كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

ما معنى أن تكون ابن فلاحة وابن فلاح؟

د. جوليان بدور

⁃ أنا ابن الفلاحة أم وحيد والفلاح أبو وحيد الذي قضى طفولته وشبابه معهما في رعاة البقر والعمل بالأرض وزراعة وحصاد القمح وشتل وقطاف الدخان.
⁃ أنا ابن الفلاحة أم وحيد والفلاح أبو وحيد الذي قضى طفولته وشبابه في قرية لم يكن فيها طريق ولا كهرباء وبالآتي تلفاز وبراد… عندما غادرتها فى عام ١٩٨١.
⁃ أنا ابن الفلاحة أم وحيد والفلاح أبو وحيد اللذان كان يسكنان في قرية نائية لم يكن يخدم في مدرستها الابتدائية سوى معلم واحد لتعليم مئة تلميذ وتلميذة.
⁃ أنا ابن الفلاحة أم وحيد وأبو وحيد اللذان أنجبا تسعة أطفال ربياهما على المحبة والإخاء والأحترام والمشاركة والكرم.
⁃ أنا ابن الفلاحة أم وحيد والفلاح أبو وحيد اللذان لم يصادفهما الحظ بالذهاب الى المدرسة، لكنهما لقناني من نبل القيم والمبادىء والأخلاق ما عجزت عنه أعرق وأكبر الجامعات بالعالم.
⁃ أنا ابن الفلاحة أم وحيد والفلاح أبو وحيد الذي تغّرب منذ ٤٣ سنة والذي اكتشف وتأكد بأن السعادة والهناء لا يشتريّا بالمال والمادة والاستهلاك الزائد والاستخدام المفرط للسيارات، وإنما يأتيان من الحياة البسيطة والصدق والوفاء والتواضع ومحبة واحترام الناس.
⁃ انا ابن الفلاحة أم وحيد والفلاح أبو وحيد الأميان اللذان علماني حب التعلم والمعرفة وقول الحقيقة مهما كان الثمن، وبأن لا أتكلم إلا باللغة التي تلامس مباشرة قلوب الناس أينما كانوا وأينما حلّوا وتشعرهم بالراحة والأمان، أي لغة المحبة والاحترام المتبادل والتقدير والاحترام..
⁃ أنا ابن الفلاحة أم وحيد والفلاح أبو وحيد، الذي عمل وجدّ حتى حصل على دكتوراة بالاقتصاد وتعيّن كمدرس وباحث اكاديمي في جامعة ريونيون الفرنسية القابعة في المحيط الهندي، والفخور بمحبة طلابي واحترام زملائي لي بفضل الأخلاق والقيم التى ورثتها من أم وحيد الفلاحة وأبو وحيد الفلاح.
⁃ أنا ابن سورية البلد الذي لا ينحني.. بلد التاريخ والحضارة.. بلد التسامح والمحبة، بلد العز والفخر والكرامة بلد الرجال والرجولة.
⁃ أنا ابن الفلاحة أم وحيد والفلاح أبو وحيد اللذان علماني حُب الطبيعة والبيئة والحياة الريفية وحب العمل بالأرض وزراعتها وتفضيل منتجاتها، والعيش في وسطها.
⁃ أنا ابن الفلاحة أم وحيد والفلاح أبو وحيد اللذان أدين لهما بتفاؤلي، والفخر بجذوري وسعادتي وسر محبتي للحياة والبيئة والإنسان.
⁃ فهل عرّفتم أصدقائي وأحبتي لماذا أكن كلّ المحبة والتقدير والاحترام لأم وحيد الفلاحة وأبي وحيد الفلاح، رحمهما الله ورحم أمواتكم جميعاً، وللبلد الذي ولدا فيه، بلد العراقة والحضارة والعزة والرجولة والكرامة.