقتصادي الاجتماعي المفترض أن تهتم به على قاعدة إعادة الإعمار بمنطق وطني وليس بتسليمه لمن نهبوا البلد وأثقلوه بدين أربعين مليار دولار!
*هل صحيح مايقال إن 14 آذار منتج إسرائيلي أمريكي؟
** أثبتت الأحداث مع الأسف أن 14 آذار , وبدقة أكثر رموز 14 آذار, كي لا أشمل الجميع, تعمل ضمن الأجندة الأمريكية.. وهذه حقيقة لم تعد تخفى على أحد.. مثلاً: عندما كنا نسأل بعض قيادات 14 آذار في بدايات العدوان الإسرائيلي الأخير عن أوّلية العمل على وقف إطلاق النار, كانوا يجيبون: ليس المهم الآن وقف إطلاق النار, المهم الآن هو الحل العام. طبعاً المقصود هو الخلاص من حزب الله دون أن يذكروه. وهذه قالها أكثر من شخص، وتحديداً سعد الحريري بعد البيان السعودي, إذ كرر البيان السعودي الأردني.
عندما تقف حكومة متفرجة طوال عشرة أيام على الحرب دون فعل شيء , وهي تراهن ضمناً على حسم المعركة من قبل العدو وبشكل سريع, تكون هذه الحكومة قد فقدت صفتها الوطنية في الحد الأدنى!.
* هناك قوى في لبنان تتهم حزب الله بالعمل وفق الأجندة السورية والإيرانية. مارأي خالد حدادة بهذا القول؟
** أولاً: حزب الله لايخفي صداقته لا لسورية ولا لإيران, لكن إذا كان الأمر كما يزعم البعض فنحن نستطيع أن نسأل: هل مواقف ميشيل عون أيضاً ناتجة عن تسييره من قبل سورية ويعمل وفقاً لأجندة سورية؟
ثانياً: علينا أن لاننسى أن حزب الله يمثل شريحة اجتماعية, وربما كان هو أكثر حزب تمثيلاً من الناحية الشعبية, ونحن في هذا الإطار لنا ملاحظات كثيرة على حزب الله, فهو حصر أهداف المقاومة بمقاومة العدوان وهذا صحيح, لكنه في الوقت ذاته عزلها عن عملية التغيير الديموقراطي في الداخل، وبالتالي صادر مجموعة واسعة من الشعب اللبناني ومنعها من أداء دورها في الدفاع عن مصالحها الاجتماعية في الداخل.. ربما نجم هذا الأمر عنده عن قناعة لديه من رغبته في الابتعاد عن التناقضات الداخلية متفرغاً لعمل المقاومة من غير أن يدرك أنه جمّد شريحة واسعة من الفئات الشعبية اللبنانية حارماً إياها لفترة طويلة من أن تلعب دوراً في نضالاتها الاجتماعية والسياسية والطبقية. هذه كانت إحدى أهم ملاحظاتنا عليه, ونحن نتمنى أن يغير من قناعاته تلك, لأنه من خلال احتكاك جمهوره بالجماهير الشعبية الأخرى في معارك ذات طابع اجتماعي ديمقراطي سيلين حكماً غطاؤه الإيديولوجي. وقد قلت للسيد حسن نصر الله خلال لقائي به: إن المقاومة قامت بوظيفة وطنية وقومية عظيمة ومهمة جداً, وهذه الوظيفة لايسعها قمقمها الفئوي الطائفي, فإما أن تُقزّموا الوظيفة إلى القمقم الطائفي الفئوي، وإما عليكم كَسْر هذا القمقم ونحن يجب علينا مساعدتكم بكسر هذا القمقم كي يتسع لهذه الوظيفة الوطنية والقومية. وهذا تحدٍ أمامنا وأمام حزب الله على حد سواء, وهو ليس تحدياً سهلاً, أعتقد أنه تحد صعب، وسيمر بالكثير من العلاقات المتعاونة أحياناً والمتشنجة حيناً آخر.
