كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

"الكيان".. وقلقُ الوجود!!..

خالد العبود:

 -ما يحصل في داخل "الكيان"، وعلى مستوياتٍ عديدةٍ ومتنوعةٍ، لا ينفصل عمّا حصل على مستوى المنطقة، خلال السنوات القليلة الماضية، وتحديداً على مستوى الصراع الكبير والعميق، الذي كان مركزه سوريّة..
-فمن قراره في العدوان المتكرّر على سوريّة، وصولاً إلى العدوان السافر، على أهلنا العزّل، داخل المسجد الأقصى، مروراً بالاجتياحات لبعض المدن والبلدات العربيّة الفلسطينيّة، وملاحقة المواطنين فيها، والقتل والهدم والاعتقالات المسعورة، والتضييق على الأسرى العرب الفلسطينيين في سجون هذا "الكيان"، إضافةً لتلك الخلافات الداخليّة، والمظاهرات التي ملأت شوارع بعض مدنه، والصراع السياسيّ الداخليّ العنيف، والخلل البنيويّ العميق والحادّ، في البنية المجتمعيّة لهذا "الكيان"!!..
-كلّ ذلك ليس مفصولاً، أو بعيداً، عن فشل مشروعٍ كبيرٍ، كان يُحضَّر لهذا "الكيان"، كي يكون في وضعٍ آخرَ مختلفٍ تماماً، تكون فيه "إسرائيل" في موقعٍ يمنحها دوراً رئيسيّاً وجديداً على مستوى المنطقة!!..
-إنّ التحضير العميق والاستراتيجيّ لهذا الدور "الإسرائيليّ"، والذي سبق "الربيع العربيّ"، والتأسيس الخطير الذي رافق هذا "الربيع"، بناءً على تصوّرٍ استعماريٍّ كبيرٍ، من قبل قوى داخليّة وإقليميّة ودوليّة، وضع "الكيان"، روحيّاً واجتماعيّاً وسياسيّاً، على سكّة انتظار النتائج الكبرى والعميقة، التي تكون فيها "إسرائيل" في موقعها "المنشود"، والمشغول عليه، بعد مرور مئة عامٍ على وجودها الناقص!!..
-إنّ فشل هذا "الوعد"، بكلّ تعقيداته العميقة، ارتدّ سلباً على بنية هذا "الكيان"، وارتدّ سلباً على علاقاته الداخليّة، وعلى أساس وجوده في أهم العناوين التي يعاني منها، وبخاصّة فيما يتعلّق بحاضر هذا "الكيان" ومستقبله!!..
-إنّ هذا القلق العميق الذي يتراكم بشكلٍ سريعٍ، نتيجة فشل "الوعد الإسرائيليّ"، في "صفقة القرن"، وفي "القدس" عاصمة لهذا "الكيان"، وفي "الجولان" بأن يكون جزءاً منه، وفي "التطبيع" الذي كان سيؤسّس لواقع علاقة هذا "الكيان"، بمحيطه العربيّ وغير العربيّ، ونتيجة غموض الحاضر والمستقبل لهذا "الكيان"، كلّ هذا جعل من واقعه، واقعاً مضطرباً ومهزوزاً ومتردّداً ومنفعلاً، بشكلٍ انعكس على جميع مفرداته الوجوديّة، روحيّاً وسياسيّاً واجتماعيّاً!!..