كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

معارك جنين مع الصهاينة

لطفي السومي- فينكس:

المعركة الاولى: في فجر الثالث من حزيران عام ١٩٤٨ قامت قوات الهاجاناه منطلقة من مدينة العفولة في مرج ابن عامر شمال جنين بقوة قوامها ٤٥٠٠ مقاتل بالتقدم باتجاه جنين عبر قرى زرعين وصندله ومقيبلة والجلمة وعرانه بهدف اسقاط اهم مراكز التمركز السكاني الفلسطيني، ولقد صعدوا الجبال المحيطة بالمدينة من الشرق والجنوب وتركوا باب الهرب مفتوحا وهو طريق جنين نابلس من اجل ان يحتلوا المدينة خالية من السكان.
كانت القوة المدافعة عن المدينة تتكون من ٨٠٠ جندي عراقي بقيادة المقدم نوح يساعدهم ٥٠ فردا من الحرس الوطني المحلي من سكان مدينة جنين بقيادة والدي حسن السومي.
تمكنت القوات المهاجمة من إحتلال معظم المدينة الصغيرة آنذاك باستثناء مبنى السراي الحكومي الضخم الذي تحصنت به القوة العراقية ومعظم افراد الحرس الوطني الذين صمدوا في وجه القوة المهاجمة.
بعثت قوات الجيش العراقي المحاصرة بنداء استغاثة، ولقد التقطته قوات عراقية كانت متجهة الى قرية قارون في منطقة طولكرم، مما جعل قائدها العقيد عمر علي يقرر التوجه الى جنين، ولقد شاهدت بام عيني الجنود العراقيين وهم متوجهون الى المعركة وهم يرقصون ويهزجون بفرح وحماس بالغين ولا زال في ذاكرتي ذلك الجندي العراقي الاسمر القصير الذي كان يرقص ويغني داخل الباص الذي كان ضمن القافلةالعراقية.
كانت مجموعات من قرى منطقة جنين قد سبقت القوات العراقية الى نجدة جنين واشتبكت مع القوات الصهيونية على السفوح الجنوبية للجبال الواقعة جنوب جنين.
استطاعت القوات العراقية والمجاهدون الفلسطينيون ان يوقعوا بالقوات المهاجمة اكبر خسارة مني بها الصهاينة في معارك عام ١٩٤٨، اذ قدرت الخسائر بحوالي الف اصابة منهم ٣٥٠ قتيلا و ٦٥٠ جريح، بينما خسرت القوات العراقية حوالي اربعين شهيدا وخسر المجاهدون حوالي ثمانين شهيدا، ولقد تركت القوات المهاجمة اعدادا كبيرة من القتلى في ارض المعركة وقاموا بعد حوالي السنتين باسترجاع بقاياهم بالتعاون مع الشرطة الاردنية والهلال الاحمر.
المعركة الثانية: في اثناء الانتفاضة الثانية كان مخيم جنين هو الاستعصاء الاكبر على قوات الاحتلال الصهيوني، مما جعلها تقوم بهجوم كبير قاده كل من رئيس الوزراء انذاك شارون ورئيس الاركان موفاز، وذلك في اوائل نيسان من العام ٢٠٠٢ ، ولقد كانت معركة المخيم هي الاكثر ضراوة في معارك اجتياح المدن الفلسطينية وشهد العالم على همجية لا حدود لها حيث استعملت القوات المهاجمة كافة الاسلحة بما في ذلك الطيران والمدفعية بينما قاتل المدافعون من بيت الى بيت وقدموا تضحيات عالية بحيث ظلت جنين ومخيمها نبراسا ينير طريق المناضلين الابطال، ولقد اعترف العدو بمقتل ٢٤ جنديا وضابطا من قواته ولكن المراقبين يقدرون العدد باضعاف هذا العدد، ولقد ترك العدوان المخيم كومة من الانقاض.
المعركة الثالثة: هي المعركة الاخيرة التي تابعناها جميعا واعتقد انه سيتلوها معارك اخرى كثيرة الى ان تتحرر فلسطين من دنس الغزاة الصهاينة.