كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

في موقفه من الدولار.. لماذا يذكرنا ماكرون بديغول؟

نصر شمالي:

مواقف فرنسا الدولية، بصدد أوروبا والصين والدولار الأميركي، ملفتة ومدهشة في هذه الأيام.
ويخطر لي أن مواقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تذكر بمواقف الرئيس شارل ديغول في الستينيات من هذه القضايا ذاتها! وبالطبع لا مجال للمقارنة بينهما كرئيسين لفرنسا، فديغول شخصية تاريخية متميزة، لكن ماكرون يكرر اليوم فعلا مواقف ديغول الدولية في الستينيات بصدد أوروبا، والصين، وروسيا، وبصدد الولايات المتحدة التي نجحت حينئذ في إنهاء عهد ديغول وفي إنهاء حياته السياسية وإحالته إلى التقاعد، بتسييرها تلك المظاهرات السياسية الفكرية الحاشدة وتلك الإضرابات الكبيرة الفرنسية ضده في العام 1968..
وجدير بالذكر أن مواقف ديغول في الماضي، ومواقف ماكرون اليوم، تدعمها قوى وهيئات اجتماعية اقتصادية فرنسية وطنية مهمة تتميز عن غيرها من القوى الأوروبية الأخرى بتعدادها الكبير، وباستقلاليتها في الداخل حيث لا وجود لاحتكارات فرنسية مركزية متحكمة بالجميع كما الحال في الولايات المتحدة، وبالتالي فهي تتميز باستقلاليتها النسبية إزاء الاحتكار الأميركي العالمي..
غير أن لواشنطن في فرنسا نفوذاً اجتماعياً واقتصادياً وإعلامياً وفكرياً كبيراً جداً وخطيراً جداً، وذلك بفضل جماعات "الاشتراكية الدولية" الصهيونية وغيرها كثير من القوى والهيئات الصهيونية المتنوعة المشابهة..
فهل سيصمد ماكرون في مواجهة الإضرابات والمظاهرات التي فشل الجنرال ديغول في مواجهتها؟ هل التغير الهائل الذي طرأ على الظروف والعلاقات الدولية مؤخراً يساعده؟