كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

المحور سيرد على رفع السقف من قبل الإسرائيلي بكسر السقف على رأسه

أحمد الحاج طاهر - فينكس

اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قلب طهران، رفع جديد لجدية الإسرائيلي بالحسم، وهذه المرة في ايران رغم ما بنته ايران من معادلات ردع بعد ضربة سوريا. هذا السلوك الإسرائيلي الحاد جاء بعد زيارة نتنياهو للولايات المتحدة الأمريكية وطلبه لضوء أخضر للتحرك اقليمياً لاستعادة الامساك بزمام الأمور.
أمام قوى المحور خياران:
- الرد بضرب المدن الكبرى تل أبيب وحيفا والدخول بتصعيد قاس ومفتوح وربما يؤدي للحرب الكبرى.
- احتواء الاغتيالين، وبالتالي اظهار الضعف وعدم الجدية، وبالتالي فقدان الردع وفقدان كل ما بناه المحور من معادلات تحافظ على العديد من الخطوك الحمراء ، الاحتواء سيؤدي للسماح باستباحة الإسرائيلي المتكررة للخطوط التي استباحها البارحة.
الاغتيال في الضاحية وفي ايران اختبار أيضاً وجس نبض من قبل اسرائيل وأمريكا للموقف الايراني بعد تولي الرئيس الايراني الجديد.
تملك جبهات اليمن، العراق، لبنان، ايران، المبرر والدافع والاحتياج الكافي لتنسيق رد اقليمي قاس.. المحور سيرد على رفع السقف من قبل الإسرائيلي بكسر السقف على رأس الإسرائيلي، سيعلم الإسرائيلي أنه مهما ارتفع بسقفه فإنه لن يكون متفوقاً بل ربما ستتوسع الأمور من نطاق طاقته الاستيعابية عسكرياً واستخبارياً وعلى صعيد التحمل الداخلي. ببساطة شديدة وبتعقيد أشد، هذه فرصة ذهبية للمحور ليثبت نفسه وثقل أقدامه وارادته وليفرضها على الطغيان العالمي، وليثبت صدق توجهه أمام الجماهير.. أي تراجع في استغلال هذه الفرصة سيترجم على أنه ضعف، وبالتالي سيؤدي لتآكل ردع المحور وتعرضه لضربات أكثر عمقاً وتوسعاً وقسوة وخسارة المحور لكثير من الاعتبارات، وسيعود الإسرائيلي للظهور بمظهر المتفوق مجدداً، وهذا ما لن يحدث.
كان بامكان الجمهورية الاسلامية في ايران أن تضيع الوقت بالبحث والتحقيق عن الجهة المنفذة بحجة عدم اعلان الإسرائيلي مسؤوليته عن الاغتيال، ولكنها اتهمت اسرائيل بشكل مباشر بالاغتيال وأخذت على عاتقها مسؤولية الرد أمام العالم.
أكثر مشهد غريب في كل ما يدور، هو استغراب البعض من مراهنتنا على المحور، ها عمين نراهن؟ عليك ولا على نادي ليفربول!
تشعر أن صعود العداء الظاهر بين جبهات المحور واسرائيل يؤلمهم أكثر ما يؤلم اسرائيل لأنه يظهر عجزهم أولاً عن فعل ما فعله المحور، ويظهر الخلل الفادح في المفاهيم لديهم، يتملكهم الرعب من أن تكون كل نظرياتهم التي يرتكزون عليها مجرد وهم استغفلوهم به.. وهو كذلك.
بكل الأحوال نتفهم مواقف الجميع، ولكن المشهد الآن لا يحتمل اجترار المآسي التاريخية، الوقت ليس مناسباً لذلك، اذا كان هناك جهد مركز نحو اسرائيل ولم تستطع المشاركة لزيادة زخمه، فعلى الأقل لا تعمل على معاكسته وتثبيطه، ولا تنسى أن الإسرائيلي هو عدوك الأول، وهو من استثمر في خلافاتنا الطائفية والمذهبية ليحرقنا في بلادنا وعلى أيدينا..
أصل الشرور في المنطقة هي اسرائيل، وهي أصل كل أزماتها ونزاعاتها، لا تجعلوا أي شيء مهما كان يشغلكم عن ذلك..