كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

مدارس دار الأمان.. عندما يكون للمكان كل النصيب من اسمه

باسل علي الخطيب- فينكس:
دعونا نطرح السؤال التالي: ما هي الخدمة الأكبر التي تم تقديمها لأبناء الشهداء قبل هذه الحرب؟ أعتقد أنها مدارس أبناء و بنات الشهداء...

دعونا نطرح السؤال الثاني التالي: ما هي الخدمة الأكبر التي تم تقديمها لأبناء الشهداء الذين ارتقوا في هذه الحرب؟ أكاد أجزم بالإجابة و أقول مدارس دار الأمان.....
نعم، لقد كان لي اعتراض سابقاً على تابعية المدرسة لوزارة الأوقاف، و لكن و إن كان في هذا الاعتراض وجهة نظر موضوعية، و لكني مرة أخرى أكاد أجزم، ما كانت مدارس دار الأمان لتظهر بهذه الصورة البهية، و تقدم كل هذه الخدمات الجليلة لأبناء الشهداء لو أنها كانت تابعة لوزارة أخرى....
نعم، علينا أن نعترف، و أنا سعيد أنني أعترف بهذا، لقد استطاعت وزارة الأوقاف ممثلة بمديرية الأوقاف في طرطوس، إدارة هذه المدارس بحيث أنها حققت الغاية منها، ألا و هو مسماها (الأمان) لأبناء من ارتقوا دفاعاً عن هذا الوطن....
ليس لأحد أن يزايد عليّ، وأعرف أن كلامي لن يعجب البعض، أو أنه قد يفاجئ البعض، ولكن ليدرك الكل، وهم يدركون، لأنهم يعرفونني جيداً، عندما أتكلم، فأتكلم عن دراية و معرفة و قناعة، و أمتلك الجرأة الأدبية و المعنوية لأقرّ أن رأيي لم يكن مصيباً بالكامل في مكان ما...
نحن عندما ننتقد، ننتقد الأفعال، ولانحكم على الأشخاص، فالحكم على الأشخاص ليس من حق أحد، وعندما نثني، نثني على الأفعال، والنتيجة التي حققتها مدارس دار الامان، تجعلنا نشعر ببعض راحة الضمير، أنه قد تم رد بعض الدين لأولئك الشهداء....
قد يتعجب البعض من كلامي، أنه كيف أقول أنه ماكان يمكن لهذا المشروع أن ينجح لو كان بإدارة وزارة أخرى، حسناً، إليكم الجواب، قد تكون وزارة الأوقاف هي أكثر وزارات الحكومة ذات صيغة عمل مؤسساتي، ومن أكثر الوزارات انضباطاً وتنظيماً، أضف إلى ذلك قد تكون أكثرها من تقرن قولها بالفعل، عدا عن ذلك قد تكون أكثر الوزارات شفافية وبعداً عن الفساد، والأهم أنها أثبتت خلال هذه الحرب - مع اعتراضي على بعض الأمور- أثبتت أنها تحمل مشروعاً وطنياً.... وأضيف أيضاً أنه وبسبب الطريقة الدعائية المعادية في تصوير هذه الحرب، كان لابد أن تكون وزارة الأوقاف، وحصراً وزارة الأوقاف، هي المسؤولة عن هذه المدارس....
ليست الشائعات أو الأوقايل هي من تحكم على العمل، النتائج والنتائج فقط من تحدد، ولا أعتقد أن هناك من ينكر أن مدارس دار الأمان ومن كل النواحي هي أفضل مدارس القطر بلا منازع من كل النواحي، بل إنها تتفوق على أفضل المدارس الخاصة، ولا تألوا الجهة المشرفة ألا وهي مديرية أوقاف طرطوس أي جهد في سبيل أن تكون هذه المدارس هي الأفضل، ودعكم من كل تلك الأقاويل أن هناك منهاحاً أو نظاماً تربوياً يطبق فيها، غير ذاك المعتمد في وزارة التربية، وهذا الأمور أعلاها كلها قد عرفتها يقيناً....
هذا القلم الذي يكتب، يكتب عندما يجد أنه يجب أن يكتب، وهو لم يكن يوماً من الايام رهين أحد، أو رهين قناعات معلبة، كان ومازال رهين العقل وطوع القلب، ورهين البحث عن الحقيقة، و لأننا نبحث عن الجمال والخير في هذا البلد، بعد كل بشاعات وجهالة هذا الحرب، نكون غير منصفين إن لم نشر إلى الجمال والخير إن وجدناهما في فعل ما، و مدارس دار الآمان هي ذاك الفعل الطيب الخير والجميل....