كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

عشتار سورية ابنة جبل العرب

نهلة السوسو

كانوا ثلاثين متدرباً: تسعاً وعشرين مذيعة ومذيعاً واحداً، حين طلب منا مدير الإذاعة المهني، الراحل أحمد عجاج أن نكثف لهم جلسات التدريب ولونا منهم!
-كانت صبية شديدة الذكاء، سريعة الاستيعاب، لطيفة المعشر، قويمة اللغة، لم تتهرب يوماً من تكليف تدريبي ولم تغب عن أي جلسة ملتمسةً عذراً أو ذرائع، حتى رأيتها تجري لقاء مع سيدة مسنّة على الشاشة، قبل انتهاء دورة التدريب، فأدهشني أداؤها وتلقائيتها وهي تجلس قرب السيدة على الأرض وتحتضنها في تصرف عفوي، لكنه نابع من ذاتها...
بعد ذلك باعدت بيننا الأيام فما التقينا إلا بمناسبة قسَم السيد الرئيس الأخير، ويوم تقليد السيدة نجاح العطار وسام الاستحقاق، حيث كانت حريصة على عناقي وتسميتي ب: معلمتي! وتوصية شبان المراسم بالعناية بي...
-تأملت تلك الصبية الخالية نهائياً من مساحيق التجميل والماكياج، بسيطة الملابس (وقد أُلبِسَت بعد ذلك ساعة بالملايين وخفّ إلى قدحها من في نفسه مرض وخلل). وقلت لأحد الأصدقاء الذين كانوا بقربي: يقيني أن عيب هذه السيدة البارز هو جمالها الأخاذ فهناك بشر يناصبونك العداء المجاني لشيء يفتقدونه في خَلْقهم وخُلُقهم...
لونا لم تبتذل نفسها ابتذال جواري هذا العصر، ولم توظف جمالها كما تفعل النساء في السوق الذي نراه يتسع يوماً بعد يوم.
لونا لم تستغل الفرص لتصبح مشهورة في أي حقل خارج مهنتها التي أحبتها ولو أًفسح لها مجالها لكانت نجمة نجوم الإعلام، تغيب في ظلها كل الوجوه التي نراها اليوم على الشاشات الوطنية والعربية..
لونا السورية الخالصة قلباً وقالباً لم تضع نفسها إلا حيث تكون المرأة المحترمة المتزنة والمتوازنة..
-كوني بخير يا عزيزتي، وانهضي إلى بيتك وعائلتك ومحبيك..
-ألف سلامة لك وللورد الذي يعد سنوات عمرك...
-صديقتي عائشة الخراط، تعالي إلى هذا المنشور لأنك خير من كان قريباً ويعرف الكثير عن ابنة جبل العرب لونا الشبل وتواضعها
******
 تعقيب الأستاذة عائشة الخراطلونا الشبل
-صدقت يا أستاذتي وصديقتي وصديقتنا جميعاً.. خبر مؤلم جداً ذكرني بتلك الأيام واللقاءات اليومية الجميلة.. أتذكر صباحات لونا اللطيفة وضحكتها التي تدخلها القلب في لحظة.. تذكرت خفة دمها وتواضعها حين تثني على أداء أحد أو تقول لأحدهم في دورتنا أنت أفضل مني مع أن الحقيقة لا تكون كذلك.. تذكرت شخصية لونا الجميلة التي أعجبت بها من اليوم الأول ومازلت، تلك الصبية الشجاعة الواثقة التي تحمل في قلبها الحب الكبير والطموح العالي.
تذكرت يا صديقتي وأستاذتي أن محبتها لي لم تتغير ولم تذهب مع الأيام الكثيرة التي انقطعنا فيها عن بعضنا وأصبحت هي في مركزها ومكانتها هذه وأن رسالة بسيطة مني يوماً ما، جعلتها تتصل بي وتخبرني أنها تريد أن تراني شوقاً ومحبة لا أكثر.
لونا الجميلة التي أحببتها دائماً وأحببت شعلة الذكاء والفطنة في عينيها والصدق بالمشاعر والوفاء والتواضع في روحها وقلبها.
لونا الغالية أنت امرأة قوية فافعليها وقومي بصحتك وعافيتك وكوني بخير...