كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

ماذا يريد بعض أهلنا في السويداء؟!

باسل علي الخطيب- فينكس

سادتي الكرام، أهلنا الأفاضل في السويداء، إنها ساعة الحقيقة قد دقت، هل يمكن أن يكون نتاج الجنون إلا الجنون؟...
أن تتظاهروا، هذا حق كفله الدستور، ولكن لماذا يجب أن يرتبط هذا الحق بتخريب الممتلكات العامة، وحرق علم الجمهورية، ورفع الأعلام الطائفية بدلاً منه؟!.. إن لم يكن هذا خيانة عظمى، أو فعلاً ارهابياً، ماذا نسميه؟... أو أن الخيانة هي الأخرى والدعوات الانفصالية صارت وجهات نظر وحسب؟....
نعرف أن من فعل ذلك هو بعض منكم، ولكنهم منكم، وكان بإمكان الأجهزة الأمنية أن تستعمل القوة الغاشمة معهم، وهذا حقها، بل واجبها، ولكن الدولة تصرفت بحكمة، وهذا بحسب لها، أنها لم ترد أن تزيد الطين بلة....
ترى أين سيقودنا كل هذا الجنون؟ وهل تستطيع هذه الجغرافيا تحمل المزيد من الجنون؟... إن اسأنا الظن فالذي يحصل هو باطل يراد به باطل، وان احسنا الظن فهذا حق يراد به باطل، ليست مسؤولية الدولة تهدئة هؤلاء الهمج الرعاع، هذه مسؤوليتكم أهلنا وسادتنا الافاضل، هذه مسؤوليات مرجعياتكم وكباركم...
ألسنا وإياكم نعاني ماتعانيه كل هذه الحغرافيا، بل دعوني أقول أن لكم خصوصية معينة، من حيث مراعاة الدولة لمحافظتكم أكثر من غيرها، وللدولة أسبابها التي نعرفها و نقبلها، ولو على مضض....
منذ أيام قاموا بفك ساعة الكهرباء التابعة لبيتي، لأنني تاخرت في دفع الفاتورة لبضعة أيام، وهذا التاخير يحصل لأول مرة منذ عشرين عاماً، علما أن قيمة الفاتورة بالكاد تصل 8000 ليرة، هل يمكن ان يحصل هذا عندكم؟....
أذكر أنه وقبل عدة اعوام، قد شاهدت مقابلة تلفزيونية مع أحد كبار رجال الدين في السويداء، والرجل مرجعية كبيرة هناك، قال الشيخ إياه في تلك المقابلة أنهم قد قابلوا السيد الرئيس، وطلبوا منه من جملة ماطلبوا، أن يؤدي أبناء محافظة السويداء خدمتهم الإجبارية والاحتياطية ضمن حدود محافظة السويداء فقط.....
ترى ماذا لو أن مرجعيات كل جماعة ما في سوريا قدمت هكذا طلب؟ إلى أين سينتهي بنا ذلك؟!...
ترى لماذا يحب أن يكون لفئة ما، أياً كانت تلك الفئة، الأفضلية على غيرها في الحصول على الحقوق، وأحقية الأعذار عن تأدية الواجبات؟؟...أليس ذلك مخالفة صريحة للدستور؟...
عدا عن ذلك، ذاك العدو الهمجي الوحشي الي استهدف سوريا، هل كان ليتوقف عند أحد، ألم تثبت وقائع الحرب هذه البديهية؟؟...أاذكركم بذاك القول المأثورة " أكلتم يوم أكل الثور الاسود"؟... أو ما رأيكم أن أسرد لكم بعض فتاوي ابن تيمية؟...
لماذا على كل أبناء سوريا أن يدافعوا عن كل سوريا حيث يوجد علمها وترابها، ويبقى شبان السويداء في محافظتهم؟.... ألا يقر ذاك الشيخ ومن معه ومن خلفه ضمناً، أنهم يريدون من سوريا السلطة كل حقوقهم، ولكن واجباتهم نحو الدولة ليست لزاماً عليهم؟...
لماذا نشعر أن بعض أهلنا في السويداء يخولون لأنفسهم التعالي والتكبر على الدولة؟ أو كأنهم يحملون الدولة منة أنهم موالون لها اسماً؟؟. وكأن لسان حالهم يقول: نحن لنا الفضل عليكم أننا معكم، افعلوا لنا كذا وكذا، والا....
لماذا لايقتدي بعض أهلنا في السويداء، التي أعيد وأكرر، نحبهم ونحترمهم جميعاً، لماذا لم يجعلوا من البطل الشهيد عصام زهر الدين قدوة لهم، وجعلوا من بضعة قطاع الطرق القدوة والأسوة؟...
ثم ماهو ذاك العلم ذو الالوان الخمسة الذي يرفعونه في تجمعاتهم؟ لماذا لا يقتدوا بأهلنا الأحبة في الجولان الذين لايرفعون إلا علم الجمهورية؟....
تخيلوا معي لو أن كل جماعة أثنية أو مذهبية في هذا البلد رفعت علماً خاصاً بها، إلى أين ستتدحرج بنا الامور؟..
أسئلتي أعلاه لها غاية، وغايتها أن لبعض أهلنا في السويداء توجه خطير، انهم لايعترفون بسوريا الوطن والدولة، وكأن هناك مسعى انفصالي ما عند بعضهم....
ترى ماهو الفارق بين هؤلاء و قسد والجماعات الارهابية في شمال سوريا وادلب؟؟.. وهذه الأحداث قد أثبتت ذلك، والا كيف نفهم حرق علم الجمهورية، ورفع علم آخر بديل عنه؟!..
أي سلاح خارج الدولة هو سلاح ارهابي، سواء كان في طرطوس أو حمص أو حلب أو درعا أو السويداء أو دير الزور أو الحسكة، نقرأ ونسمع عن ميليشيات مسلحة في السويداء، (قوات الفجر)، (قوات الكرامة) (حزب اللواء). بالله عليكم أي فجر أو كرامة أو لواء تحت ظل سلاحكم؟!....
أنا مع الدولة ظالمة أو مظلومة، لا رداء يحمينا جميعاً إلا رداء الدولة، وان كان بعض أهلنا هناك يظنون أنهم يحسنون عملإً، أو أنهم سينجون، فليعلموا أنهم يقودونا جميعاً إلى التهلكة.....
حان الوقت للعقل أن يتدخل.... أليس العقل شيخاً ومرجعاً هناك؟