كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

حروب الحرب

عادل الأسطة- فلسطين المحتلة- فينكس

 كم من حرب جرت، على الفلسطينيين، حرب ٧ أكتوبر؟

لن أتساءل عن عدد الحروب التي جرتها على المجتمع الإسرائيلي، لعدم اطلاعي الواسع عليه اطلاعا يمكنني من إبداء رأي.

قبل فترة اقتبست من قصيدة محمود درويش "سرحان يشرب القهوة في الكافتيريا" مقطعا ترد فيه عبارة "حربك حربان"، وفي القصيدة نفسها يكتب عن النصوص واللصوص والطغاة والغزاة، ويتساءل عن الفرق بينهم إن كان هناك فرق.
اختلفنا في زمن الهدنة الأولى حول النصوص: هل سيسمح للنازحين نحو الجنوب أن يعودوا إلى الشمال؟ وأما الاختلاف حول صواب قرار الحرب وخطئه فكثير والاجتهادات متعددة، ثم صرنا نختلف حول البقاء والصمود والهجرة والرحيل واستمرار الحرب وإيقافها و... و... و...، والآن يختلف الكتاب فيما بينهم حول تركهم غزة والبقاء فيها. هل كان من غادر على صواب أم كان مخطئاً؟ ولو كنا في غزة هل كنا سنفعل مثل ما فعل أم أننا سنختار ما اختاره الشاعر سليم النفار وما لا يقل عن مائة صحفي ارتقوا كلهم؟
لو كنت في غزة، لكانت الإجابة الصادقة الصحيحة على السؤال، أما وأنني أجلس في غرفة مكيفة أتناول ما أشتهي من الطعام والشراب فإن إجابتي إجابة من يشاهد لا من يعيش. إجابة من يحمل السيف في ميدان اللعب لا في الوغى، والمتنبي قال:
"وتوهموا اللعب الوغى، واللعب في الهيجاء غير اللعب في الميدان".
أحد روائيينا ممن كانوا في دمشق في العام ١٩٨٢ عاير أحد نقادنا ممن خرجوا، إبان الحرب، من بيروت، فدافع محمود درويش في كتاباته عن الناقد. قدرة تحمل البشر تختلف من فرد إلى آخر.
شخصياً صرت أخاف من الكتابة. صرت أخاف من الحث على الصمود في الأرض والتشبث بالإقامة فيها، لأنه قد يأتي يوم أجبن فيه عن الالتزام بما كتبت.
اللهم ثبتني هنا واجعل قبري في يافا مثل هشام شرابي، أو في حيفا مثل إميل حبيبي.
هل الاختلاف حق من حقوقنا؟
في إحدى قصائد "حالة حصار" لمحمود درويش نقرأ:
واقفون هنا، قاعدون هنا، دائمون هنا.
خالدون هنا. ولنا هدف واحد واحد:
أن نكون.
ومن بعده نحن مختلفون على كل شيء:
على صورة العلم الوطني
{ستحسن صنعا لو اخترت يا
شعبي الحي رمز الحمار البسيط ]
ومختلفون...
ومختلفون...
مختلفون على كل شيء، لنا هدف واحد:
أن نكون...
ومن بعده يجد الفرد متسعا لاختيار الهدف".
والصحيح أنني صرت حائرا لا أعرف ما هو الصواب. أنا حائر! مساء الخير يا غزة والمجد لك والزوال للمحتلين