كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

1 آب 1945 ولادة الجيش العربي السوري

خالد محمد جزماتي- فينكس:

1 آب 1945
قام الفرنسيون بالانتقام من مدينة دمشق، بعد تلقيهم للخسائر الفادحة في مختلف المدن السورية في معارك الاستقلال خلال شهر أيار لعام 1945، حيث أطلقوا قذائف المدفعية من حصن غورو في المزة على القلعة التي يتمركز فيها الدرك السوري، ثم هاجموا مبنى المجلس النيابي السوري وقتلوا حراسه، فقامت الحكومة السورية باجراء اتصال مع الحكومة البريطانية وطالبت بايقاف العدوان فورا، فجرت الاتصالات على وجه السرعة بين الدولتين الفرنسية والبريطانية أسفرت عن اصدار أمر من الجنرال "ديغول" بوقف القصف، ولكن القائد الفرنسي العسكري لمنطقة دمشق الجنرال "بيلو" تقاعس عن تنفيذ أمر وقف القصف، ونتيجة لذلك تدخلت القوات البريطانية بقيادة الجنرال "باجيت" وأنذرت القوات الفرنسية وأمرتها بوقف القصف وإلا...؟ فتوقف اطلاق النار...

وبدأ الضباط والرتباء والجنود من أهل البلاد بالانشقاق عن القوات الفرنسية والالتحاق بالقوى الوطنية، وعند ذلك قامت الحكومة السورية بإصدار سلسلة من القوانين بهدف انشاء وحدات عسكرية سورية بشكل سريع، فأصدرت القانون رقم 190 تاريخ 26 أيار 1945 الذي حدد مهام "وزارة الدفاع الوطني" ثم القانون رقم 192 الذي يعطي الحكومة صلاحية دعوة المواطنين للخدمة العسكرية. وتابعت باصدار القانون رقم 194 الذي يتعلق بانشاء قوة احتياطية قوامها 5000 رجل ترتبط بقوى الدرك الوطني... ولقد التحق حوالي 95 % من الضباط السوريين الذين يخدمون في الوحدات الفرنسية، ومنهم الزعيم (العميد) عبد الله عطفة، فقامت الحكومة السورية بتكليفه بقيادة "الحرس السوري" وتنظيمه، ثم جرى تشكيل أركان مؤقته في مدرسة صلاح الدين الأيوبي في حي "الشريبيشات" على الشكل التالي:
--- الزعيم عبد الله عطفة رئيسا للأركان..
--- العقيد عبد الوهاب الحكيم معاونا لرئيس الأركان..
--- الرئيس مأمون البيطار رئيسا للشعبة الأولى..
--- الرئيس سعيد حبي رئيسا للشعبة الثانية..
--- الرئيس محمد صفا رئيسا للشعبة الثالثة..
--- الرئيس صلاح البزرة رئيسا للشعبة الرابعة، وبعد فترة زمنية انتقلت رئاسة الأركان الى الصالحية وتمركزت في مبنى قيادة الموقع...
بتاريخ 10 تموز 1945 قامت اجتماعات مهمة بين ممثلين عن الحكومة الفرنسية والسورية واللبنانية في بلدة شتورا للتفاوض حول استلام القطعات العسكرية، ولما جرت المفاوضات بشكل مرضي أصدر الزعيم عبد الله عطفة أمراً ادارياً تحت رقم 4 / 22 تاريخ 15 تموز 1945 لتحضير استلام القطعات العسكرية من تاريخ 25 / تموز حتى تاريخ 31 / تموز 1945، ونتيجة للمفاوضات النهائية تم الاستلام بشكل نهائي يوم 1 اّب 1945، وقد شملت الوحدات المستلمة على سبعة أفواج مشاة مع عدد من الوحدات المساعدة، وكان الفوج في ذلك الزمن أكبر تبشكيل مقاتل ضمن القطعات السورية الخاصة، وكان يضم أربع سرايا مشاة وفصيلة مدافع عيار 25 مم وفصيلة هاون عيار 81 مم وفصيلة رشاشات "هوتشكيس"، ومن ملاك الفوج عربة لركوب قائد الفوج، وخيولاً لركوب قادة السرايا والفصائل..
وفي بداية تأسيس الجيش العربي السوري كان توزيع الأفواج السبعة على الشكل التالي:
--- الفوج الثاني بقيادة المقدم صلاح خانكان ومركزة اللاذقية.
--- الفوج الثالث بقيادة المقدم أنور بنود وكان يتمركز في لبنان، فتم نقله الى دمشق.
--- الفوج الرابع بقيادة المقدم جميل برهاني وكان مركزه في مدينة حلب، وكان يضم ثلاث سرايا بقيادة كل من الرؤساء أمير شلاش وابراهيم مرشاق والرئيس خليل الحلو.
--- الفوج الخامس بقيادة الكابتن جيرمانوس، وكان مقره الرقة، وبما أن قائده لم يلتحق بالقوات السورية، فقد جرى حله وتسميته بالفوج الخامس، وكان سابقاً اسمه الفوج الثامن بقيادة المقدم موسى اليازجي وقد تمركز في الحسكة..
--- الفوج السادس بقيادة المقدم تركي زعيني ومقره في دير الزور
--- الفوج السابع بقيادة المقدم توفيق الدوخي كان مقره في لبنان ثم تم نقله الى حماة.
الفوج الثامن وقد تمت تسميته بالفوج الخامس كما تم شرحه. 
أخيراً لابد من التنوية الى أن القيادة السورية بعد استلامها القطعات الخاصة، عملت على ادماجها ببعضها البعض للقضاء على أي نزعات تفريقية سعى الفرنسيون لتغذيتها، ثم قامت تلك القيادة بالعمل على ترجمة الايعازات والمصطلحات وكتب التدريب الأساسي، وبهذا يمكن القول بأن الجيش السوري وُلد عربيا في الأول من اّب 1945.
ملاحظة: الصورة للواء عبد الله عطفة