كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

من رئاسيات 2021

زياد غصن- فينكس:

يتوجه السوريون اليوم إلى صناديق الإنتخاب لإختيار مرشحهم لرئاسة الجمهورية للسنوات السبع القادمة.

الإنتخابات تجري في ظل ظروف داخلية وخارجية ضاغطة، بات الجميع يعلمها جيداً، وإن تباينت عملية تقييمها بين شريحة وأخرى، تبعاً لدرجة اهتمام كل شريحة بتفاصيل الشأن العام، وإلمامها بتعقيدات المشهد الإقليمي والدولي.

ورغم خطورة تلك الظروف وحساسيتها، إلا أن جميع التوقعات تشير إلى أن المشاركة الشعبية في الإنتخابات ستكون كبيرة هذه المرة.. وربما مفاجأة أيضاً، سواء مقارنة بانتخابات العام 2014، أو بالنظر إلى الحملة الغربية التي بدأت منذ عدة أشهر، وهدفت إلى التشكيك بالمشاركة الشعبية ونظرة السوريين للإنتخابات الرئاسية.

ما المؤشرات على كل ذلك؟

هناك الكثير من المؤشرات على المستوى الوطني، لكن أهمها مؤشرين اثنين :

-المؤشر الأول يتعلق بعدد المواطنين الذين يحق لهم الإنتخاب داخل المناطق الخاضعة لسيطرة الدولة. وهذا العدد شهد زيادة واضحة مقارنة بما كان عليه الوضع خلال انتخابات العام 2014. آنذاك كانت المناطق الواقعة تحت سيطرة المجموعات المسلحة والتنظيمات المتشددة كبيرة جداً، من أحياء على أطراف العاصمة دمشق إلى مناطق واسعة في ريف دمشق مروراً بالقنيطرة وجارتها درعا، فحمص وحماة وإدلب، ثم حلب وريفها، وصولاً إلى دير الزور والرقة... وهي مساحة جغرافية تعادل تقريباً مساحة بعض الدول المجاورة... وأحياناً أكثر.

استعادة الدولة السيطرة على مساحة جغرافية كبيرة خلال السنوات الأخيرة، وتحديداً خلال عامي 2017 و2018، رافقه عودة آلاف الأسر النازحة داخلياً أو خارجياً إلى المناطق المحررة واستقرارها فيها.

ويمكن تلمس جزء من تغييرات المشهد من خلال مقارنة عدد المراكز الإنتخابية، ففي انتخابات العام 2014 بلغ عدد المراكز  الإنتخابية حوالي 9601 مركزاً، أما في الإنتخابات الحالية فإن عدد المراكز بلغ وفق تصريحات وزير الداخلية أمس حوالي 12102 مركزاً، مع ملاحظة أن كثافة المشاركة في العديد من المراكز الإنتخابية ستكون أيضاً أعلى من العام 2014 لعدة أسباب ترتبط بمتغير الكثافة السكانية.

كذلك الأمر بالنسبة لعدد السوريين الذين يحق لهم الإنتخاب، ففي الإنتخابات الرئاسية الماضية كان العدد المعلن رسمياً حوالي 15.8 مليون شخص، وجزء كبير منهم لم تسمح له المجموعات المسلحة بالمشاركة، في حين أن هذا العدد ارتفع إلى أكثر من  18.1 مليون شخص في انتخابات العام الحالي.

-أما المؤشر الثاني فيتمثل في التحول الذي يشهده المزاج الشعبي في سورية، الذي انتقل من مرحلة الإحباط جراء الوضع الإقتصادي الصعب الناجم عن عدة عوامل داخلية وخارجية، إلى مرحلة الأمل والتفاؤل بإمكانية أن تشكل فترة ما بعد الإنتخابات الرئاسية بداية لمرحلة جديدة تتخلص فيها البلاد تدريجياً من تركة سنوات الحرب الثقيلة، وربما يمكن القول إن شعارات المرشحين جاءت استجابة لهذا الطموح الشعبي.

وفي ضوء ذلك، فإنه من الطبيعي أن يترجم مثل هذا التحول في حجم المشاركة الشعبية بالإنتخابات الرئاسية على امتداد الجغرافية السورية،

لهذا كله، يمكن القول إن اليوم الإنتخابي سيكون طويلاً وكثيفاً... بحجم الآمال المعقودة على المرحلة القادمة.