كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

سورية في موقعها.. التحولات الإقليمية والدولية

دمشق - هلال عون
بمشاركة عدد من الكتّاب والباحثين والمفكرين من سورية والوطن العربي ، عقدت " جامعة الأمة العربية " مساء أمس الأربعاء 10 / 5 / 2023 ، ندوةً حوارية وطاولةً مستديرةً عبر تطبيق زووم ، من مقرها بدمشق تحت عنوان : " سورية في موقعها .. التحولات الإقليمية والدولية "
•• أدار الحوار أمين عام جامعة الأمة العربية ، الدكتورة هالة الأسعد ، التي ركّزت في كلمتها على أن المقاومة هي التي تقود إلى النصر وتغيير المعادلات الدولية ، وليس التطبيع ، وأن المطبعين مآلهم الالتحاق بقاطرة التيار المنتصر .
كما ركّزت على أهمية دور الاقتصاد في المرحلة القادمة ، وفرص الاستثمار في سورية .
وهذا عرضٌ مختصر لأهم الأفكار التي تناولها الضيوف :
• الباحث العسكري والسياسي العميد د. أمين حطيط ، من لبنان ، تحدث عن أن " جامعة الأمة العربية" التي حققت حضورها وأهدافها في تثبيت وتجذير الانتماء الوطني والقومي في المرحلة الأولى ، تنتقل الآن إلى مرحلة جديدة من العمل في مرحلتها النضالية الثانية بعد تغير الظروف .
وبيّن أن المطلوب الآن هو المساهمة في معالجة ذيول الحرب من النواحي الثقافية والاجتماعية والاقتصادية ، فالوضع المعيشي للمواطنين بعد سنوان الحرب هو أولوية، لذلك يجب التركيز أيضا على تشجيع النمو الاقتصادي والعلاقات البينية العربية ، وتطوير العلاقات بين الحلفاء المنتصرين ، لافتا إلى أن زيارة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي جاءت في هذا السياق .
• الباحث في الجيوبولتيك د. حسن أحمد حسن ، رأى أن المقاومة هي اطريقة الوحيدة الناجعة مع عدونا .
و تحدث عن أن ما يحدث من تغيرات في المواقف و السياسة الدولية لصالح حلف المقاومة هو نتيجة طبيعية لصمود سورية جيشا وشعبا وقيادة ، مشددا على ان الثمار يجب أن تكون على قدر الصمود والانتصار .
وركّز د. حسن حسن أيضا على الدور المهم لجامعة الأمة العربية في مجالات الثقافة والاعلام ونشر الوعي وتضميد الجراح بعد سنوات الحرب الطويلة ، وكذلك في مجال الاقتصاد وتشجيع الاستثمار واعادة البناء في المرحلة القادمة .
• عضو مجلس الشعب السوري د . محمد خير العكام ، رأى أن المتابع لما يحدث اليوم يلحظ استعادة للوعي العربي ، مؤكدا أن رؤى و خيارات محور المقاومة انتصرت على خيارات الطرف الآخر ، وأن النصر ليس لسورية وحدها ، بل هو للمحور كاملا .
• الكاتب والباحث ، الدكتور نبيل طعمة شدّد على أن الاهتمام يجب أن يكون بالمستقبل لأن الماضي أصبح وراءنا ، وأن الإعداد للمرحلة القادمة لاستكمال النصر والبناء عليه ليس سهلا ، فالصراع مستمر ، و آلية الصراع القادم أيضا ليست سهلة في ظل العولمة والنظام الليبرالي المتوحش .
• الكاتب والباحث ، الدكتور رفعت سيد أحمد - مصر ، بعد أن حيا سورية وشعبها الصامد أوضح أن العرب هم الطين عادوا إلى سورية وليس العكس ، لأن سورية لم تخطئ لتعود عن خطئها ، بل هم اخطؤوا ، ونأمل أنهم اعترفوا بخطئهم وعادوا عنه .
ورأى أن التحولات الجديدة التي تجري في العالم تؤكد صوابية خيار سورية وحلف المقاومة ، وفسل خيار المطبعين ، مبينا أن سورية هي الراعية والحامية لخيار المقاومة منذ سبعينيات القرن الماضي ( ونحن نشهد على ذلك) بحسب قوله .
