كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

أنا وهالفيس.. قصص وحكايات من الفيس بوك

معن حيدر

((قديشنا صحبة أنا و هالبير.. عتاق نحنا من زمان كتير
و غماق و غماق شو في سرار مطوية بقلوبنا ودموع ومشاوير))
ورغم أن صحبتي أنا و (هالفيس) ليست قديمة كثيرا كصحبة الراحل وديع الصافي مع (البير)، إلا أنّي أجد فيه ملاذا لتمضية الوقت فيما يعرضه عليّ من منشورات وفيديوهات على صفحات الأصدقاء، منها ما هو سمين، بل سمين جدا، ومنها ما هو غثّ وغثّ جدا جدا.
وبما أن عقلي في هذه الفترة (مروكب) لا يسعفني بكتابة أي شيء، فقد خطر ببالي، أن أنتقي شيئا مما صادفته من منشورات علقت بذهني لأسباب تحكي عنها تلك المنشورات:
++نبدأ من أحد الفيديوهات على الفيس بوك، حيث يدعو الشيخ (أ) في مقابلة تلفزيونية إلى فرض الجزية على الحكومات الأوروبية، وليس على الشعوب، تطبيقا لشرع الله كما يقول.
وعندما سألته المذيعة في سياق المقابلة عن حضارة الغرب، انتفض غاضبا وقال: إن حضارة الغرب كذبة كبيرة، وتابع وهو يرغي ويزبد: هل تعتبرين الشذود الجنسي حضارة؟؟
-ونسي أثناء حديثه الغاضب أنّه يلبس طقما وكرافة ويضع نظارة على عينيه وأنه يجلس في الاستديو وحوله التجهيزات وأن المقابلة تبثّّ عبر الأقمار الصناعية.. وكلها كلها من صناعة الغرب وغيرها أكثر من أن يحصى.
++وفي فيديو آخر نرى (واحدة محجبة يا بعدي) في مقطع مقزز (ع أساس كوميدي) ومعها ابنها الصغير يسخر من والده، فنجدها مسرورة من ذلك، إلا أنها استكمالا للكوميديا، تقفل المشهد بأن تحمل (الشحاطة) وتركض خلفه: ولا .. يأطع عمرك..
+ونراها في مشهد ثانٍ تحاول سرقة بعض الحاجيات من بقالية، يشاهدها صاحب البقالية عبر كاميرا المراقبة ويلعب عليها عند الصندوق، فتقفل المشهد (الكوميدي): يبعتلك حمّى جيت أسرقك قمت سرقتني.
++وعلى صفحة إحدى الصديقات المحترمات نقرأ منشورا عقلانيا عن الأديان، تدعو فيها الجميع إلى إحترام أديان بعضهم بعضا واحترام شخصيات تلك الأديان ومعتنقيها، أو على الأقل عدم التعرض لهم.
لقي المنشور إعجابا كبيرا من متابعي الصفحة وأولهم أنا، ولكن بعض التعليقات كانت عبارة عن طلبات استثناء، مثل: (بس فلان مو متل فلان، معقول تكون فلانة بمقام فلانة... وهكذا) ومن خلال تعليقاتهم نعرف أنهم: سني ومسيحي وشيعي.
أعتقد أن صاحبة الصفحة أجابتهم أجابتهم: لن أستثني أحدا، كما قال مظفّر النوّاب مرة.
++وعلى صفحة أحد الباحثين قرأت منشورا يفنّد فيه رواية من كتاب الأغاني عن سكينة بنت الحسين تصفها وكأنها كانت تجلس في (صالون أدبي) تحاجج بعض شعراء الغزل المشهورين بأشعارهم، ووصل إلى نتيجة أن كتاب الأغاني ومؤلفه غير ذي ثقة ولا يُعتدّ به ولا يجب أن يُعتبر مرجعا في التاريخ والأدب، وبعد فترة قرأت له منشورا يتحدث عن (تهتّك) أحد الخلفاء، وكان مرجعه الوحيد في ذلك هو رواية من كتاب الأغاني!
++وتقرأ منشورات على صفحات لأصدقاء علمانيين متزنين، فتعجب بها أشد الإعجاب، وبالمقابل تقرأ منشورات على صفحات من أسميهم (مدّعو العلمانية)، ومنهم يساريون وماركسيون، تجد فيها أن علمانيتهم مختصة فقط بفئة محددة يصبّون عليها جام غضبهم؛ بل أكثر من ذلك، تجدهم ينتقدون بشدة دولة الخلافة المزعومة وبنفس الوقت يؤيدون دولة الولاية بشدة، وحلّل يا دويري...
++وأخيرا حدث مرة أن قرأت على صفحة أحد الأصدقاء نعوة لقريب له، فكتبت له: رحمه الله فليكن ذكره (مؤقتا).. نبهني مشكورا عبر المسنجر، فصححت التعليق فورا واعتذرت منه. قال لي مازحا: ما يهمك، يمكن كنت شارد وعبتتذكر الهيئة وفكرت حالك عبتوقع شي موافقة بالغصب.