كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

د. بهجت سليمان: بين "التصعيد" "الفرويدي".. و "التسفيل" "الجورج طرابيشي"

بين "التصعيد" "الفرويدي".. و "التسفيل" "الجورج طرابيشي"

بين موسوعتين في الثقافة هما: "سيغمند فرويد" "اﻷوربي" و "جورج طرابشي" "العربي"...

أقف باختصار شديد، أمام التباين الهائل بين معظم المثقفين اﻷوربيين، في الوقوف مع شعوبهم، في مواجهة التحديات الكبرى والمصيرية..
وبين وقوف معظم "المثقفين" العرب ضد شعوبهم، في مواجهة الحرب الاستعمارية اﻹرهابية الجديدة، ضد العرب عامة، وضد هذا الشرق العربي خاصة...

فأولئك، كانوا أصحاب قضية كبرى، وشكلوا طليعة ثقافية وفكرية، لشعوبهم وأوطانهم، وأناروا لهم طريق المستقبل، وجعلوا من أنفسهم، منارات لأبناء وطنهم، يستنيرون بها، لكي لا يضيعوا السمت السليم ولا يفقدوا الاتجاه الصحيح..

وأما "المثقفون" العرب - بمعظمهم -، فجعلوا من أنفسهم "طليعة ثقافية وفكرية" ولكن ليس لشعوبهم وأوطانهم، بل للغزاة الخارجيين المعتدين على شعوبهم وأوطانهم..
لا بل أخذوا يتسابقون في تقديم أوراق اعتمادهم، ل الغزاة الجدد، ويغلفون مواقفهم المخزية هذه، بادعاء الدفاع عن الشعوب وب شغفهم بالديمقراطية والحرية وحقوق اﻹنسان!
وكأن قوى الاستعمار الجديد - القديم، تحولت، عند هؤلاء، إلى جمعيات خيرية، منذورة ل جلب الحرية والديمقراطية، إلى شعوب مستعمراتها السابقة!

ولذلك نرى الفرق الهائل بين معظم مثقفي الغرب، الذين قاموا بما ينطبق عليه مصطلح "فرويد": "التصعيد"..
وبين معظم مثقفينا، الذين قاموا بما ينطبق عليه مصطلح "جورج طرابيشي": "التسفيل"

****

[مفاهيم جارية]

كثيرا ما تختفي الأسباب وراء الذرائع، بحيث يلتبس اﻷمر على البسطاء، ف يرون الذرائع ولا يرون اﻷسباب..
ويتوهمون بأن الذرائع هي محرك اﻷحداث، بينما هي في الحقيقة، ليست أكثر من عود الثقاب الذي أشعل الهشيم التاريخي المتراكم.

الصراع عبر التاريخ، كان وسيبقى صراع إرادات، ولكنه يبقى صراعا محكوما بموازين القوى، وتضيف اﻹرادت إلى هذه الموازين، أو تستهلك منها.

القوة المادية، ك قاعدة، هي اﻷساس في حسم الصراع، ولكن القوة المعنوية تتقدم عليها أحيانا وتحسم الصراع، عندما تتميز القبادة بعقل إبداعي محنك، وتتميز الكوادر ب الوعي العميق وبروح التضحية.

الكثير من المفردات أو المفاهيم أو المصطلحات السياسية والاجتماعية التي جاء بها العالم الغربي، لها استخدامان: داخلي وخارجي..
وتأخذ الازدواجية مداها في التعامل مع هذه المفردات، بحيث تكون المفردة قريبة نسبيا من معناها، على صعيد الاستخدام المحلي لديهم..
وتكون ، على الصعيد الخارجي، متناقضة مع المعنى الذي تأخذه على أرض الواقع والتطبيق.

تكبر بعض الشعوب والدول ب إرادتها، وب ذكائها، وب استعدادها للتضحية...
وتصغر بعض الشعوب والدول - مهما كان تعداد سكانها كبيرا - ب خنوعها وضيق أفقها وميلها للانتحار.

