كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

تغيير وجه المنطقة والعالم

خالد فهد حيدر- فينكس
بعيدا عن الانفعال والرغبات والأمنيات، وبعيدا عن التنجيم، و بعيدا عن الخطاب التعبوي - على أهميته- و بكل عقل بارد أقول:

تكونت لدي قناعة بأن مشاهد غزة حدث حتى اللحظة لم ندرك عظمته، فقد بدأت ولادة عصر جديد للمنطقة و للعالم، وأجزم بأن صناعة هذا المشهد عمل تكاملي شارك فيه أطراف محور المقاومة (فلسطين بعموم الفصائل وفي المقدمة حماس والجهاد وإيران وسوريا والعراق ومقاومة لبنان واليمن) بتنسيق وعمل دؤوب وصادق وبأعلى درجات المسؤولية، فالحدث ليس هبّة أو انتفاضة فرضها عمل عدواني تنتهي كما في انتفاضات عديدة. الحدث العظيم هذا هو الخطوة الأولى و قد تحققت كل أهدافه، بل و أكثر من المتوقع و ستتلوها خطوات وفق ما تمليه التطورات وبقدرات ومهارات عالية تصنع أفضل القرارات.
وأعود للهدف الأول الذي كما ذكرت تحققت أهدافه - وأكثر - إلا أن من الواجب ان أخص بالتنويه الضربة المزدوجة والتي تتمثل بتحقيق تحطيم معنويات عموم الاسرائيليين وتدمير ثقتهم بأنفسهم وبجيشهم وبقيادتهم وإدراكهم حقيقة (أوهن من بيت العنكبوت)، وأما في المقلب الآخر تتمثل باستعادة الثقة وإلى حد كبير لدى عموم الفلسطينيين والعرب (بأن زمن أول تحول) وبأننا نستطيع حقا ان نذل الإسرائيلي وأن نمرغه وقوته بالوحل، وكذلك بيان بما لا يقبل الشك بمدى قوة وقدرة محور المقاومة والإنجاز الذي حققه عبر سنوات (الصبر) وعدم قدرة خصومه وفي المقدمة الكيان من إشغاله وإلهائه.
والشيء الذي يسجل لهذا المحور إدراكه حقيقة أهمية ان يكون منفذ هذا الإنجاز العظيم حماس والجهاد وليس جهة أخرى.
لا أبالغ إن قلت لكم بأن ما جرى، و لا يزال يجري ومرشح للاستمرار، بداية تغيير وجهة المنطقة وبالتالي العالم.