الحكَّامُ العرب كلهم عيال أميركا و إسرائيل إلا الأسد!
ياسين الرزوق زيوس
هل ستصدِّق الشعوب ما قاله لويس السادس عشر و هو يئنُّ تحت المقصلة و ما قاله القذافي و صدام و علي عبد الله صالح؟!
لويس السادس عشر يقول: "أيها الفرنسيون، إنني أموت بريئا, إنني أقول ذلك وأنا على سقالة المقصلة وسأمثل قريبا أمام الرب. إنني أعذر أعدائي، وآمل بفرنسا!” هل كرَّر القذافي هذه المقولة لكن بشكلٍ آخر عندما قال لقاتليه الغوغائيين "أنا مثل أبيكم و أنتم أولادي و سألاقي الله هناك سيكون الحساب أجدى!" و هو يُدَّك بأبشع همجيةٍ قادها برنار هنري ليفي باسم الديمقراطية التي عزَّزت فوضى الهمجية و لم تخلق فوضى الاستقرار أو ديمقراطية التعايش فما من تجانسٍ هنا في ثوراتٍ دخيلة لا تعي من الثورات أكثر من المتاجرة بالإنسان الموضوع في حقائب الديمقراطية كي يساق من مطارٍ إلى مطار في عواصم خلق الفوضى و وضع الإنسان دوماً على مذبح تحريره المزعوم تحت مقصلة الديمقراطية الخدَّاعة!
لا ندري هل تراهم من قتلوا القذافي حاججوه بحديثٍ عن أنس بن مالك يقول عن رسول الإسلام عليه صلوات محبيه "الخلق كلهم عيال الله و أحبُّهم لله أنفعهم لعياله!" و بأنَّه ليس أباهم من منطلق هذا الحديث و لو فرضنا بأنه ليس أباهم ربما كان و يكون أباً لغيرهم فمن يجزم من هم أبناؤه و من يجزم أنهم هم أصلاً ليسوا أبناءه طالما أن الخلق كلهم عيال الله فالأحرى بالشعوب كلها أن يكون أبناؤها عيال الحاكم و نجدد ما قاله رسول الإسلام كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته و رعية الحاكم هم أبناء الشعب كافة أي أبناؤه و من قال أن من قتلوا القذافي نافعين أصلاً؟!
و هل ننسى من يشمتون ب صدام حسين عندما نطق الشهادتين و هل من أشرفت على إعدامه هي من جعلت خلق العراق عيالها أم أنها عاثت فساداً و تقسيماً و تمييزاً و استعباداً و نهباً لم تطله دولة في العالم كما طال العراق بدساتير بول بريمر الشهيرة التي أدار من خلالها العراق لإعادة ملْء خزائن أسياده لا لإعادة إعمار العراق؟!
لن ندخل في تفاصيل مقتل علي عبد الله صالح الذي لم نعرف مَنْ عياله و هو يتنقل في حياته الأبوية لكن لا ليكون أباً شرعياً بل ليكون أباً شرقياً يخشى تحديد مصير أبنائه كي لا يغيب عن ساحة الجاه و السلطان و مع ذلك لا نرى في قتل الرؤساء صيغة صحيحة لأن لعبة الحكم لا رادَّ عن نتائجها إلا مقاصل الموت التي تسهم في خلق اليتامى و الثكالى و الحروب و نهب البلدان و تقسيمها!
وحده الأسد الذي لا ينجي نفسه هو قبل أن نقول لا ننجيه نحن من أخطاء داخلية لا مفرَّ منها ضمن الارتياب البشري "كلُّ ابن آدم خطَّاء و خيرُ الخطائين التوابون" لكن بعيداً عن الذل و الخضوع و بيع الأوطان بالوكالة كما تفعل ممالك و أمارات و سلطنات و مشايخ الخليج الذي فقد مسماه الداخلي و بات مرتهناً للخارج و فقط للخارج.
و هو وحده الذي أخرج أميركا و إسرائيل عن طورهما في القرن الحادي و العشرين لأنَّه أيقن مقولة الخلق كلهم ليسوا عيال أميركا بل عيال ألله و عيال الأوطان و وحدها الأوطان بشعوبها المستقلة من تحدِّد هوية الزعامات لا المأجورون الخونة المُباعون لهذي الدولة أو تلك في فنادق أرباب أو إن صح التعبير و يصح غلمان و صبيان البترودولار الذين ينغِّص عيشهم أنَّهم هم ليسوا عيال أميركا بل عبيدها و حميرها و قطعانها تركبهم متى تشاء و يحملون إليها بسفاراتهم أسفار ذلهم و أموال خزائن شعوبهم الذين ارتضوا أن تكون أميركا أمهم و أبيهم و سمحوا لقواعد ملوكهم و أمرائهم و سلاطينهم المخصيين أن تمرَّ إلى سورية بالتوماهوك الأميركي و سواه من الكوكا كولا الصهيوني و البيبسي الطائر خارج شرعية مجلس الأمن الدولي.
و باتت لعبة التوماهوك الأميركي تصطاد كالذباب في قلب الحقيقة التي لا تنسج بيوت العنكبوت في سورية الحديدية بقدر ما تصطاد ذباب أميركا و حلفائها الآن و في كلِّ حينٍ حانت به بشارات النصر المبين!