****

كما كتب الاعلامي هلال عون تعليقاً حول سؤال الدكتور بهجت سليمان ان كان يملك "عقلية عسكرية اقصائية" وفق ما اتهمه بعض "فرسان" الفيسبوك:

□ تعليقا على تساؤلك في المنشور، الذي تقول فيه بأن أحد المعلقين اتهمك بأنك تمتلك (عقلية عسكرية إقصائية) وتطلب رأي الأصدقاء والقراء بهذه التهمة..
أقول: لصاحب هذه الصفحة - الدكتور بهجت سليمان - التي أصبحت منتدى فكريا وثقافيا وسياسيا لعدد كبير جدا من الكتاب والمفكرين في سورية وخارجها..

1 لصاحبها الدكتور بهجت قضية يحملها على كاهله، رافعتها مجموعة من المبادئ والقيم الإنسانية والأخلاقية والوطنية لا يحيد عنها.. ويمكن تلخيص بعضها من وجهة نظري بما يلي:

2 تكريس الانتماء للعروبة والدفاع عنها واستنهاض همم أبنائها ليكون لهم دور فاعل بين الأمم..
لأن اللامنتمي يمكن استلابه وتوجيهه من قبل الأعداء بسهولة، تحت عناوين براقة مخادعة ك (نشر الديمقراطية، الدفاع عن حقوق الإنسان عبر منظمات أممية بعناوين براقة ايضا، لكنها في الواقع تعمل لتنفيذ أجندة سياسية مخابراتية)..
ومعروف أن لا قضية للشخص اللامنتمي يؤمن بها ويضحي لأجلها.. و هو غالبا ما يوهم نفسه بأنه إنساني الانتماء، بعيدا عن التقيد بحدود الوطن وحمايته، مصدقا أحيانا، أو دائما، أن الغرب فاعل خير هدفه إقامة الدولة الافلاطونية.

3 فضح خطط أمريكا وإسرائيل الهادفة لتقسيم منطقتنا وتركيع شعوبنا وسرقة ثرواتنا، وحماية أمن "إسرائيل".

4 فضح الأنظمة المتخاذلة العميلة التابعة والمنفذة لمشاريع التقسيم الغربية والصهيونية، مقابل حماية عروشها ومَلَكياتها وانظمتها.

5 تعرية أصحاب المواقف والأقلام المأجورة على كافة مستوياتهم وتوجهاتهم.

6 كشف ملابسات الحرب على سورية، و ما أسموه ب (الربيع العربي)، و ما يجري على الساحة السورية والعربية والإقليمية والدولية وفضح المؤامرة وأهدافها.

7 الدفاع عن علمانية الدولة بشكل رشيد وحكيم وبعيد عن التشنج، أي مع تفهم طبيعة المجتمع المتدين واحترام معتقداته.

8 العمل على غربلة الموروث الديني وتحييد كل ما من شأنه إثارة النعرات و إشعال الفتن فيه، وصولا إلى الإسلام المحمدي الحقيقي، إسلام الرحمة والمحبة والأخلاق الرفيعة.

9 تعليم وتكريس الحوار المتحضر الذي يتفهم الرأي الآخر، اي لا يقصيه ولا يلغيه ولا يعادي أصحابه ضمن ثابت محبة الوطن.. وصولا لمفهوم (الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية)..
ويمكنني هنا - على سبيل المثال لا الحصر - أن أستشهد بالود الملحوظ والمستمر بين الدكتور بهجت والصديق (آدم سليم) والعلاقة المستمرة البعيدة كل البعد عن الإقصاء والتحييد (رغم أن الصديق النبيل والشريف والحضاري آدم يحط من قدر شخصيات تاريخية يكتب عنها الدكتور بهجت ويعتبرها رموزا وطنية او قومية او دينية).

10 فتح المجال أمام أصحاب الأقلام الوطنية والقومية الفكرية والثقافية والسياسية والأدبية.. وصناعة منبر لهم عبر الفيس للتعبير عن أفكارهم وآرائهم في مواجهة وفضح أكاذيب امبراطوريات الإعلام المعادية.

11 نثر الجماليات الأدبية والفكرية الأخلاقية (الإبداعية والمنتقاة) على صفحته، لما لها من دور في تحسين الذائقة والاخلاق.

12 لديه مقدرة إبداعية هائلة على خلق المصطلحات ونشرها وتكريسها.. ومن ذلك:
- وصفه لملوك الخليج وأمرائه ب (نواطير الغاز والكاز)
- وصفه للعملاء والمأجورين ب (لاعقي الأحذية.. و ب القوارض والرخويات)... الخ.