و تحدث عن أن الدور المطلوب من الجامعة ، في المرحلة القادمة ، سيكون مضاعفا في المجال الثقافي والاعلامي والاجتماعي لمواصلة وتجديد خيار المقاومة ، وتحويله إلى نهج وعقيدة في ظل وجود قوى الاحتلال والهيمنة ، مبينا أن الظروف الحالية أصبحت مهيأة أكثر من السابق لتلاقي المثففين ، واقترح عقد مؤتمر في دمشق هذا العام لتقديم رؤى وافكار ومقترحات تدعم الفكر المقاوم .
• الدكتور محمود الحارس - الأردن ، رأى أن الحرب لم تنته ، وأن العدو متربّص ، مبينا ان الصراع في الأساس ليس صراعا ضد سورية فقط ، بل هو صراع ضد نهج ممانع ، وضد فكر استقلالي يستهدف أيضا روسيا والصين .
و شدد على أن تغيرات جوهرية فى المنطقة والعالم ستظهر بعد انتصار روسيا في اوكرانيا .
وأوضح د. الحارس أن ما سمي بالربيع العربي الذي بدأ في تونس كان مخططا له الوصول الى سورية ، بل تمت صناعته للوصول إلى سورية .
وشدد على أن المحور الآخر مستمر بعدوانيته ولن يعترف بفشله بسهولة ، وأنه يعيد تهيئة وتدريب وتسليح التنظيمات الإرهابية ، مثل داعش في الرقة وشرق الفرات ويوسع قاعدة عدوانه ، لذلك يجب مقاومة الاحتلال في تلك المنطقة خلال الفترة القادمة .
• د. سمير أبو صالح - سورية ، قال : طالما أن المرحلة الأولى لجامعة الأمة العربية حققت هدفها المرسوم وفقا للمخطط له، واليوم ندخل مرحلة جديدة آملين أن نحقق خلالها ما يتناسب طردا مع نصر سوريتنا ، ما يعني أن المطلوب من الأعضاء كبير في المرحلة القادمة .
و رأى د. أبو صالحة أن استهداف سورية كان استهدافا لكل الأمة من البوابة السورية ، لأن العدو يعتبر هذه البوابة هي بوابة الحرب والسلام .
وتساءل عما إذا أدرك الأخوة العرب أن هذا النصر السوري يُهدى الى كل العرب ، و حمى كل العرب ؟ّ
واجاب بأنه متفائل بعودة الاخوة العرب الى الحضن السوري العروبي لتبقى سورية بجيشها جيشا للأمة كلها .
• رجل الأعمال ، الصناعي ، عاطف طيفور - سورية ..
رأى أن المواجهات العسكرية تحكمها مواجهات اقتصادية ، مبينا أن ابتعاد ، أو إبعاد سورية خلق خلافا تلقائيا بين الدول العربية ، الأمر الذي أنتج انهيارات اقتصادية نلاحظها جميعا .
وتحدث عن ملف إعادة الإعمار الذي سينعكس على الاقتصاد السوري وعلى الاقتصاد العربي الذي سيستثمر في سورية بشكل إيجابي ويفتح الأبواب للمبادلات التجارية والاستثمارية البينية .
وتمنى طيفور أن يتم تفعيل الاقتصاد الحديث من خلال تفعيل المقايضة السلعية بين الدول العربية وكذلك تفعيل الدفع والتبادل بالعملات المحلية .
وأكد أن 40% من كلفة إعادة الإعمار الهائلة ستكون بالليرة السورية ، ما يعني أن الطلب على الليرة سيكون كبيرا .
و نصح السيد عاطف طيفور الدول العربية بعدم اللجوء إلى الاستدانة من البنوك ، وخاصة البنك الدولي لتصحيح أوضاع اقتصادها لأن تلك الاستدانة ستكرس العبودية وتنهي القرار المستقل للدولة .
• البطل الأسطوري صدقي المقت - سورية ..
حيّا المقاومة الفلسطينية التي تدك معاقل الاحتلال الآن.
ثم استعرض حالة الاضطراب صعودا وهبوطا في العالم ورأى أننا أمام قوى متراجعة وقوى صاعدة وأن صمود سورية بشعبها وجيشها ورئيسها شكل الركيزة لاندحار القوى المعادية وصعود القوى الصديقة .
