كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

ثالثة البهاء

باسل علي الخطيب- فينكس

كان ذلك 14 تموز 2006، السيد حسن نصر الله يعلن أثناء خطابه استهداف البارجة الصهيونية ساعر4 قبالة ساحل بيروت.....
الإصابة كانت محكمة، بعد ذلك ما عادت البوارج الصهيونية اقتربت من السواحل اللبنانية..
إذاً....
تخيلوا معي التالي، السيد حسن و بعيد بضعة جمل من خطابه يعلنها...
الآن قوات الرضوان تجتاح الجليل، مئات الصواريخ الثقيلة و الدقيقة تستهدف الأهداف الحساسة و الحيوية في الكيان الصهيوني....
بالمناسبة إذا قررت المقاومة اللبنانية اجتياح الجليل، ذاك لن يحصل كما فعلته المقاومة الفلسطينية في عمليتها الاعجازية يوم 7 تشرين، وذلك عندما اجتاح المئات من مقاتلييها منطقة غلاف غزة المحتلة، و من ثم انسحبوا....
إن اجتاحت المقاومة اللبنانية الجليل سيكون بثلاثين إلى أربعين ألف مقاتل على الأقل، و هم لن ينسحبوا بل سيقومون بالتثبيت في المواقع التي سيصلون إليها....
هل نحن، أنا و إياكم نتخيل أو نبالغ بالحلم؟!...
أعتقد أن محمد الضيف لو كان يعرف حقاً أن عملية 7 تشرين ستتم بهذا الكمال، و أن الكيان على هذه الدرجة من الوهن، لكان دفع بآلاف المقاتلين و وصلوا قولاً واحداً تل أبيب.... الامريكان الذين يديرون العدوان الصهيوني على غزة، يضعون مع الأعراب خططاً لما بعد العدوان على غزة، على أساس أنهم والصهاينة سيربحون الحرب و سيسحقون المقاومة الفلسطينية....
من نافلة القول أن السيد حسن نصرالله سيتحدث اليوم باسم المحور كله، لن نسمح بهزيمة المقاومة الفلسطينية، لن نسمح بتهجير الفلسطينيين من غزة، و دون ذلك حرب شاملة....
هذا سيكون مختصر الخطاب اليوم....
كل المؤشرات تدل على أننا ذاهبون إلى مواجهة عظمى، هذه إحدى الحالات الفريدة في التاريخ التي لا توجد فيها حلول وسط، هذه ليست حرب تفاوضية، أو حرب تحريكية، هذه ليست حرب امتداد للسياسة، هذه حرب مصير، و لا يملك أي طرف من الأطراف ترف الخسارة أو التراجع، حتى لو كانت أحد الخيارات المطروحة نصف انتصار للمقاومة و نصف هزيمة للكيان الصهيوني، لن يسمح المحور أن يضيع إنجاز 7 تشرين...
قد سمعتم سابقاً تعبير (تاسعة البهاء) يتردد كثيراً خلال هذه الحرب...
هل تعرفون من أين أتى هذا التعبير؟!!..
هو نسبة إلى الشهيد بهاء أبو العطايا قائد سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامية، الذي كان يطلب من مجاهديه أن يطلقوا الصواريخ على الكيان كل يوم في الساعة التاسعة مساءً، أثناء عدوان 2014....
بعيد ثالثة البهاء اليوم، ستكون أمام إسرائيل مهلة قصيرة لا تتجاوز اليوم أو اليومين لإيقاف عدوانها، عدا ذلك قوات الرضوان ستصل حدود حيفا من جهة الغرب، وستصل حدود بحيرة طبريا من جهة الشرق، سيكون نتاج ذلك حصار القوات الصهيونية الموجودة في الجولان وقطع خطوط امدادها، سيلي ذلك بعد 24 ساعة، اجتياح الدبابات السورية لجبهة الجولان.
هل هذا سيناريو مستحيل؟...
قولاً واحداً لا....
هل ستتدحرج الأمور إلى حرب كبرى؟....
قولاً واحداً نعم....
ولاتقولوا لي لاقبل لنا بجالوت وجنوده....
كل مصائبنا سببها امريكا، كل مانحن فيه من ضنك العيش وعوز وفقر سببه امريكا، (وان لم تكبر لن تصغر)، هل مانحن فيه اسمها (حياة)، الأمور يحب أن تصل إلى غاياتها، هذا قانون كوني، لن نسمح للأمريكان أن يختاروا طريقة موتنا ومتى، نحن من سنختار طريقة موتنا وأين ومتى، وليحيا من يبقى ليبنوا البلد....
نعم، ستدخل فيها أمريكا بكل قوتها، و روسيا لن تكون بعيدة عن الانخراط المباشر، التصريحات الروسية الأخيرة، لا تدل على تغير في المزاج الروسي فحسب، إنما تغير جذري في طريقة التفكير والعقلية الروسية، هناك عملية فرز بدأت تظهر بشكل واضح على مستوى العالم، فرز بين فريقين أو جبهتين واضحتي المعالم...
ما ميّز حربا تموز وعملية 7 تشرين أنهما حفلتا بالكثير من المفاجآت، إن لم يستجب الامريكان و الصهاينة لإنذار السيد حسن اليوم ستكون هناك الكثير من المفاجآت.. أعتقد أن بعضكم قد شاهد المسلسل السوري الدرامي (ضبو الشناتي)، كان يجب اعداد نسخة باللغة العبرية منه، وأن تكون مدبلجة وليست مترجمة، الأمواج الصوتية اقوى تأثيراً من الكلمات المكتوبة.....