كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

صحتنا ليست بخير!

هني الحمدان - فينكس:

دعنا نتساءل: ما هو مستقبل العلاج الصحي، وهل سيكون قادراً على تقديم الخدمات اللازمة للمواطن..؟
وصل الأمر بالغرب الإرهابي أن أدرج عدداً من المشافي السورية التي تقدم خدماتها مجاناً للمواطنين على لائحة العقوبات أحادية الجانب أو القسرية كما يطلقون عليها، فعلامَ يدلّ ذلك..؟
لا يدلّ إلا على تراجع في مستوى الخدمات ونقص بالخدمة العلاجية لمواطن هو أصلاً يعاني في منظومة علاجه الصحي وغلاء مستلزمات ذلك، إجراءات تمنع وصول المعدات والتجهيزات اللازمة للوقاية والعلاج والتشخيص وقطع تبديلها إلى تلك المشافي.
" الصحة" عادت مؤخراً وأوضحت مخاطر إجراءات فرض العقوبات على القطاع الصحي، لما لها من تبعات سيئة على الأمن الصحي لأي مواطن، فالمنظومات الصحية العاملة تحتاج اليوم، وأكثر من أي وقت كان، لتقوية أنظمتها الصحية وتعزيز كل مفاصل ومستلزمات عملها لضمان تحقيق التغطية الشاملة وسدّ أي ثغرات أو نواقص قد تحصل، لكن الصورة لن تكون هكذا، بل هي مزيد من التراجع وفرض أعباء إضافية سيدفع فاتورتها المرضى بالدرجة الأولى، وفاتورة ضخمة ربما لم تستطع موازنة الدولة أن تتحمّلها..!
الواقع الحالي لعمل المشافي، هل يدفع إلى الأريحية والاطمئنان؟ وماذا ستعدّ الحكومة حيال مواجهة سيل العقوبات القسرية، كمنع وصول قطعة تبديل أو ماشابه ذلك..؟
من يذهب اليوم إلى أي مشفى حكومي، وليس خاصاً طبعاً، يشعر أن مناظر الطوابير باتت مألوفة وحالة اعتيادية، كما يشعر أن معظم الشعب السوري يعاني من المرض، الطوابير على أبواب كل العيادات، وماهي إلا طوابير لانعكاس حالتنا وتعدد أزماتنا جميعاً سواء في التفكير أو الحلول، وأي حلول..؟!
الكل ينشد خدمة ولو كانت مجرد كتابة "وصفة" لا علاجاً ولا أدوية، فالدواء وجلّ مستلزمات العلاج ستشترى من الخارج وعلى حساب المريض الذي إذا حظي بسرير يكون مرضياً عنه، فالواسطات و المحسوبيات "شغّالة"، أمام مرضى يئنّون وأهالٍ يتطلعون بعيون ووجوه تدل على أن مستوى الحنق والضيق والعوز أكبر بكثير من أن ينطقوا بكلمة واحدة!
من يعرف شخصية ما في أي مشفى فأموره "سالكة"، ومن يدّخر شيئاً بجيبه أيضاّ ستسلك أموره، وكأنها صارت ثقافة مكتسبة ولكل واحد مبرراته لفعل ذلك!
مناظر طالبي الخدمة الصحية والعلاجية وأعدادهم الهائلة، في ظل تراجع الخدمات، وغلاء الأجور عند الأطباء، مع تفاقم أسعار الدواء، و الحصار القسري، ونزيف هجرة الكوادر الطبية، كلها أجراس إنذار بأن صحتنا ليست بمأمن أبداً، فأي مراجعة لمشفى عام تحتاج وتحتاج، أما الاقتراب من مشفى خاص فذلك يلزمه الملايين..! صحتنا ليست بخير فالمرض يكثر والعلاج تضيق آفاقه، والأعداد إلى ازدياد، مقابل مشافٍ كما هي، فأين التوسع في بناء مشافٍ جديدة..؟ الوضع يحتاج لمراجعات شاملة، ليس فقط لكل تفاصيل حياتنا، بل للتوسع ببناء مشاف جديدة، ووضع حلول صحية وعلاجية تريح المرضى، إذ إن فاتورة العلاج صارت كابوساً ومرضاً بحد ذاتها..!
هي دعوة للتحرك وأخذ الحيطة لمن سيولدون اليوم وغداً، أما الذين جاؤوا لدنيانا قبل سنوات فيمكننا القول: فاتهم الوقت وسيصبحون حالمين، كما الجميع، بعلاج صحي مناسب لجيوب أناس ميتين وهم على قيد الحياة..!