كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

هذا الحلّ مع من لايملك نخوة وشرفاً

د. خلف الجراد
عندما كنت طفلاً بالغاً، سمعت كبار السنّ من عائلتي والأقارب، يحكون قصة ذات مغزى واضح -ماتزال محفورة في ذاكرتي- مفادها:
أنّ رجلاً من هواة الصيد في البراري من خلال الطير الحُرّ (وهو نوع من الصقور)؛ علم أن شخصاً في إحدى القبائل المجاورة يبيع طائره "الحُرّ"، فقصده، وكان ثمة رجال عدّة يحضرون ويشهدون عملية البيع، وبعد معاينة للطائر قرّر صاحبنا شراءه بأيّ ثمن. لكن صاحب الطائر اشترط الدفع للثمن وعلى مسؤولية المشتري الذي لايحق له التراجع وإلغاء الصفقة مهما كانت عيوب "الحُرّ" هذا .. ووافق المشتري وبعد دفعه للمبلغ المتفق عليه وأخذه للطائر، قال: الآن أسألك عن عيوب هذا الطائر لأعرفها ولا أفأجأ بها!
قال المالك الأصلي (البائع):
_ الطائر قوي الجناحين شديد الصولة والبأس.. لايصطاد أرنباً أو ثعلباً ولا يهجم على وحش مهدِّد.. ولا أي شيء من هذا القبيل كما تفعل الطيور من أمثاله، لكنه إذا ما رأى طيراً حرّاً من فصيلته هاجمه بقوة جبارة وفتك به فتكاً ومزّقه إرباً إرباً. هذه سمته وخاصيته الأساسية.
-عندئذ قال المالك الجديد للطائر وأمام جمع الحاضرين:
-معنى ذلك أن لاشرف عنده ولا نخوة ولامروءة ولاكرامة.. إنه نذل بشكل الطائر الحرّ وهو ليس حُرّاً أصيلاً، طالما لاتواتيه الشجاعة إلّا على بني جنسه وجماعته.. ثمّ بادر إلى قطع رأس الطائر، وهو يرددّ "الراس المابيه نخوة وشرف لازم ينقطع" أي:
(الرأس الذي لايملك نخوة وشرفاً ليس له سوى القطع).

-دمتم ودام الشرفاء أينما كانوا وحيثما وجدوا.