كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

النيحا..التراث والمدافن البيزنطية

تقع البلدة شمال شرق منطقة الشيخ بدر وتبعد عن طرطوس حوالي 40 كم وتتوضع على قمة جبل يبدأ بمرتفع صغير وتنتهي بمرتفع وهضبة تحيطها الغابات على امتداد النظر ما جعلها وجهة للسياحة الشعبية
تابعة خدمياً لمنطقة "الشيخ بدر" وتبعد عنها "6كم" ترتفع عن سطح البحر "750م" وهي منطقة سياحية بامتياز لكن ينقصها بعض الخدمات. وعدد سكانها حوالي 2500 نسمة.
النيحا التي تشتهر بهوائها العليل تقع على الطريق الواصل بين مصياف وطرطوس فهي تبعد عن بلدة وادي العيون 5 كم وتتبع إدارياً لمنطقة الشيخ بدر
فيها نبع ماء قديم ويقال أنها معالجة للجهاز البولي وخصوصاً الرمل كما أنها تضم العديد من ينابيع المياه العذبة أشهرها عين البساتين وعين الضيعة وعين البطم وعين التوينة وغيرها إضافة لمرور نهر الديرون على أطراف أراضيها .
تمتاز بلدة النيحا بموقعها والغابات التي تحتضنها من كل الجهات فهي تسحر الناظر بخضرة أشجارها الكثيفة والدائمة من السنديان والبلوط والصنوبر وعشرات ينابيع المياه العذبة ما أضفى عليها سحراً حباها الله به.
اسم البلدة سرياني ويعني الهادئة والوادعة ، حيث أن القرية تمتاز بمناخ جبلي معتدل إلى جانب طبيعتها الساحرة والخلابة.
على أرضها جرت معركة "النيحا" أهم المعارك السورية الفرنسية والتي اكتسبت اسمها من اسم هذه القرية التي عرف أبناءها بالوطنية والبسالة والشجاعة
يميزها نسبة المتعلمين وأصحاب الشهادات المرتفعة ..وسكانها من أصحاب العقل المنفتح والمضياف والمقاوم للحياة الصعبة فكل إنسان في هذه القرية يجمع بين العلم والعمل ليستطيع الوصول إلى مراده.
القرية ذات منتوج زراعي متنوع وذلك يعود الى :تنوع تربتها فهي تنتج القمح والتبغ والزيتون وأكثر محاصيلها تميزاً هو زيت الزيتون المرغوب من جميع المناطق التي حولها ويعود ذلك لنظافته ويأخذ المرتبة الأولى من حيث الجودة.
تتميز القرية بتمسك سكانها بعاداتهم وتقاليدهم فأهلها مازالوا إلى الآن يحتفلون بمناسباتهم بشكل جماعي
◘ ففي تاريخ " 23 كانون الأول" يحتفلون بعيد "البربارة" حيث يجتمع شباب وشابات القرية ويوقدون النار ويشكلون حلقات الدبكة حولها والأكلة المميزة في هذا العيد هي" الهريسة"».
«وهي مكونة من الدجاج البلدي والقمح وتطهى على الحطب
◘ وفي تاريخ "23 كانون الثاني" يحتفلون بعيد "الميلادي" والأكلة المميزة لهذا العيد خبز معجون بسمسم ويخبز على التنور.
بلدة النيحا غنية بآثارها التي تعود لفترات زمنية مختلفة أهمها المدفن المنحوت في الصخر الذي يرجع إلى الفترة البيزنطية ويحوي داخله العديد من الغرف ، و ما يميز هذا الموقع الأثري وجود سقف قائم على عمود منحوت بتاج بسيط إضافة لبعض الكتابات اللاتينية على أحد جدرانه.
