كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

عندما تكون حتى الأسنان على الزناد

باسل علي الخطيب- فينكس

هل ستدخل المقاومة اللبنانية الحرب؟....
وهذا الذي يحصل الآن وتحديدا اليوم ماذا نسميه؟؟!!...
أمس أخلت شركة توتال باتفاقها مع الحكومة اللبنانية وانسحبت من حقل البلوك التاسع للغاز، لم تمض ساعات حتى عادت شركة توتال واعتذرت، بعد ما هددت المقاومة الوطنية اللبنانية بضرب منصات النفط العائمة في حقل كيروش الصهيوني.....
السؤال الأهم الذي يجب أن يطرح هنا، ليس ذاك السؤال اعلاه، إنما هل يعي الكيان ومعه الولايات المتحدة، ماذا يعني أن تدخل المقاومة اللبنانية الحرب؟.....
عندما اقتحمت المقاومة الفلسطينية المواقع الصهيونية في 7 تشرين الاول ببضعة مئات من قوات النخبة، أبادوا فرقة غزة، أخذوا معهم أكثر من مئة اسير وانسحبوا، تاركين بعض عناصر النخبة لتغطية الانسحاب...
الطبيعة السهلية في شمال غزة وجنوب فلسطين، لاتوفر ظروفاً جيدة طبيعية للمقاومة لتقوم بتثبيت قواتها في المناطق التي سيطرت عليها، عدا عن ذلك وبسبب هذه الطبيعة يمكن قطع خط إمداد القوات التي تتوغل، وبالتالي محاصرتها وابادتها......
في الشمال الوضع مغاير بالمطلق، هناك طبيعية جبلة معقدة نسبياً، عدا عن كون الأراضي اللبنانية أكثر ارتفاعا من الأراضي الفلسطينية المحتلة..... إن دخلت المقاومة اللبنانية إلى شمال فلسطين، ستدخل بآلاف العناصر،. قد يكون العدد عشرات الآلاف، سيدخلون عبر عدة محاور هجومية تستولي على إصبع الجليل وصولا إلى مدينة طبريا. هذا سينتج عنه حصار القوات الصهيونية في مزارع شبعا وهضبة والجولان المحتلين.... ستقوم المقاومة بتثبيت مواقعها في المناطق التي ستسيطر عليها في قوس يمتد من طبريا إلى شرق عكا... ولن يستطيع الجيش الصهيوني مهما امتلك من قدرات، ومهما تلقى من مساعدات مباشرة أمريكية أو بريطانية من منع حصول ذلك..... 
عديد قوات المقاومة التي ستقوم بهذا الهجوم سيكون كبيراً، إلى الدرجة التي ستدفع الجيش الصهيوني إلى إرسال قوات كبيرة إلى الشمال لمحاولة استعادة المناطق التي استولت عليها المقاومة، وهذا لن يغطيه المخزون البشري للكيان، خاصةً مع وجود جبهة في الجنوب مفتوحة على مصراعيها....
عدا عن ذلك، هذا الاختراق سيجعل الجولان ومزارع شبعا ساقطة عسكريا، ولن تسطيع القوات الموجودة في هذه المناطق الصمود طويلاً إن حصل اختراق من تلك الجبهة....
قد يطرح البعض السؤال التالي: ولكن ماذا عن سلاح الطيران الصهيوني؟؟... 
أعتقد أنه سيتم تحبيد فاعلية عمله بسبب عدة عوامل، اولاً، بسبب الطبيعة الجبلية كما أسلفنا، ثانياً، أن كل المستوطنين في المستوطنات التي ستسيطر عليها المقاومة سيكونون عرضة للخطر الشديد في حال الفصف، أضف إلى ذلك لن يكون بإمكان الصهاينة استعمال سلاح المروحيات، لانه سيتم إسقاطها قولا واحدا ولا احد يعلم أن كانت المقاومة تمتلك منظومات دفاع جوي قادرة على التعامل مع طائرات F15 و F16 .... ولا اقصد إسقاط هذه الطائرات بالضرورة، بل جعلها لا تعمل بحرية... ولا ننسى في هذا السياق كله، انه في حال شنت المقاومة هكذا هجوم فستسنعمل صواريخها الدقيقة وطائراتها المسيرة لضرب القواعد الجوية الصهيونية، ومقرات القيادة والسيطرة والتحكم....
هذا السيناريو ليس خيالياً، أعتقد أن الصهاينة يضعونه في حساباتهم، لكن المشكلة الأكبر لديهم فيما خصه، أنه لاتوجد طريقة لديهم للتعامل معه إلا أن يدمروا كل لينان، عدا عن ذلك، هكذا سيناريو يعني دخول سورية الحرب وفتح جبهة الجولان، ولا احد يدري في هذه الحالة إن كانت الدبابات السورية ستتوقف عند حدود بحيرة طبريا....
