كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

من وحي استضافة صاحب "عزازيل" في الإخبارية السورية

د. لؤي مرهج:

كعادتي اشتري لمؤلف ما عدة كتب من معارض الكتاب التي تُقام في الجامعة أو المركز الثقافي بحمص..
قرأت ليوسف زيدان رواية "عزازيل" وأتبعتها برواية "النبطي"، ومن ثم بدأت بقراءة كتاب له بعنوان "متاهات الوهم" وكأنه موجه للقارئ المصري بالدرجة الأولى في محاولة منه -أي الكاتب- لتبديد الأوهام المتوارثة التي تأسر العقل وتجعله يؤمن بالخرافات وتجعله مطية لرجال الدين...
ماعلينا من كل ذلك بقيت أقرأ الكتاب حتى وصلت للفصل المعنون "الوهم الأندلسي" في الصفحة رقم ٢٣٥ يستشهد بمقطع من قصيدة محمود درويش (مديح الظل العالي): قصب هياكلنا وعروشنا قصب، في كل مئذنة حاو، ومغتصب، يدعو لأندلس، إن حوصرت حلب.
وهنا أنقل حرفياً ما يخطه يوسف زيدان:
[والعجيب هنا، أن الشاعر يوم كتب قصيدته هذه المروعة (أثناء حصار إسرائيل لبيروت) لم يكن يخطر بالبال أن تُحاصر حلب بالفعل مثلما هي محاصرة اليوم تحت أنظار الجميع، ليس بجيش الصليبيين أو الإسرائيليين الجدد، وإنما بجيش سوريا النظامي الذي يأتمر لرغبات "الأسد" الذي ينهش منذ شهور طوال فراشات الحرية ولن يشبع أبداً.] إنتهى الإقتباس.
هنا توقفت طويلاً عند هذا الأسطر والتي أحسست أنها أُقحمت في سياق الكتاب وبعيداً عن موضوعه وعنوانه... الكتاب إصدار عام ٢٠١٣
وكانت هذه القراءة عام ٢٠١٦، وتساءلت كيف سمح الرقيب بدخول هذا الكتاب إلى سورية وبيعه في المكتبات ومعارض الكتاب؟ والآن أفاجأ بمقابلة واستضافة يوسف زيدان على الإخبارية السورية بعد اساءته للجيش العربي السوري وللسيد الرئيس على مدى سنوات..
هل يُعقل أن تتم مكافأة المُطبع يوسف زيدان باستضافته في سوريا المقاومة؟