كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

كتب الدكتور بهجت سليمان: شَتّانَ بين رعايا بول البعير.. ومُواطِني القمر الصّناعي

(شَتّانَ بين رعايا بول البعير.. ومُواطِني القمر الصّناعي)

يُقال أنّ الحكم في إيران "ديني"
و أن الحكم في السعودية "ديني"،

وهذا صحيح..

- فَهٓلْ هناك مجالٌ للتشبيه بين "الدولتين"، لِأنّ الفارقَ بينهما، كالفرق بين عصر الجاهلية السعودي، والقرن الحادي والعشرين الإيراني:
ليس فقط في مجال التطور الصناعي والتكنولوجي والحربي،
وليس فقط في المستوى الاجتماعي والتربوي والثقافي،
وليس فقط في مجال حرية واستقلالية القرار الإيراني، وتبعية وَ عبودية القرار السعودي،
وليس فقط في المجال السياسي، الذي تجري فيه الانتخابات في إيران، على مختلف المستويات من القاعدة إلى القمّة..
بينما في السعودية، يُقرّر عشرات من أبناء عبد العزيز السعودي، مصائر البلاد والعباد - منذ مئة سنة حتى اليوم، دون أن يكون ل "الشعب السعودي" حتّى رأي، مُجَرَّد رأي، بذلك -، إِذْ يُقَرِّر عشرة من سفهاء سعود، مَنْ يكون الملك وَمَنْ تكون الحكومة وكيف تكون باقي المفاصل وكيف تُوَزّع الأرزاق.

- بل المعيار الأوّل والأهمّ هو وضع المرأة في البَلٓدَين (اللّذَيْن يشتركان شكليا ً في نِقاب المرأة السعودية، وتْشادور المرأة الإيرانية)، وما عدا ذلك المُشْتَرَك الشّكلاني والإشكالي..
فالمرأة السعودية تعيش في غياهب العصور الوسطى،
والمرأة الإيرانية تشارك بفعالية في بناء المجتمع الإيراني، بما لا يقلّ عن أرقى الدول المتطورة في العالم..

- ومع ذلك يأتيك بعضُ مرتزقة الإعلام من لاعِقي أحذية نواطير الكاز والغاز، لكي ينتقدوا بشدّة، الاستبداد في إيران ووضع المرأة في إيران، دون أن يجرؤوا على قول كلمةٍ واحدة عن الأهوال والفظائع الموجودة في السعودية،
ولا يخجل هؤلاء المرتزقة من التحدّث عن الديمقراطية والمدنيّة والحرية والاستقلال "الاستئليل"..
في الوقت ذاته الذي يلعقون فيه أحذية سفهاء وعبيد آل سعود، أكثر مخلوقات العالم استبداداً وفساداً وتخلّفا ً وتبعيّة على وجه الأرض.

***

("لو" حَرْف إمتناع لإمْتناع)

- كما أقول دائماً (لو: لا تفيدنا بشيء) لو فعلنا كذا ل كان كذا..
و "كان" من الماضي؛ لا من الحاضر ولا من المستقبل..

- وما يفيدنا الآن هو التعاضد والتماسك والصلابة؛ و الإنخراط في الخط الوطني العام للدولة الوطنية السورية؛ وعدم الإنجرار إلى التفاصيل والصّغائر..

- ولكن من الضروري الإعتراف ب أنّ "سورية الأسد":

* رغم مئات الأخطاء والأغلاط التي وقعت فيها الحكومات السابقة،
* ورغم قصر النظر الذي الذي انتاب الكثيرين من القيادة الحزبية السابقة،
* ورغم التجاوزات الكثيرة التي قامت بها الأجهزة الأمنية..

- مع ذلك بقيت سورية الأسد قادرةً على تكسير الموجة العدوانية الإرهابية الدولية والإقليمية والأعرابية عليها، رغم الأثمان الفادحة التي نتَجَت عن هذا العدوان على سورية.

- ماذا يعني هذا؟ يعني أنّ إيجابيات النظام السياسي في سورية منذ عدة عقود حتى اليوم، هي أكثر بكثير من السلبيات التي ألمَّت به.

***

كما كتب د. بهجت سليمان في مثل هذا اليوم منذ "4" سنوات، قبيل الأول من أيلول عام 2013 - الموعد المحدد لتوجيه الضربة -.. و كان العالم بكامله، ينتظر توجيه ضربة عسكرية صاروخية أطلسية على سورية، على الأقل، أوغزوا عسكريا مباشرا، على الأكثر..

(فكتبت من الأردن، هذه الخواطر الثلاث في حينه)

- 1 -

1 - هل تعلم أن الغزو العسكري الأطلسي الاستعماري، هو أعلى مراحل "الثورة!!" السورية؟

2 - وهل تعلم أن استماتة المحور الصهيو - أميركي -الوهابي، لتعديل موازين القوى، داخل سورية، لصالح "الثوار!!" يؤكد التاريخ العريق، لهذا المحور في القيام بالثورات الوطنية التحررية المعادية للإمبريالية والصهيونية والرجعية!؟

3 - وهل تعلم، أن جميع بيادق ومرتزقة وأذناب الاستعمار الصهيو - أمريكي الجديد، الذين هاجموا ويهاجمون الدولة الوطنية السورية، كانوا جزءا من هذا المخطط الاستعماري، وأدوات رخيصة، يحركها ويوجهها، كما يريد؟!