قد يقول قائل أنني أشطح في تخيلاتي، وان الكلام أعلاه ليس إلا أمانياً، ولايمت للواقع بصلة....
عندما أقوم بوضع قراءة لأحداث ما، واستقراء سيناريوهات معينة، فأنا عدا عن استنادي لمعطيات آنية، استند إلى التاريخ، لم يسبق للتكنولوجيا أن حسمت حرباً، العنصر البشري هو الاساس، هكذا تخبرنا حرب فيتنام والحرب في أفغانستان والحرب الحالية على اليمن، قد يعترض البعض ويقول هاهي أذربيجان قد ربحت حربها ضد أرمينيا بامتلاكها تقنيات متقدمة، كلا ليس هذا هو السبب، السبب غياب العقيدة القتالية عند الجيش الأرمني، حالة الترهل والتفكك والتردد عند الحكومة الأرمنية، والأهم غياب مفهوم القضية عند اغلب الأرمن فيما خص مرتفعات ناغورني كارباخ....
الجيش الصهيوني فقد ومنذ اجتياح لبنان وبالتدريج حتى تاريخه عموده الفقري، العمود الفقري لاي جيش في العالم الاستعداد لتحمل وقوع خسائر بشرية في صفوفه، الجيش الذي يخشى وقوع ضحايا في صفوفه نتيجة المعارك لن يربح اي حرب، العقيدة العسكرية الصهيونية قامت خلال العقدين الأخيرين على أساس سلامة الجنود، والاستعاضة عن كفاءة وشجاعة الجندي بالقوة النارية والتكنولوجيا المتطورة، وهذا ما دفع ثمنه الكيان غالياً في غلاف غزة مؤخراً، وسيدفع ثمنه أضعاف مضاعفة في الشمال....
الحسابات دقيقة ودقيقة جداً، يبدو أن محور المقاومة قد وضع قواعداً للاشتباك تتدحرج وتتغير حسب ظروف المعركة في غزة، لأول مرة في تاريخ الصراع العربي - الصهيوني لاتكون المبادرة بيد الصهاينة، كل الخيارات أمام الصهاينة صعبة احلاها مر، لذا كان هذا التداعي الأمريكي الغربي السريع لدعمهم.... 
ذاك الجيش الذي كان عامل امان الصهاينة، تحول إلى نقطة ضعفهم، وكما هو معروف الدولة هي التي تنشىء الجيش، وحده الكيان هو جيش أنشأت لأجله دولة، وهذه الدولة تجد تجد نفسها ولأول مرة الآن بلا سبب للوجود....
عندما اقتحم الجيش العربي السوري خط ألون في مرتفعات الجولان في حرب 1973، وبدأت اخبار المعارك تصل إلى مقر الحكومة الصهيونية التي كان تعقد اجتماعاً مفتوحاً، أشارت رئيسة تلك الحكومة آنذاك غولدا مائير لرئيس الأركان موشي ديان أن يقترب منها، قالت له وهي تنفث دخان سبجارتها 
" اذهب الى الجولان، لقن أعدائنا درساً لن يتسوه، اسحقهم، إضربهم بقوة بحيث لايفكروا بتكرار فعلتهم ".....
ذهب دايان إلى الجبهة، ووصلها في الثانية فجراً، كان ماشاهده مرعباً، طلب من قيادته هاتفياً التركيز على الجبهة السورية أكثر من المصرية  لأن الوضع عليها اخطر واصعب، عاد بعد ساعات، وقد شهد بعينه الدبابات السورية وهي تسحق الدفاعات الصهيونية، وسمع بكاء وعويل الجنود الصهاينة عبر اللاسلكي، وعرف أن ألوية مدرعة بكاملها قد ابيدت، دخل دايان قاعة الاجتماع مترنحاً، كانت ملامح وجهه تعكس الخوف والقلق والضياع، وقال وكأنه يهذي: لقد ضعنا، انتهينا، اتصلت بديمونة واخبرتهم أن يستعدوا...
لم تصدق غولدا ماقاله، سألته: هل فعلت ذلك حقاً؟ هل طلبت منهم ذلك؟...
هرعت إليه. قامت باسناده، بعد ان كاد أن يقع من هول ماشهده....
يقول موشي دايان في مذكراته أنه في ذاك اليوم تم اتخاذ قرار من قبل الحكومة الصهيونية بتذخير الطائرات الصهيونية بالسلاح النووي....
يقول أيضاً أنه قد أمر في تلك الليلة وقبل عودته لمقر اجتماع حكومته، أن أن يتم إغراق سهل الحولة في اصبع الجليل وجنوبه بالمياه عبر تحويل مياه نهر الأردن إليه، ليشكل عائقاً طبيعياً امام تقدم الدبابات السورية....
هل تعرفون أن نتنياهو هو رئيس الحكومة الوحيد عند الصهاينة عدا غولدا مائير لم يكن ضابطاً في الجيش سابقاً؟؟!!.....