كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

جودت الهاشمي

نصر شمالي:

المربي العربي السوري من أصل جزائري الأستاذ والمناضل الكبير جودت الهاشمي (1887-1955)..
ففي العام ١٨٦٧، في زمن الثورة الجزائرية، انتقل أهل جودت الهاشمي (الصورة) مع كثيرين غيرهم من الجزائر إلى دمشق.. وفي العام ١٨٨٧، بعد عشرين عاماً، كانت ولادة أحمد جودت الهاشمي في دمشق الشام..
وفي مراحل دراسته الابتدائية في دمشق أظهر الهاشمي نبوغاً ملفتاً، بخاصة في مادة الرياضيات، وتفوق على جميع أقرانه، فأرسله مدير المدرسة إلى إستانبول لإكمال تعليمه فيها، وقد بلغ الثانية عشر من عمره .. وفي إستنبول تفوق على زملائه جميعاً، فأوفدته الحكومة العثمانية إلى فرنسا حيث أكمل تعليمه الجامعي في فرع الرياضيات، وحصل على الليسانس في العام ١٩١٣..
وعاد الهاشمي إلى إستانبول، وعرضوا عليه العمل في تركيا مدرساً للرياضيات، لكنه أصر على العودة إلى سورية، فعينوه في بيروت في مدرسة المقاصد الخيرية، ثم انتقل إلى القدس ودرس فيها حتى العام ١٩١٨..
وبعد خروج العثمانيين من بلاد الشام،عاد الهاشمي إلى دمشق، وجرى تعيينه أستاذاً للرياضيات في مدرسة مكتب عنبر، ثم صار مديراً لهذه المدرسة، ومدرساً فيها..
وقد سعى الهاشمي لدى السلطات في سورية لإنشاء مدرسة ثانوية نموذجية، فنجحت مساعيه وكانت مدرسة التجهيز الأولى التي حملت اسمه بعد رحيله، وما زالت.. إنها : "ثانوية جودت الهاشمي"، المعلم البارز من المعالم التربوية في دمشق.. ولقد حاولت السلطات الفرنسية الاستعمارية إحلال اللغة الفرنسية محل العربية، وبخاصة في فرع الرياضيات، بحجة عجز المصطلحات العربية وافتقارها، فتصدى لهم الأستاذ الهاشمي، وأعد مجموعة من الكتب في الرياضيات بجميع فروعها بالمصطلحات العربية، أو المعربة، فنجح في مهمته إلى أبعد الحدود، وأبطل حجج الفرنسيين وأفشل خططهم..
لقد كان جودت الهاشمي مناضلاً عربياً من أجل نهوض أمته ووحدتها واستقلالها، وكان دائم التواصل مع المناضلين العرب، في عهد العثمانيين وفي عهد الفرنسيين، وعلى تواصل مع المناضلين في الجزائر خصوصا ً، وفي المغرب العربي عموماً. رحمه الله