* ماهو نمط علاقتكم بحزب الله كحزب شيوعي؟
** علاقة تلاقي دون تبعية، إلى جانبه تمايز في القضايا السياسية دون صدام.
* في ظل خطاب 14 آذار إلى أين ستصل العلاقات السورية اللبنانية؟
** دعني أقول إن موقف 14 آذار من سورية صار محكوماً بإطار الخطة والمصالح الأمريكية في رؤيتها للعلاقات السورية اللبنانية. نحن نعتقد أنه محكوم بالخطة الأمريكية تجاه سورية وتجاه العالم العربي, وبالتالي هو موظف في هذا الإطار. من جهة ثانية أعتقد أن النظام السوري مايزال يتعاطى كما لو أنه قبل 2005, هذا المنطق يجب أن يتغير, وهذه مسؤولية مشتركة من السوريين واللبنانيين في إطار إعادة تقييم نقدي للنمط الذي ساد من العلاقات اللبنانية السورية سابقاً, وهو نمط ساد علاقات الدول العربية  كلها في مرحلة من المراحل, وقد عانت سورية منه كذلك.
* هل أنتم مع إقامة علاقات دبلوماسية لبنانية سورية؟
** نعم نحن معها, لكنها برأينا ليست أولية, الأولية الآن لإعادة تطبيع العلاقات بين لبنان وسورية على المستوى الشعبي والمجتمع المدني، قبل الحديث عن أي شيء آخر.
نحن مع إعادة النظر في الاتفاقيات السابقة بين لبنان وسورية بغية تثبيتها لا إلغائها, لكن على قاعدة بحث ذي طابع علمي أكاديمي يخدم الشعبين.
مما سلف نحن مع بناء علاقات مميزة مع سورية وعلى أساس واضح. وهنا أحب أن أضيف شيئاً، علماً أنه ليس من حقي, لكن بافتراض أني ذكرته في دمشق أثناء لقائي بمسؤوليها أكرره هنا: أنا مع إجراء إصلاحات ديموقراطية في سورية, لكن هذه ليست مهمتي, وأؤيد القوى الديموقراطية السلمية في سورية, وقد طالبت خلال زيارتي لسورية بإطلاق سراح المعتقلين, لأني لا أعتقد أن النظام السوري سيكون أقوى في حال اعتقاله تلك المجموعة من الشباب التي تعلن عداءها للمشروع الأمريكي ومواجهتها له, لكنها تريد إصلاحات ديمقراطية في الداخل.
هيثم المالح وشيخوخة الكبار التي لم تراع
موسى أبو مرزوق: "السلطة الفلسطينية تعني «فتح» و«حماس»"
دبي: أعجوبة أم مشهد عابر؟
سورية المبتدأ والخبر
أُُبي حسن في ((سورية المبتدأ والخبر)).. جرأة الطرح وخلخلة المسلمات
جريدة فينكس الالكترونية: منبر إعلامي سوري جديد مستقل موضوعي وعادل
حفل إطلاق جريدة فينكس الإلكترونية بحلتها الجديدة بحضور رسمي واعلامي
حفل اطلاق جريدة فينكس الالكترونية بحلتها الجديدة
شعارها ”سورية وطن يسكننا” الاحتفال بإطلاق جريدة (فينكس) الألكترونية بحلتها الجديدة
انطلاق (فينكس) بحلته الجديدة..
د. خالد حدادة أمين عام الحزب الشيوعي اللبناني (في حوار قديم معه)
حركة الإصلاح الديني مجدداً ودور المثقف الوطني
صادق جلال العظم: حزب الله انتصر في حربه مع إسرائيل, لكنه نصر غير مظفر
زياد جيوسي: همسات الروح لفينكس في العيد العاشر
كتب إحسان عبيد: فينكس.. فنار بحري.. (بمناسبة دخوله عامه العاشر)