كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

شذرات من الخطاب الذي ألقاه المجاهد الشيخ صالح العليّ في الاحتفال الأوّل بعيد الاستقلال

بمناسبة الذكرى 71 لارتقاء روح المجاهد الشيخ صالح العلي، و الذكرى الخامسة و السبعين لجلاء المستعمر الفرنسي عن بلادنا، أدناه شذرات من الخطاب الذي ألقاه في الاحتفال الأوّل بعيد الاستقلال في دمشق عام 1946:

أيها السادة: أحبّ ألّا تقعد بكم سلافة الفوز عن القيام بالواجبات المفروضة على كلٍّ منكم تجاه أمّته وبلاده، وهي واجبات جسيمة تتطلّب منكم السهر والحذر والعمل بلا إبطاء، والجدّ بلا تهاون.

فالبلاد الآن بأمسّ الحاجة إلى جهود أبنائها العاملين ورجالها المخلصين، لإصلاح ما أفسده المستعمر، وللقضاء على طائفية بغيضة، ورجعية مقيتة. فنحن لا نزال في صميم الجهاد، لقد انتهينا من جهاد أصغر إلى جهاد أكبر، ونحن أحوَجُ ما نكون إلى التكاتف والتضامن، وإلى الإخاء والتعاون. وإنّ أيّ انحلال في الصفوف من شأنه أن يؤثّر على سفينة الإصلاح، وقد قال تعالى: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم" (الأنفال 46).
وإنّ إيثار الصالح العام على الصالح الخاص هو فرض واجب على كلّ وطنيّ مخلص.
وإنّ الأمور لا تستقيم ولا تستقرّ إلاّ إذا عرف كلّ واحد من الأمّة واجبه، فقام به خير قيام. (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم) (إنّ الله مع الذين اتّقوا والذين هم محسنون).