كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

تايتا ملك أرض فلسطين وبطلها في مدينة حلب

لطفي السومي- فينكس:

 لقد كان من المفاجئ في اثناء حفريات البروفيسور "كأي كوهلماير" في قلعة مدينة حلب أن عثر على معبد إله الطقس الحلبي، والذي حمل عدة أسماء حسب المراحل والعهود المختلفة من بينها "ادا" و"اداه" و "تيشوب" و "حدد".
أما المفاجأة الاكبر فهي تكمن في أن إله الطقس هذا وفي آخر ترميم قد حصل في المعبد في القرن الحادي عشر ق. م قد وجد وهو يقف في مواجهة الملك "تايتا" ملك أرض فلسطين وبطلها "حيث أن هذا الملك هو من قام بعملية الترميم الأخيرة، ووضع المنحوتة التي تمثله في مواجهة إله الطقس، و إلى جانبها كتابة طويلة بالخط الهيروغليفي اللوفي تتحدث عن الملك تايتا.
هنا يبرز سؤال مهم عن الصِّلة التي تربط هذا الملك الفلسطيني بالشعب المسمى "البلست" والذي جاء مع موجة شعوب البحر واستقر في جنوب غرب فلسطين وأعطاها اسمها فيما بعد "فلسطين". وهنا نجد أنفسنا أمام محاولة معرفة الصِّلة بين الملك تايتا والشعب الفلسطيني الذي ينتمي إليه من جهة وبين شعب فلسطين "البلست" الذين استقروا في جنوب غرب فلسطين كما أسلفنا، وهل تابع فلسطينيو الشمال زحفهم باتجاه الجنوب، أو هل تحرك فلسطينيو الجنوب باتجاه الشمال الى حلب أم أن هناك احتمال آخر؟
رغم عدم وجود أي احتمال موثق إلّا أنه لا بد من العودة إلى قصة وحركة من أسميوا بشعوب البحر من أجل أن نعرف الصِّلة بين فلسطينيي الشمال وفلسطينيي الجنوب.
من المعروف أن موجة جفاف طويل قد ضربت حوض المتوسط الشرقي و أنها قد بلغت ذروتها في العام ١٢٠٠ ق م مما جعل مجموعات كبيرة من سكان جنوب اليونان وجزر بحر ايجة وسواحل الأناضول الجنوبية الغربية تتحرك في موجتين إحداها برية وهي التي هاجمت ودمرت الامبراطورية الحثية، والتي كانت قوة عظمى في تلك المرحلة، بما في ذلك عاصمتها حاتوشا (بوغازكوي)، واستمرت زاحفة باتجاه الجنوب ودمرت اهم مرافئ المتوسط الشرقي "أوغاريت" واستمرت لنجد اثار دمارها في عدد من المواقع في طريق اجتياحها.
ومن جهة أخرى قامت موجة بحرية تنتمي إلى المنطقة نفسها بالتوجه إلى مصر و التي لم يطلها القحط لأنها تعتمد على مياه نهر النيل، ولقد واجهها الفرعون رمسيس الثالث في معركتين إحداها برية والثانية بحرية في العامين ١١٨٦ و ١١٨٩ ق. م، كما هو مسجل بالنقش على معبد هابو في مصر، مما دفعهم عنها وسكنوا في ساحل أرض كنعان الجنوبي الغربي وكانت أهم مدنهم أسدود العاصمة وعسقلان وعقرون وغزة وغات. ومن المعروف أن كل من هذه المدن قد حكمها "سيد" وليس ملك.
ليس هناك ما يدل على أن أي من الموجتين (البرية والبحرية ) قد تابعت حروبها باتجاه الشمال أو الجنوب ومن هنا نستنتج أن الملك "تايتا" ينتمي إلى الفرع البري، بينما ينتمي فلسطينيو الجنوب إلى الفرع البحري، أي أن مجموعة كبيرة من شعب البلست قد كانوا ضمن الموجة البرية، بينما هناك مجموعة أخرى من الشعب نفسه كانوا ضمن الموجة البحرية، راجياً من ذوي الاختصاص من أصدقائي إبداء وجهة نظرهم في هذا الكشف الجديد.
مرفق لوحة من الحجر البازلتي، حيث يبدو على اليسار إله الطقس الحلبي، بينما يبدو على اليمين الملك تايتا ملك ارض فلسطين وبطلها.