كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

غـزّة.. و"النظامُ الإقليميُّ الصّاعد"!!..

خالد العبود

 -لم تكن الحـربُ على غـزّة كما قُدّمتْ في الاعلام، حين ربطها الجميعُ بأنّها جاءتْ ردّاً على "طـوفانِ الأقـصى"، وما قامت به المقاومةُ الباسلةُ في غـزّة، وهيَ الروايةُ التي اشتغلَ على ترسيخها وتمريرها الاحـتلالُ، ونجحَ بها نجاحاً باهراً، الأمر الذي منحَهُ غطاءً واسعاً لهذهِ الحربِ، آملاً بالوصول إلى أهدافٍ واسعةٍ كان يسعى لها جاهداً!!..
-في ظلِّ صعودِ "نظامٍ إقليميٍّ جديدٍ"، طالما ثبّتَ أركانَهُ محورُ المقاومة، وتحديداً على أكتافِ هزيمةِ مشروعِ الفوضى الكونيِّ في سوريّة والمنطقةِ، شعرتْ الولايات المتحدة، أنَّ خطراً عميقاً ينتظرُها ويهدّدها على مستوى المنطقة، وهو خطرٌ سوف يرتدُّ على دورِها ووجودِها ونفوذِها ومصالحِها على مستوى العالم، وسوف يرتدُّ في الآن ذاتِهِ على كيانِ الاحتلالِ، وكاملِ وجودِهِ ومستقبلِ هذا الوجودِ على مستوى المنطقةِ أيضاً!!..
-ومن هنا كانَ لا بدَّ من الاجهازِ على خارطةِ هذا "النظامِ الإقليميِّ الصاعدةِ"، والتي طالما كنّا نؤكّد لكم عليها، وطالما كنّا نقولُ بأنَّ محورَ المقاومةِ ليس جاهزاً الآن لحربٍ كاملةٍ على كيانِ الاحتلالِ، لكنّهُ يحضّرُ لها، في حين أن كيان الاحتلالِ بحاجةٍ الآن إلى نصف معركةٍ، كي يعيدَ ترتيبَ خارطةِ نفوذِهِ ومستقبلَ وجودِهِ على مستوى المنطقةِ، كذلك فإنَّ الأمريكيَّ بحاجةٍ ماسّةٍ لذلك، أملاً بالنيلِ من نفوذِ المحور الصّاعد، والذي منحَ كلّاً من روسيا والصين، منصّةً لإعادةِ ترتيبِ العالمِ وفقَ قطبيّةٍ غير أمريكيّة!!..
-ليس بمقدورِ كيانِ الاحتلالِ أن ينتظرَ قدومَ المعركةِ الكاملةِ، والتي يُعدُّ لها محورُ المقاومة ويريدُها، كذلك فإنَّ الأمريكيَّ يدركُ تماماً، بأنَّ انتظارَ المعركةِ الكاملةِ التي يعدُّ لها محورُ المقاومةِ، لن تُبقي له شيئاً على مستوى المنطقة، وبالتالي فإنَّ مصلحةَ كلٍّ من كيان الاحتلالِ، والولاياتِ المتحدّة الأمريكيّة، إضافةً إلى نسقٍ غربيٍّ يصطفُّ إلى جانبهما، هم جميعاً كانوا بحاجةٍ إلى نصفِ المعركةِ مع المحورِ، والتي يمكنُ تمريرها من غزّة!!..
-يعتقدُ كيانُ الاحتلالِ، وإلى جانبِهِ الولاياتُ المتحدة، إضافةً إلى نسقٍ غربيٍّ معروفٍ جيّداً، أنَّ الحربَ على غزّة، سوفَ تقطعُ الطريقَ على محورِ المقاومةِ - في سعيِهِ للاعدادِ والتحضيرِ لمعركةٍ كاملةٍ، هو بحاجةٍ ماسّةٍ لها، وهو في الآن ذاتِهِ غير قادرٍ على خوضِها الآن - وذلك من خلالِ القضاءِ على مقاومةِ غزّة وتحديدها، وهو ما لم يستطع فعلَهُ كيانُ الاحتلالِ حتى اللحظة!!..