كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

الجزائر في الضمير السوري

مروان حبش- فينكس
كانت للجزائر الوطن والشعب مكانة متميزة في ضمير وسلوك شعب سورية، وازدادت هذه المكانة رسوخاً ما بين 1963 و1970 وكانت الحكومة السورية باسم شعبها في هذه الفترة تمدُّ الجزائر بكل ما تطلبه من غير مقابل. ودعمتها بخاصة في معركة التعريب لمناهج التدريس وزودتها بالمعلمين والمدرسين والأساتذة الجامعيين، وعلى نفقة الحكومة السورية. كما كانت للبعثة الدبلوماسية الجزائرية معاملة خاصة عند المسؤولين السوريين، وتعمقت خلال وجود السيد علي الكافي كسفير للجزائر في سورية،
وكثيراً من الليالي سهرنا معاً نتيجة هذا المستوى من العلاقات. كما توطدت العلاقات بين حزبي البعث وجبهة التحرير الجزائرية وتشكلت لجنة تنسيق بين الحزبين (كنت رئيس اللجنة) كما تمت زيارات عديدة لوفود حزبية من البعث وجبهة التحرير.
والمرحوم العقيد علي الكافي في وقت الثورة كان قائد الولاية الثانية، وبعد الثوره أصبح سفيراً للجزائر في (الحمهورية العربية المتحدة، ثم لبنان، ثم سورية، ثم ليبيا ) وثم أميناً عاماً لمنظمة المجاهدين الجزائريين، وثم رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في الجزائر. لروحه الراحة والسكينة.
وورد في مذكرات الأخ علي الكافي: (كانت العلاقة مع المسؤولين في سورية ودية، شخصية وعائلية وبروتوكولية).
مروان حبش
-------؛
الأطباء المتطوعون السوريون والثورة الجزائريه... {.مترجم عن كتاب "مذكرات الأخ علي الكافي "ص 109_110 }
في سنة 1957 وصل الى تونس مجموعة من الأطباء البعثيين السوريين كان عددهم ستة وهم (نور الدين الأتاسي، يوسف زعين، ابراهيم ماخوس، صلاح السيد، رياض برمدا، صفوح الأتاسي) وكلهم متطوعون لمساعدة الثوره الجزائرية. من تونس التحقوا بالحدود: مجموعة إلى الجنوب وأخرى إلى الشمال قرب الولاية الثانية، وأثناء تواجدهم أقاموا علاقات متميزة مع المجاهدين وساهموا بدورهم في النشاطات المشتركه...إن هؤلاءالمتطوعين كانوا الوحيدين من بين المتعاطفين العرب مع قضيتنا الذين ساهموا مباشرة في كفاحنا.... من هؤلاء الأطباء الستة، ثلاثة، دعوا لاحقاً في الستينات لتقلد مناصب عليا في بلدهم: (نور الدين الأتاسي رئيسا للجمهورية.. ويوسف زعين رئيسا للحكومة.. وابراهيم ماخوس وزيرا للخارجية)..... عند إقامتي في دمشق كسفير للجزائر ربطت من جديد وحافظت على علاقات حارة معهم: صداقة شخصية وعائلية بالاضافة الى العلاقات البروتوكولية والدبلوماسية.
في سنة1970 أزيح نور الدين ومجموعته من السلطة من طرف حافظ الأسد وزجوا في السجن.
في ستة 1990 عندما تسلمت منصب الأمين العام لمنظمة المجاهدين بعثت برساله مطولة الى الرئيس حافظ الأسد أرجوه فيها اطلاق سراح الأتاسي ورفاقه مع التزامي المعنوي والشرفي لاستقبالهم في الجزائر مع الحرص على أن لاتكون أي انعكاسات سلبيه على سوريا الشقيقه.
خطوتي كانت منبثقه من كون الأتاسي ورفاقه من الأطباء، بالنسبه للثوره الجزائرية، كانوا قلدوا في غيابهم "بوسام الاعتراف". وكانوا يجسدون بصورة رائعة روابط الأخوة والتضامن التي كانت موجودة بين الشعب السوري والشعب الجزائري.

وإن سوريا وكذلك الجزائر يحب أن تكونا فخورتين بمثال الشجاعه والالتزام الذي أعطوه.