كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

أعمدة من ورق.. عن نصر شمالي

أسعد عبود

بتاريخ 7-5-2010، تحت عنوان "أعمدة من ورق"، وفي حلقة من سلسلة مقالات عن حياته وتجربته وذكرياته في عالم الصحافة، وفي مؤسسة الوحدة تحديدا على مدى أكثر من نصف قرن، كتب الأستاذ أسعد عبود رئيس تحرير صحيفة "الثورة" الدمشقية يقول:قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏ابتسام‏‏
- "نصر شمالي رجل معاناة.. شاب جميل متحمس مندفع.. اتجه إلى عالم الفكر والسياسة من خلال الحزب.. وهو متابع متميز للشؤون السياسية وما يتبعها.. ومدافع بلا هوادة عن مواقفه.. مثقف بالتأكيد، ولديه قدرة فائقة على العمل المتواصل.. لا يعترف بليل أو نهار أو تعب أو راحة.. الأستاذ نصر "أبو مصعب" التصق بالعمل في قواعده ولم يتجه لقيادة الصحيفة (صحيفة الثورة) من مكتب مغلق.. تراه في المطبعة، في الأرشيف، في الإخراج، في الأخبار، في كل الأقسام.. وقد فجر في الصحيفة قدرات عمل كبيرة فعلاً، حيث استطاع بالكادر الآلي نفسه أن يصدر إضافة إلى الجريدة ثلاثة ملاحق متميزة.. وقد دفع إمكانيات بشرية جديدة للعمل في الصحيفة.. اتصف بسرعة القرار والتنفيذ، والمبالغة في الشك والثقة، وقد أدى ذلك إلى تعدد الشخصيات التي عملت إلى جانبه: نصر الدين البحرة، سعيد عبد الله، سليم خليفة، فخري عباس، إضافة إلى يوسف مقدسي وممدوح عدوان ومحمود السيد، وغيرهم..
الصديق نصر كما شعرته كان يحبني وكلفني بأكثر من مهمة.. كانت فترة عمل حقيقية أنجزت الكثير وأحدثت تغييرات جوهرية.. وهي، إلى ذلك، كانت فترة خلافات سياسية، فعاما 1968-1969 هما العامان التمهيديان لرسم الاتجاهات التي قادت إلى الحركة التصحيحية عام 1970، ولهذه الخلافات علاقات لاشك فيها أدت إلى تراجع الأداء، وإلى مغادرة نصر شمالي للصحيفة..
مع نصر شمالي مديراً عاماً ورئيس تحرير، في فترة إطلاق العمل بأربعته، كانت الفرصة عريضة جداً (أمامي) للدخول فوراً عالم الكتابة والتحرير".. الخ.