كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

الشحرور ووادي قرينة وزرياب

مرعي برادعي

 يوم الجمعة الفائت، كنت في بستاني بوادي قرينة (يبرود)، والطقس جميل رائع.. وبعض الكرز المبكر نضج وتركته للشحارير والطيور.. والشحرور يصعد ليأكل ثم يعود للأرض قلقا خائفا من الغدر والإيذاء..
حاولت بتأنٍ التقاط صورة للذكر والأنثى فما استطعت إلا لواحد منها، وهي التي ترونها في الصورة على بعد ٦٠ متر تقريباً..
صوته رائع جميل مذهل لايملّ ولايكل ّ عن التغريد.. وذكّرني بقلقه وخوفه الدائم وسرعة تنقله بزرياب العصر العباسي الموسيقي والفنان وعازف العود الشهير الذي تعلم العزف والموسيقى على يدي اسحاق الموصلي، ولما ذاع صيته وكبر اسمه وبدأ تميزه، في خلافة المهدي العباسي، وصله نبأ بالتخطيط لقتله.. وفي ليلة ليلاء جمع مايهمه وبدأ مشوار الهروب من بغداد إلى الأندلس عبر الأرض العربية والبحر إلى أن وصل..
وهناك بدأ نجمه يبزغ وحياته تتطور وعلمه يزداد ويتألق وعلاقاته الموسيقية والاجتماعية والثقافية والفنية تزداد وتملأ أجواء الأندلس حتى في الإتيكيت..
وأسس أول معهد لتعليم الموسيقى في العالم، وأضاف الوتر الخامس للعود، فكان استاذاً وموسيقياً ومطرباً وكل شيء حسن.
في عالم المجتمع الأندلسي أبدع وتألق، وهنا كاد أن يقتل.. وهذا ماذكرني به شحرور الوادي القلق الخائف الأسود الجميل صاحب أجمل التغريدات.