4 - وهل تعلم أن جميع الشخصيات ذات الماضي الوطني أو القومي أو اليساري، التي لم تر، منذ البداية، حقيقة هذا المخطط الجهنمي المحاك للوطن العربي، ولبلاد الشام، ولقلب العروبة النابض، كانت وطنيتهم زائفة وملفقة، وبرهنوا آنهم مجرد رموز كاريكاتورية، تتمسح بالوطنية والقومية واليسارية، زورا وبهتانا ورياء وضلالا؟!

5 - وهل تعلم أن الأمة العربية، والشعب السوري في مقدمتها، سوف تلعن تلك المخلوقات المزيفة، طيلة مئات السنين القادمة؟!.

- 2 -

* أمام اﻹدارة اﻷمريكية وأذنابها،
خياران لا ثالث لهما:

1 - إما البحث عن طريقة لحفظ ماء وجهها، بعيدا عن الاعتداء المباشر على سورية.

2 - إما الاستعداد لدخول "فييتنام" جديدة، لن تخرج منها إلا مرة واحدة، وإلى اﻷبد، من هذه المنطقة، لتلحق بها ربيبتها "اسرائيل" وصنائعهما من حكام المشيخات والمحميات الوظيفية.

* والشعب السوري ليس أقل استعدادا للتضحية، وﻻ أقل قدرة على تحقيق النصر، من الشعب الفييتنامي.

- 3 -

1 - إذا كان حفظ وجه ماء اﻹدارة اﻷمريكية، بعد فشلها في إسقاط الدولة الوطنية السورية، يستدعي توجيه ضربة عسكرية صاروخية، لسورية.

2 - وإذا كان "الحفاظ على اﻷمن اﻻسرائيلي" وعلى التفوق الاسرائيلي، وعلى الهيمنة الاسرائيلية على المنطقة، يستدعي ضرب سورية.

3 - وإذا كانت حاجة الحفاظ على "مهلكة آل سعود" الوهابية التلمودية، المنذورة لخدمة جميع أعداء العرب واﻹسلام، تستدعي ضرب سورية، وتدمير مقدراتها، وتخريب منشآتها، ﻷن الاستقلال السوري، والتبعية السعودية، لا يتعايشان ولا يتفقان.

4 - وإذا كان وجود نظام وطني مقاوم ممانع في سورية، لا زال يرفض اﻻنخراط غي المشروع اﻻستعماري الجديد، لصهينة الوطن العربي، ولصهينة اﻹسلام "عبر الوهابية واﻹخونجية"، يستدعي استبدال هذا النظام الوطني، المستقل القرار، بنظام لاوطني تابع خانع ذليل مذعن، لكل ما يريده "العم سام" ولكل ما تحلم به "اسرائيل" من جلب أنظمة ساقطة مأجورة، مكونة من الجواسيس والعملاء الخارجين على وطنهم السابق، مما يسمونه "معارضة خارجية" تكون متفرغة لخدمة المشروع الصهيوني في المنطقة، كما هو عليه الحال، حاليا، في معظم محميات النظام العربي الرسمي.

5 - إذا كان كل ذلك موجودا، فالعدوان الثلاثي للاستعمار القديم على "مصر" عام "1956"، إذا تكرر على سورية عام "2013"، ومهما كان حجم العدوان الاستعماري الجديد على "سورية"، فإن هذا العدوان الخارجي العسكري، هو استكمال للعدوان اﻹرهابي الدولي القائم على سورية، منذ ثلاثين شهرا، بأدوات إرهابية ومرتزقة داخلية وخارجية، من خونة الداخل ومرتزقة الخارج ومن أذناب وبيادق المحور الصهيو-وهابي، وينطبق عليه قول الشاعر:

فطعم الموت في أمر حقير
كطعم الموت في أمر عظيم

ذلك أن موت السوريين، بيد مرتزقة وأدوات المحو الصهيو-وهابي في الداخل، ينطبق عليه الشطر اﻷول من بيت الشعر هذا....
وأما موت السوريين، مباشرة، بيد المحرك والمدبر والموجه والمعلم الصهيو - أميركي، فينطبق عليه الشطر الثاني من البيت.

6 - وستعرف سورية، كيف ستدافع عن نفسها، بل وكيف ستنتصر، سواء كانت هذه
القعقعة هي:
* سياسة حافة الهاوية، أو كانت:
* عدوانا عسكريا مباشرا، عبر:

(1) احتواء الضربة، في حال حصولها.
(2) الرد الموجع في أمكنة موجعة.
(3) لن يغير العدوان، في حال حصوله، من موازين القوى في الداخل.
(4) وأما أطراف محور المقاومة والممانعة، فلن تكشف ما تريد أن تقوم به وما ستقوم به في مواجهة العدوان على قلب هذه المنظومة.

- والباقي "بسلامة فهمكم" -