كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

من التاريخ السياسي الشامي.. بعض ما جرى بين الحوراني و الريّس

خالد محمد جزماتي- فينكس:

بتاريخ 11 أيلول 1949 وقّع مجلس الوزراء المؤقت برئاسة السيد هاشم الأتاسي على القانون الجديد للانتخابات، وفي جملة القوانين الجديدة، اعطاء المرأة الحق في التصويت في سنها ال 18 بدلاً من 21 عاماً في القانون القديم، وبهذه المناسبة قام السيد أكرم الحوراني بصفته ناطقاً باسم الحكومة زمن سامي الحناوي بالتصريح الصحفي التالي:
"إن لجنة اعادة النظر في قوانين الانتخابات البرلمانية، قررت اعطاء المرأة حق الانتخاب من سن الرشد حسب القوانين المدنية، وذلك احياء للتقاليد العربية وتماشياً مع جوهر الشريعة الاسلامية التي هدفت الى رفع مكانة المرأة الى المستوى اللائق، تماماً كما كان الحال في أيام الرسول صلى الله عليه وسلم وصدر الاسلام ومع الأمويين والعباسيين".نجيب الريس
ونتيجة لذلك، فقد تبارت الصحف الصادرة في ذلك الزمان بالهجوم الشديد، أو بالتأييد، والبعض في الموقف الرمادي..
ومن حملة الصحف التي هاجمت أكرم الحوراني جريدة القبس لصاحبها نجيب الريس ابن حماة كما الحوراني.. وكانت مقالات الريس قاسية بحق الحوراني مما دفع بالحوراني لإقامة دعوى قضائية على الريس بتهمة القدح والذم..
وكان الحكم الصادر لهذه الدعوى القضائية يقضي بالحبس ثلاثة أشهر لنجيب الريس مع وقف التنفيذ، وبغرامة مالية يدفعها الريس للحوراني. وقد أباح القاضي تقدير الغرامة على الريس من قبل الحوراني نفسه..!
و لما تم سؤال الحوراني عما يريده من مال كتعويض معنوي له يُدفع من قبل نجيب الريس، أجاب الحوراني مبتسما: "ليرة سورية فقط".