وحيّا الأسير المحرر صدقي المقت أصدقاء سورية ، مبينا أن الانتصار مرسوم بالدم السوري وملوّن بدماء الأصدقاء في روسيا وإيران .
وأضاف : لقد تحقق الانتصار ، ونحن مقبلون على تداعيات الانتصار ، مؤكدا أن الأسد يصعد مع القوى الصاعدة التي انطلقت بالصعود ، و بناء على الصمود السوري .
ورأى أن الاتفاق السعودي - الإيراني هو تحصيلُ حاصلٍ لنتائج الحرب السورية ، وهو تفصيل صغير امام تداعيات المرحلة القادمة .
• الإعلامي والكاتب العماني خميس القطيطي ..
حيّا المقاومة في فلسطين وترحم على شهدائها ، ودعا إلى العمل على توحيد الساحات ، وإلى انجاز ميثاق شرف توقّع عليه الفصائل الفلسطينية يضمن أن يكون الرد على أي عدوان إسرائيلي ضد أي فصيل فلسطيني هو ردا جماعيا ضد الكيان.
ورأى أن الانتصار السوري نتيجة طبيعية للصمود الأسطوري للشعب والجيش والقيادة السورية.
وتحدث عن أن الجيش العربي السوري هو جيش عقائدي ، لذلك قدم التضحيات الجسام وانتصر في حرب اشتركت فيها ضده عشرات الدول، وصرفت فيها مئات المليارات دون أن يستطيع أعداؤه هزيمته.
كما أرجع سبب انتصار الشعب السوري إلى مؤسسات الدولة القوية.
وشدد الكاتب العُماني ، الأستاذ خميس القطيطي على ضرورة استثمار التقارب العربي الحالي وأن يدرك العرب جميعا أهمية اللحظة التاريخية التي نتجت عن انتصار سورية ، وصعود روسيا وإيران ، وأن يحددوا موقعهم بما يتناسب مع مصالح شعوبهم .
• الدكتور عيسى معيزة -الجزائر ..
هنأ سورية والعرب بالانتصار التاريخي السوري على الإرهاب ، وأعرب عن سعادته بانتهاء الحرب على سورية ، وبانتصار الشعب السوري مؤكدا أن انتصار سورية هو للعرب جميعا ، ويجب على العرب جميعا أن يقرءو التاريخ جيدا والحاضر ليرسموا مستقبلا مناسبا لشعوبهم .
ودعا إلى التضامن العربي ودعم سورية اقتصاديا لمواجهة نتائج الحرب .
• المفكر الدكتور ادريس هاني- المغرب العربي .. قال إن النصر السوري الذي تحقق كان واضحا ومرئيا بالنسبة لنا منذ عشر سنوات ، حيث انتهت الآن الحرب العسكرية وبدأت الحلول السياسية .
ورأى أن التحالف السوري كان تحالفا صادقا وذكيا واستفادت منه سورية، لافتا إلى أن الأعداء فوجئوا بأن المعادلة أصعب مما كانوا يفهمون و أكثر تعقيدا مما كانوا يظنون، وأيقنوا أن سقوط سورية كان وهما لا اكثر .
• الدكتور فادي عياش ، المتخصص بالتخطيط الاستراتيجي- سورية ..
قال إن المتغيرات على المستوى الدولي تهدف إلى تحقيق نسبة أعلى من الهيمنة على المصالح والحفاظ عليها وتنميتها لصالح الدول المتنافسة .
وأول ما بدأت المتغيرات كنا نجد أن هناك وباء كورونا تبعته أزمة أوكرانيا .
وتساءل د.ىعياش عن الربط بين الأمرين؟
وأجاب : أجد أن الهدف الرئيسي مما يجري حاليا هو إيجاد نظام مالي عالمي جديد يحل محل النظام المالي العالمي الراهن ، يهدف إلى زيادة الهيمنة على الرساميل العالمية وزيادة الضبط لحركة رؤوس الأموال.
وتوجيه رؤوس الأموال يهدف إلى إنشاء او اعتماد نظام الدفع الالكتروني والعملات الوطنية الرقمية المشفرة ، عوضا عن وسائل الدفع الراهنة..
