كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

إعلاميون من بلادي.. الإعلامية المتألقة رائدة وقاف

محمد عبد الله- فينكس:

منتصف تسعينيات القرن الماضي، وأثناء عملي في صحيفة الاعتدال الاغترابية، التقيت ولمدة قصيرة، وذلك في مقر محافظة طرطوس القديم، الإعلامية المتألقة رائدة وقاف. وكان لقاء ودياً فقط، لمست فيه ومن من خلال تعرفي عليها أنها إعلامية لها حضور متميز مع بداية عملها في المركز الاذاعي والتلفزيوني في محافظة اللاذقية.
وللأسف لم تسمح لي الظروف أن ألتقيها مرة أخرى سيما بعد انتقالها إلى دمشق، لكنني تابعت نشاطها وحضورها الإعلامي.
واليوم يُشرفني إن أنقل ما جاء في صفحة الزميل والصديق حسن العبد وما كتبه عنها.
متمنياً لها دوام الصحة وأن تصل إلى مراكز عليا في الإعلام.
..............................................................
كتب ـ حسن العبد:
رائدة وقاف، إعلامية سورية من الطراز الرفيع، عاشت طفولتها في بيتٌ عريقٌ، بيت تفوح منه رائحة الأصالة والنخوة، وعشق الوطن، وينعم بالوئام والحب والسعادة والاستقرار، جميلة ورشيقة، ذات حضور محبب، وأنوثة تفوح من أمام "الكاميرا" ومن خلف "الميكروفون" أعطتها الحياة جمالاً طاغياً وأخاذاً، وجاذبية خاصة. علمتها الأيام أن تتحدى لتفرض وجودها، استطاعت أن تشق طريقها في عالم الإعلام المرئي الذي عشقته، دخلت في غمار الطوفان الإعلامي الذي لا يرحم ولا يتوقف، وينحني أمامها وأمام أمثالها من ذوي الكفاءة والامكانيات، واستطاعت في قلب دائرة الضوء وتحت أشعة الشمس الساطعة أن تجد لنفسها مكاناُ مميزاً بين زخم إعلامي وإعلاميات الوطن.
بدأت مسيرتها من إذاعة دمشق، مذيعة موهوبة، ثم انتقلت الى التلفزيون، فرضت نفسها بطموحها وعفويتها، ومصداقيتها ورصانة معاملتها، عقدت صداقة روحية مع "الكاميرا"، وقدمت ابداعاتها على طبق من الفضة لكل الناس، وحلت ضيفة مرحبّاً بها لدى البيوت، بطول الوطن وعرضه، حصدت جماهيرية كبيرة، وأصبحت نجمة ساطعة من نجمات التفلزة السورية المتألقة.
من أهم برامجها نذكر على سبيل المثال: برنامج "يحدث الآن"، وبرنامج "عن كثب"، وبرنامج "في بيتنا تلفزيون"، وبرنامج "على عيني" وكان البرنامج الأهم من بين برامجها، نقلت من خلاله عشق المغتربين لوطنهم الأم سورية، وقدمت صورة مشرقة عن نجاحاتهم وانجازاتهم وتفوقهم في مختلف المجالات كسوريين في بلاد الاغتراب، ووقفت على التحديات التي تواجههم وسبل معالجتها، لقد أبدعت في هذا البرنامج الذي كان الأقرب للمشاهدين، وكان انجازاً مهنياً يسجل لها، نالت عليه الثناء والتقدير.
شاركت في دورات مع محطات وقنوات تلفزة فضائية عالمية، مثل BBC، واتبعت دورات تأهيلية في الإعداد البرامجي والسياسة الوطنية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، وفي التحرير الإخباري في هولندا، أنيطت بها وأسندت إليها مهمة إدارة قناة سوريا دراما، لأعوام ثلاثة، كانت الاختيار الأمثل لتكون عضواً فاعلاً في المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين في سورية، ونائباً لرئيس الاتحاد، ونائباً لرئيس الإتحاد الدولي للصحفيين، لها اسهامات متميزة في تطوير العمل الاذاعي والتلفزيوني، إعلامية محاضرة تساهم في إثراء مسيرة الإعلام الوطني في سورية، ومناضلة تكرس جل وقتها من أجل قضايا الصحفيين، والسلام والتسامح والمحبة، ومحاربة الفقر والفساد، تعمل بجدٍ وتفانٍ، دون كلل أو ملل، تحب عملها الإعلامي وتحب أن تسعد الناس من خلاله، حصلت على شهادات تقدير وتكريم، وفازت بجوائز نظير ما قدمته من إبداعات إعلامية، تحترم الصداقة وتعتز بأصدقائها الأوفياء، وتحترم من يرافقها في مسيرتها، وترى في زملاء عملها المتنفس الذي يهب عليها بنسائم المحبة والصدق والوفاء، مامكنها من تكوين قاعدة من الصداقات المتينة مع صف عريض من الاعلاميين الكبار.
لم تتأخر عن مبادئها يوماً، وعلى الدوام ترنو لساحة الأمويين إلى حيث يرفرف العلم السوري فوق ساريته خفاقاً.. لقد حرصتُ على متابعة برامجها، ما أن شاهدتها حتى بهرتني بجمالها وأناقتها وبحلاوة ألفاظها، إنها ذات جمال أخاذ، وأنوثة مابعدها أنوثة، تعج بالعظمة، واطلالة تخطف القلوب والأنظار، لقد أدهشتني جاذبيتها واحترامها لذاتها وهي أمام "الكاميرا"، مليئة بالنشاط والطاقة، صاحبة "كاريزما" تظهر من خلال نبرات صوتها الدافئ، ولغتها المميزة التي تخرج مع النطق السليم للحروف، كل من يشاهدها يغرم بها، وبضحكتها الآسرة وصوتها الحنون، مذيعة شابة، تتمتع بالتفكير العميق والأداء المهني، والذكاء والطيبة، والطموح والقسوة إذا لزم الأمر.
تشرفت بمعرفتها أثناء إقامتي في اللاذقية وحضورها مؤتمر فرع إتحاد الصحفيين، لقد شعرت بسعادة ممزوجة بالفخر والاعتزاز، وكم كانت سعادتي غامرة عندما سمعت من هذه السوسنة كلمات مشبعة بالثقافة العالية، عطرت المكان بعطر النرجس والياسمين المعتق.. إنها من وطن ترتفع فيه هامات أبطاله لتفتخر بمجده العظيم، انها شخصية مهيبة، مترفة الثقافة، بهية الوجه والطباع، لها إشراقة ظبية وتأهب شيهانة، ولها قلب مفعم بخدمة الوطن وحب الناس، كم أتمنى أن تتبوأ أعلى المناصب لأنها تستحق.. ولتبقى قلادة التميز والإبداع والعطاء مزهية وزاهية حول عنق هذه القامة الإعلامية، مسترخية على صدرها، تكريماً لصبية من صبايا ضيعة "بيت الوقاف"، ضيعة الحب والجمال، والشهامة والرجال، صبية الله عاطيها نعمة روحية، تقف اليوم شامخة كشموخ جبال الوطن، وعزة وسمو قيادته، وأنفة أبطاله الأحياء منهم والشهداء، تعانق السحاب وتهدي المشاهدين الجمال.