المدفن موجود ضمن جرف صخري يقع في أرض زراعيّة قريبة من البيوت السّكنيّة لأهالي القرية، وبناءً على المعلومات التي وردت من قبل محافظ "طرطوس" عن وجود مغارة أثريّة في القرية، قامت شعبة التنقيب بإجراء الكشف الفوري اللازم، حيث تبيّن وجود مدفن جماعي منحوت في الصّخر الكلسي الطّبيعي، وفيه عمود منحوت بالصّخر أيضاً و5 قناطر، والمدفن مملوءٌ بالرّدميّات وبحاجة إلى الكشف الفوري والسّريع، وقد تمّ اتّخاذ كلّ الإجراءات اللازمة لأعمال التّنقيب والكشف وتأمين الحراسة اللّازمة للموقع، وبالفعل بدأت عمليّات التّنقيب بدءاً من إزالة الرّدميّات من المدخل المحفور في الصّخر من الجهة الغربيّة لبواّبة المدفن، واستمرّت الأعمال حتى انتهاء تنظيفه من الرّدميّات المتراكمة.
بعد إزالة الرّدميّات تمّ الكشف عن مدفن جماعي منحوت في الصّخر، يقوم في وسطه عمود محفور من أصل الصّخرة ذات الشكل الدائري المزيّن بخطوط طولانيّة مائلة وغائرة، له تاج بسيط سماكته لا تتجاوز السبع سنتيمترات، ويتقدّم المدفن مدخل محفور في الصّخر يمتد بطول 5 أمتار تقريباً، قد تبيّن أنّ هذا المدخل كان عبارة عن قناة مائيّة مغطاة بالحجارة، ولم يعثر إلا على حجرة واحدة منها، ويبلغ ارتفاع القناة 90 سنتيمتراً وعرضها يتراوح بين 40 إلى 45 سنتيمتراً، ويلي المدخل باب المدفن الذي ينفتح على بهو يتوزّع حوله أحد عشر معزباً تتوضع ضمن 5 قناطر، فإلى الجهة اليمينيّة للداخل قنطرة ثمّ العمود ثمّ قنطرة أخرى باتّجاه شرق غرب كل منها يضمّ معزبين، ويقابلها قنطرتين مناظرتين لهما في الجهة اليساريّة للداخل وبالاتّجاه نفسه وبعدد وأبعاد المعازب،
كما توجد قنطرة أخرى في الجهة المقابلة للبوّابة وهي أكبر من القناطر السّابقة، تضمّ 3 معازب تتّجه باتّجاه شرق غرب وبمقاييس المعازب الساّبقة نفسها، ومن الملاحظ أنّ المعازب ترتفع بمقدار يتراوح بين 75 إلى 85 سنتيمتراً، وارتفاع المدفن الأعظمي يبلغ 175 سنتيمتراً، أيضاً لاحظنا خلال العمل وجود ثقوب في أسفل كل معزب، اتّضح أنها لتصريف المياه إلى البهو ومنه إلى القناة الأماميّة الموجودة في المدخل، وقد وجدنا أيضاً بعض الكتابات اللّاتينيّة على الجدار الشّمالي الّذي يفصل بين القنطرتين اليساريّتين، كما يوجد رسم سمكة على الجهة الشّماليّة الدّاخليّة للمدفن، بالإضافة إلى مجموعة من السّرج الفخاريّة، وثلاث قطع نقديّة برونزيّة، ومجموعة من الخرز وصليب مالطي، وبشكل عام اقتصرت الاعمال على إزالة الرّدميّات من المدفن ويبدو واضحاً أنّه تعرّض للنهب في فترات سابقة.
تعد المنطقة بشكل عام من المناطق التي شهدت حياةً بشريةً منذ العصور القديمة، وما يشهد على هذا الآثار التي تكثر في المنطقة واللّقى التي تمّ العثور عليها والعائدة إلى فترات تاريخيّة متنوّعة، أيضاً المدافن القديمة والتّي تعرف بـ(النّواغيص)، وهي تختلف عن بعضها باختلاف الفترات الزمنيّة الّتي تعود لها، ومن أبرزها مدفن "النيحا"

يذكر أنّ مدفن "النيحا" يعود إلى الفترة البيزنطيّة، وقد بدأت أعمال التنقيب للكشف عنه في العام 2005 وانتهت عام 2006.