هناك الكثير من المتغيرات التي تؤدي إلى هذه النتيجة ،
ففي أزمة كورونا تم تعزيز مستوى الكساد العالمي فنشأت أزمة سلاسل الامداد والتوريد، بالتالي نشأ كساد عالمي وارتفعت التكاليف بشكل كبير، وعزز من ذلك أزمة أوكرانيا التي أدت إلى زيادة التضخم على المستوى العالمي .
هذان العاملان أساسيان في عدم الاستقرار الذي أدى إلى التضخم واهتزاز النظام المالي العالمي الراهن، وبالتالي وجدنا هناك أفلاسات للعديد من البنوك .
ونتج عن ذلك أيضا مناداة العديد من الدول لأن يتم التبادل بالعملات المحلية غير الدولار ..
ىكل ذلك سيؤدي إلى ظهور نظام عالمي جديد غالبا سيعتمد على أنظمة الدفع الإلكترونية والعملات المشفرة .
من جانب آخر هناك إعادة لترتيب النفوذ وكان لسورية عبر التاريخ حيز سيادي تتحرك من خلاله تراعي فيه جملة المصالح الأقليمية والدولية ، ولكن بما يحقق ويعزز المصلحة الوطنية .
ورأى د. عياش أن المتغيرات التي تجري الان تعزز هذا التوجه فبعد حرب طويلة ظالمة وعقوبات اقتصادية شديدة استطاعت سورية أن تعيد ترتيب أوراقها بما يتناسب مع المتغيرات التي تجري على الساحة الدولية والإقليمية .
واوضح أن سورية تتمتع بموقع جيوسياسي خاص، فهي ممر إجباري لمعظم التسويات ولمعظم المشاريع الاقتصادية الرائدة، وخصوصا حوامل الطاقة وطرق العبور.
وهذا الأمر كان مفيدا لسورية في أوقات وضارا لها في أوقات أخرى .
والمتفيرات الأخيرة توحي أننا نسير في الاتجاه الصحيح ورياح التغيير بدأت تنعكس بشكل إيجابي على الوضع السياسي في سورية، وهذا الوضع لابد أن ينعكس على الاقتصاد، ولكن ليس بشكل سريع وليس بشكل مباشر ولكن بداية التعافي تنطلق من هذا المنطلق .
• الصحفي هلال عون - سورية
واخيرا ، طلبت أمين عام جامعة الأمة العربية د. هالة الأسعد من الصحفي هلال عون أن يقدم كلمة يختتم بها الحوار ، حيث حيا الضيوف ، وشدد على أن تعطي الجامعة في المرحلة القادمة اهتماما كبيرا بالشأن الاقتصادي ، من خلال الندوات واللقاءات الحوارية ، ومن خلال موقعها الاعلامي لتكون ليس فقط مواكبة لاعاجة البناء ، بل لتكون مؤثرة في تشجيع الاستثمار العربي في سورية .
كما تحدث عن اهمية الدور الثقافي والاجتماعي والاعلامي للجامعة في المرحلة القادمة لنشر الوعي ، ولتجذير الانتماء الوطني والقومي من خلال الكلمة والموقف ومن خلال الممارسة المتميزة على أرض الواقع .
• المهندس ، المسؤول التقني للندوة ، الاستاذ نبراس خضور الذي بذل جهدا مضاعفا بسبب المشاكل التي حدثت مع تطبيق زووم الذي كان يفصل ويتم اغلاق الرابط كل نصف ساعة .. رغم كل ذلك التعب والجهد لم تفارق الابتسامة وجهه فاستحق الشكر والتقدير .
•• ضيوف الندوة :
- الدكتورة صفية أنطون سعادة (ضيف شرف) .
- العميد ، د. امين حطيط - لبنان
- د. هالة الأسعد - سورية
- صدقي المقت - سورية .
- د. حسن أحمد حسن - سورية
- د نبيل طعمة - سورية
- د. سمير ابو صالح - سورية
- د. فادي عياش - سورية .
- عاطف طيفور - سورية .
- د. محمد خير عكام - سورية .
- الصحفي هلال عون - سورية .
د. رفعت سيد احمد - مصر .
- د. عيسى معيزة - الجزائر .
د. ادريس هاني - المغرب العربي .
- د. محمود الحارس - الاردن .
- العميد ناجي الزعبي - الاردن .

- خميس القطيطي - سلطنة عمان.

الثورة