كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

"أبناء القحبة.. هل تسكت مُغتصبة؟"

د. أسامة اسماعيل- تكساس- فينكس
ولو كان في قواميس اللغات أقذع من هذه الكلمات لكان لمظفر النواب كل العذر في استخدامها، عسى أن يفيق العرب من سباتهم المخزي، في الوقت الذي يمارس فيه الكيان الصهيوني الهمجي أبشع عدوان عرفته البشرية في تاريخ الحروب، فإذا كان فرعون الأمس في بني إسرائيل "يذبح أبنائهم ويستحيي نسائهم"، فإن العدو الصهيوني اليوم في كل فلسطين وخاصة غزة، يذبح الجميع ويغتصب الأرض والعرض على حد سواء، دون أن يرف له جفن، ودون أن يحرك العرب ساكناً انتقاما لشرفهم المهدور، فكأنما القول العربي القديم كان مجرد أكذوبة في خيال الشاعر :

لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى
حتى يراق على جوانبه الدمُ
لكن إذا تركنا هذه المقدمة الطللية جانبا وجئنا للغة الأرقام وحدها سنكتشف أن مساوئ العرب أكثر مما كنا نتخيل... طبعاً بإستثناء الموقف اليمني المتمثل في موقف (أنصار الله -الحوثيين) الذين أثبتوا أن بوصلة الحرب مع العدو الحقيقي لا تغيير لاتجاهها الأصلي، فرغم الحرب والحصار المفروض على هذه الجماعة منذ تسعة أعوام والتي دعت منذ بداية وجودها السياسي إلى (إشعال حرب عالمية) كما هو الزامل القديم، رغم ذلك أصبح لديها اليوم ترسانة صواريخ بعيدة المدى وقادرة على ضرب بنك أهدافها في عمق الكيان الصهيوني، بالإضافة إلى طائرات مسيرة ومجموعة صواريخ لا تخطئ التصويب للسفن الصهيونية أو الداعمة للكيان في مياه البحرين الأحمر والعربي.
وعلى ذكر البحرين اللذين بات بينهما برزخ يماني لا يبغيان، يرى مراقبون أن استهداف السفن في تلك المياه الدولية عدا عن كونه موقفا شجاعا وغير مسبوق عربيا في مواجهة إرادة النتن ياهو والعجوز المثلي الأميركي بايدن، فإنه أيضا ينبئ عن تدمير شامل للاقتصاد العالمي وخاصة اقتصاد دولة الكيان الصهيوني الذي دعا مؤخراً إيران إلى المبادرة بالضغط على جماعة أنصار الله الحوثيين والمتهمين بالانتماء إليها سياسيا لما من شأنه وقف الهجمات العسكرية واصطياد السفن من وإلى الكيان الصهيوني عبر مياه البحر الأحمر والبحر العربي.
هذا فصل يماني جديد من حرب المقاومة العربية ضد الكيان الصهيوني، لكنه يقع في حكاية أخرى غير التي نسعى للحديث عنها بايجاز عاجل فيما يلي:
حتى موعد كتابة هذه السطور، تدخل حرب العدوان الصهيوني يومها الـ 72 بينما تتسارع أرقام الاحصائيات بوتيرة جنونية.
ونقلا عن أحد المواقع الفلسطينية الرسمية بلغ عدد الشهداء من المدنيين 19100 شهيداً، وتجاوز عدد الجرحى بوابة 45400 جريح، علما أن معظم هذه الأرقام هم من النساء والأطفال.
وتتحدث الأرقام أيضا عن تدمير ما يقارب 305000 وحدة سكنية منذ بداية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر /تشرين الأول 2023م.
كما مارس جيش الاحتلال الصهيوني خلال هذه الفترة 4400 حالة اعتقال لمواطنين فلسطينيين، وتسبب في نزوح 1.650.000 نازح في أرجاء قطاع غزة الذي يعاني الحصار منذ نحو 17 عاماً، مع العلم أن القطاع معزول كليا عن باقي فلسطين بسور عزل صهيوني من الحديد والأسمنت، ويعتبر بذلك أكبر سجن لشعب في التاريخ.  
لقد سمع العالم وشاهد مدى الإجرام الذي ترتكبه آلة القتل والتدمير العبثي الصهيوني، فهل تكتفي بأن تشهد عليه فتغرقه بالتنديد والشجب والاستنكار لما يحدث؟! أم تتغير المعادلة في قادم الأيام إن لم تكن دوليا بموقف فعلي على أرض الواقع فيكفي أنه حتى الآن يمنياً قد كان، ليبقى فجر النصر الفلسطيني على أقذر محتل للأرض والعرض، فيما يراه النتن ياهو وبايدن بعيدا نراه قريبا بإذنه تعالى.