كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

هشام الشريف: هل تنحي الرئيس بشار الاسد كان سينهي الحرب على سورية (حلقة2)

بعد زيارة كولن باول, أصبح واضحا للعيان المطالب الامريكية, ومن خلفها الصهيونية, من سورية, وهذه المطالب ليست شخصية, وانما سياسية وتستهدف موقع وموقف سورية, وبدأت تحاك لسورية في الخفاء والعلن المؤامرات لثنيها عن مواقفها, وتزامن ذلك بعقوبات اقتصادية تخنق الاقتصاد السوري وتكبله, وتلاها مؤامرة القرار الدولي 1559 عام 2004 الذي يستهدف الوجود السوري في لبنان وسلاح المقاومة, وتبعها اغتيال رفيق الحريري والاتهام السياسي المفبرك والمعد سلفا لسورية باغتياله.

وقامت سورية وبمحاولة منها لسد الذرائع بانهاء وجودها العسكري في لبنان, ولم ينته الاتهام السياسي لسورية, واستمر احتجاز الضباط الاربعة اللبنانيين المتهمين بالارتباط بحقبة الوجود السوري في لبنان واتهامهم بالضلوع في اغتيال رفيق الحريري بآوامر من سورية, وطالبت قوى لبنانية مؤتمرة امريكيا وسعوديا بمحكمة دولية للكشف عن قتلة الحريري ومعاقبة سورية, وبعد انفضاح أمر شهود الزور الذين فبركوهم لادانة الضباط الاربعة وبضغط الشارع الوطني اللبناني وقوى وطنية لبنانية اضطرت المحكمة الدولية لاخلاء سبيل وتبرئة الضباط الاربعة وتحول اتهامهم المباشر لحزب الله بقتل الحريري خصوصا بعد انتصار 2006 وما مثله الحزب من خطر حقيقي على مشروعم الشرق اوسطي.

في هذه الاثناء, لاحظ الجميع تكالب امريكا ومن خلفها الغرب والكيان والرجعيات العربية على سورية, وليس أدل على ذلك من الخطب العصماء والموجودة على النت لكل من الشيخ أحمد ياسين وخالد مشعل والقرضاوي والتي جميعا تحيي سوريا وتتوقع وتحذر من استهدافها, وأن المؤامرة على سوريا تستهدف موقعها وموقفها.

وكم كان خطاب الرئيس بشار الاسد بعد انتصار 2006 استفزازيا لدول الرجعية العربية حين نعتهم باشباه الرجال لموقفهم المتخاذل ايام عدوان 2006.

وجاءت مؤامرة ما يسمى بالربيع العربي لتصفية الحسابات, وتمكين الاسلام السياسي في اكثر من بلد عربي بمقابل تركيع سورية واسقاطها, وقد شارك في هذه المؤامرة دول وقوى عربية واقليمية ودولية تحت ذرائع الحرية والديمقراطية.

لم تكن سوريا اول المستهدفين, ولكنها كانت بمثابة الجائزة المفترضة لامريكا وربيبتها الصهيونية, وابتدأت بهتافات (سلمية وحرية وديمقراطية), وتعاملت الدولة السورية بطول نفس, وعملت على تلبية مطالب منها الغاء المادة الثامنة بالدستور وتعديل الدستور والاستفتاء علية والدعوة لانتخابات محلية وبرلمانية ومن ثم رئاسية متعددة, ولكن هذا لم يكن هدفهم فالمطالب الامريكية واضحة منذ زمن وتم رفض كل دعوات الحوار المقدمة من النظام وايران وحزب الله تحت ذريعة لم يعد هناك مجال للحوار ويجب اسقاط النظام ورحيل الرئيس بشار الاسد.

وأصبح واضحا ان تنحي الرئيس فقط, ليس هدفا كما كان الغاء المادة الثامنة وتعديل الدستور والانتخابات الشفافة بضمانات دولية ليست هدفا, وستستمر مسلسل المطالب لتطال موقع وموقف سوريا وهذا ما عبر عنه اكثر من وسيط مرسل من قوى العدوان للابقاء على الرئيس وتلبية المطالب الحقيقية.

وكان لا بد لسوريا حتى تحتفظ بدورها وموقعها وموقفها وسيادتها ان تواجه هذا العدوان, فالرئيس اصبح رمزا للسيادة واظهر تماسكا وحنكة جعلته عنوانا لكل السوريين الشرفاء ومن خلفهم كل العروبيين والحلفاء والاصدقاء. وشكل لدى الجميع ضمانة الاستقلال والسيادة.