كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

تحالف سخّمني والبغل.. ومشعل والقرضاوي وأردوغان!

هلال عون

في سنوات الحرب الأخيرة على سورية، والتي أطلقوا عليها اسم «ثورة» كان الامريكي والصهيوني يعزفان ويلحنان، بينما كانت ترقص وتغني بعض الكائنات بانسجام فريد، رغم أنها تبدو متناقضة.
حيث تجد اللصوص والزعران و الطمبرجية من جهة، مثل: (سخمني، وسوسو، والجزرة، والبغل).
وتجد مقابلهم المشايخ، وأحزاب الإسلام السياسي، وجماعات الإرهاب التكفيرية، مثل: (البيانوني، مشعل، القرضاوي، مرسي، اردوغان، الظواهري، البغدادي، الجولاني).
الثورات الحقيقية تقوم ضد الأنظمة الإقطاعية والبرجوازية الظالمة التي تحتكر الثروات وتستعبد الناس بالتحالف، غالبا، مع رجال الدين (ثورة مارتن لوثر ضد تحالف الكنيسة مع النظام الاقطاعي عام 1517).
وتقوم أيضا ضد الاحتلال الأجنبي لأراضي الشعوب (الثورتين السورية والجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي).. أو ضد القيادات اللاوطنية والعميلة المزروعة من قبل العدو.
لقد أطلقوا على زعران وتكفيريي سورية لقب «ثوريين»، وهم يعلمون أنهم منافقون وصوليون مأجورون.
ولكنهم استخدموا صفة الثورية لجاذبيتها لدى جماهير الفقراء والكادحين، وهم في الواقع تكفيريون وإنقلابيون مأجورون لا أكثر ولا أقل.
والإنقلابيون المشبوهون أو المأجورون عادة، إذا نجحوا فإنهم يغيّرون الواقع من الجيد إلى السيئ، لأنهم يعملون على تحقيق أهداف شخصية غير نبيلة، ضارة بمصلحة الوطن والمواطنين..
(انقلاب حسني الزعيم - أديب الشيشكلي في سورية منتصف القرن الماضي).
وهناك أيضا ثوريون رومانسيون طفوليون يشبهون "الشاعر" الذي كان له دور في إحدى مسرحيات زياد الرحباني..
ذلك الشاعر الذي كان يتردد يوميا على صاحب المطعم أو الحانة ليسمعه (قصائده) التي يظنها كالمعلقات أو أكثر جودة، وهي في الحقيقة تشبه أيَّ شيء إلا الشعر..
وعندما ملّ وسئم منه صاحب الحانة سأله: "يا خيي أنت شو هدفك من هالشعر"؟
فأجابه (الشاااعر) باللهجة المصرية، رغم أنه لبناني ولم يزر مصر أبداً:
"أنا عاوز أغيّر المچتمع ده".
فما كان من صاحب الحانة إلا أن نظر إلى بنطاله «المرقّع»، وقال له: "روح غيّر بنطالك المرقع، وبعدين فكِّر بتغيير المجتمع".
وهناك نوع ممن يطلقون على أنفسهم لقب ثوريين، وهم بالأساس لصوص ومجرمون وحشاشون ومطرودون من أهاليهم وقبائلهم، مثلما حصل في سورية في الحرب الأخيرة حيث شاهدنا على رأس الثوريين «بيسو» و«سوسو» و«سخّمني» و«البطريق» و«البغل».. و«جزرة..»!
وهؤلاء عادة ما يكونون وكلاء الوكلاء للغير ومأجورين يتم استخدامهم للقيام بأعمال قذرة تُحدث بلبلة وذعرا في أوساط المجتمع بهدف إرهاب الناس العاقلين وإلزامهم بيوتهم.
وهناك، أيضا، مَن يُسمُّون أنفسهم ثوريين، و تكون عقولهم مليئة بالعفن والأسن والجروح والقروح والخرافات والأوهام و العته، وقلوبهم مليئة بالضغينة والحقد كالتكفيريين الذين يريدون أن يحكموا المجتمعات باسم الإله، لكنه الإله المختل عقليا، والمعقّد نفسيّا، و الذي يقطر حقدا وكراهية وسادية تجاه «خَلقِه»..!
الإله الذي يدفع «خَلقَه» إلى كره بعضهم بعضا بسبب الاختلاف الديني والمذهبي والطائفي والفكري.. رغم أن الله الحقيقي خلقهم {شعوبا وقبائل..}.
و لو شاء لجعلهم {أمة واحدة}.
ورغم أنه لم يقبل من رسوله محمد (ص) أن يُكرِه خلق الله على الإيمان: {أأنت تكرههم حتى يكونوا مؤمنين}.
إله هؤلاء هو ذلك الإله الذي يحكم بحرق الناس أحياء، ويُجلِسهم على الخازوق.
وربما لذلك حنُّوا إلى اردوغان، حفيد مَن وضع آباءهم وأجدادهم على الخازوق، وذهبوا إليه ليحاربوا تحت إمرته بعد أن أفشل الله وشعب سورية وجيشها وقائدها «عقيدتهم الحولاء».
وهؤلاء أيضا يعملون بدعم خارجي، ويُستخدمون رأس حربة في مشروع تقوده دول معادية.
ومن هذا النمط الإخوان المسلمون، وكل التنظيمات التكفيرية الي خرجت من جلباب الإخوان.
وهؤلاء - للأسف - غالبا ما يحظون بالتفاف عدد كبير من البسطاء الذين يسمعون الشعارات ولا يعرفون أهدافها الحقيقية.
ولذلك فإن مجتمعاتنا بأشد الحاجة لنهضة ثقافية فكرية تحدد مفهوم الانتماء والمواطنة وتعززهما بعيدا عن التراث الديني المسيّس والمزوّر، كما هي بحاجة إلى تطبيق القانون على الجميع، وعلى القوي قبل الضعيف.