خربشات مجنون شبه عاقل
2022.09.21
باسل علي الخطيب- فينكس
كنت ومازلت أحب الأرقام، أهوى المعادلات الرياضية، بل أعشقها، ذاك الشغف والحدس الذي ينبئك أنك ستصل الى النتيجة المرجوة إن سلكت الطريق الصحيح، ذاك السحر عندما تتراص الأرقام معطية شكلاً مثالياُ يقارب التمام...
أحببت النظرية الكمومية ولكن خفتها، خفت فكرتها عن فوضى الكون، أن كل شيء خاضع للاحتملات ولاشيء حتمي، راودتني الفكرة عن نفسي، أعجبت بها، اقتنعت أنه من المنطق أنه لايوجد شيء منطقي.....
انبهرت بمفهوم (انتالبية المادة) و إن سيرورة أي تفاعل لاعلاقة لها بالطريق أو الخطوات التي يسلكها أو عددها، إنما هذه السيرورة تتعلق فقط بالحالة الابتدائية والنهائية للمادة... فكرة مبهرة، أهو القدر؟...
ثلاث مفاهيم متناقضة.....
تتقاطع النظرية الكمومية ومفهوم انتالبية المادة في فهمهما للكون وتتخالفان مع علم الرقم....
أين هو الصواب؟ أين هو المنطق؟ بين علم الرقم الذي يؤكد وصولك للنتيجة إن سلكت الطريق الصح، وبين نظرية كمومية ترى أن كل الاحتمالات واردة إن سلكت أي درب، بل إنه حتى الدرب نفسها ليست حتمية، و (انتالبية) توافقه وتخبرك أن النتيجة النهائية لاعلاقة لها بالطريق المسلوك....
هل فعلاً كل الدروب تؤدي إلى الطاحون؟ أم أن طريق الحقيقة واحد؟ ثم من تراه يحدد ماهو المنطق أو ماهو الصواب؟....
هل تشعر بذاك الوخز وأنت تطرح على نفسك أسئلة لاتجد إجابة عليها؟...
من أين أتينا؟ و إلى أين نحن ذاهبون؟ بل لماذا أساساً أتينا؟.. نلد و نكبر ونعمل و نأكل و نجني النقود ونشتري منزلاً وتتزوج وننجب ونموت؟!....
قلت سابقاً أن بلال لم يؤمن بالسيد الرسول لأنه أعطاه الهاً، بلال لم تكن تعوزه الآلهة، انما أمن بلال بالسيد الرسول لأنه منحه الحرية ومنحه انسانية...
هذه هي الكعبة: الانسانية.. و أعظم تجليات الانسانية هو الحب، في الحب تتقاطع المفاهيم الثلاث السابقة، تتقاطع حتمية الرقم وفوضوية الكون ودلع المادة....
إن معيار العين ماتراه، ومعيار العقل علمه ومعرفته، ومعيار النفس أدابها..... والحقيقة كالكعبة نيمم شطرها جميعاً من جهات متعددة... ولكن تبقى هي هي، الحقيقة أو الكعبة.. وقد لا نصلها جميعاً، ولكن عندما نصلها، ليس علينا إلا الخشوع والإقرار.