كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

أغنياء وفقراء

محمد ابراهيم- فينكس

 عدد الأغنياء أقل من ٢٠ ٠/٠ من السكان في العالم، ويتواجدون في دول الشمال، يستهلكون أكثر من ٨٠ ٠/٠ من موارد الأرض، وعدد الفقرء أكثر من ٨٠ ٠/٠ من سكان العالم يتواجدون في دول الجنوب، يستهلكون أقل من ٢٠ ٠/٠ من موارد الأرض.
والدخل في الجنوب يعادل ١ / ٩٥ من الدخل في الشمال في أحسن الحالات.. ومع هذا يتسع الجهل ويتراجع العلم جنوباً والعكس صحيح شمالاً.
وتستغل الموارد وتتحوّل إلى نفايات وملوثات من جهة، وهياكل إنتاجية ومصدر قوة تصديرية من جهة ثانية، ويتغيّر المناخ بسرعة وخطورة وينعكس على الفقراء جنوباً لعدم قدرتهم على الانفاق ومجاراة قوة الشمال وتقنياته وإمكاناته وحكوماته وشركاته واستثماراته ومراكز أبحاثه وإعلامه المسيطر من جهة ثالثة.
انعكس ذلك على المرأة الضعيفة والمحرومة في الجنوب، فيما وصلت المرأة إلى مركز القرار في الشمال مدعومة بقواتين وضمان اجتماعي.. يحدث ذلك في ظل انفاق هائل على التعليم جنوباً وتسهيل الهجرة إلى الشمال.
وصلنا إلى زمان ومكان غير قارين على القراءة، وإن قرأنا غير قادرين على التحليل وإن حلّلنا غير قادرين على الاستنتاج، وإن استنتجنا غير قادرين على التركيب وقراءة الواقع بدقة، وإن قرأنا الواقع غير قادرين على تغيير سلوكنا بما يناسب مصالحنا.. والنتيجة نعود تدريجياً إلى كهوف العزلة ومغاور التاريخ ببطىء سواء بإرادتنا أم هروب أم نجاح.
ماذا بوسعنا العمل في هكذا ظروف وواقع يزداد سوداوية وضيقاً ونفوراً وهجرة؟
يمكن العمل.. محاربة الفساد والفاسدين في أي مكان خاصة في تيارات وأحزاب ورجال دين منافقين، ومعرفة نقاط قوتنا وضعفنا ومن يساعدنا ومن يستغلنا، والبدء بمشروع إنتاجي مهما كان صغيراً يكبر مع الزمن، والعودة بالمدارس إلى سابق عهدها كمراكز للمنافسة والسباق للتحصيل العلمي في ظل مناهج قادرة على حل مشاكل المجتمع.
فلا منفعة من الاحتجاج مهما كان نوعه أو شكله كونه يسقط تباعاً تحت تأثير ظروف وقوى محلية وإقليمية وعالمية.
ولا قيمة للمقارنة بين الماضي والحاضر بالرغم من التنبؤ بالمستقبل.. وصلنا الى مكان وزمان وعالم خطير، أطفال يكرهون المدارس وتطاردهم وسائل الاتصال الاجتماعي، وخبراء وكفاءات تحزم حقائبها وتهاجر في أجواء تنذر بالموت المحتّم، وعلماء يغلقون أفواههم وجهلاء يحتلون مراكز القرار.
بلغت العلاقة بين البشر والسلطة إلى فراق غير مسبوق، إلى حدّ القطيعة وإلى غير رجعة.. يحدث انقلاب في كل شيء.
والنتيجة هزيمة الأخلاق والكرامة والوجدان والعفّة والحب والقناعة والتعاون. ومع ذلك مازلنا نجد من يرفض الاستسلام ورفع الراية البيضاء. لكن الى متى؟!
هل من تغيير، سلبي أم ايجابي؟!
المكتوب يقرأ من عنوانه.