كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

قرف سياسي على إعلامي

خالد نعمة

عندما تنزع آدمية الإنسان عنه، ويساوى الكائن البشري، أياً يكن بحيوان المزرعة، الذي يسمـَّـن كي يذبح، يصير قتله مبرراً وأهون من شرب الماء.
حين يعاين المرء هذا الضخ الإعلامي الغربي المنحازة انحيازاً مطلقاً، ليس لليهود كيهود، وإنما لدولة إسرائيل الصهيونية اليمينية المتطرفة والعنصرية والنازية التصرفات، فإنه يود أن يتقيأ ما بأحشائه من شتائم مقذعة في وجوه صحفيي هذا الإعلام.
ليس كل يهودي صهيونياً، لكن وفي الآن ذاته ليس كل صهيوني يهودياً، فربَّ صهاينة عرب ومسلمين وآخرون غيرهم مسيحيو الديانة أشد في صهيونيتهم من عتاة الصهاينة الصافين غير المخلوطي النسب.
أن يرى المرء في قتل مئات اليهود الإسرائيليين المدنيين على يد مقاتلي حماس جريمة، وهي بالمنظور الحقوقي كذلك، بينما هو يغمض عينيه عن مجازر موثقة بالصورة والصوت لا تعد ولا تحصى، تنفذها آلة حرب دولة الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي ضد الفلسطينيين العزل والمسلمين والأبرياء على كامل الأرض الفلسطينية، هو ليس عمى سياسياً، بل عهر ووقاحة وانعدام أخلاق ودجل وكيل بعشرين مكيال.
الفلسطينيون بشر أيضاً، ولهم من الحقوق ما لغيرهم، ولا يفضل اليهودي الفلسطيني بشيء، ودمه ليس أغلى، وحياته ليست أهم، ودولة العنصريين لا تبرير إطلاقاً لفعالها.
معركتكم الإعلامية يا إخوتي الفلسطينيين هي الأهم في هذه المرحلة، ووطيسها هو الأحمى، وخسارتها إن حصلت هي الأدهى.
كل كلاب السياسة عرباً وأعاجم اجتمعوا على مائدة أجسادكم المدماة والمشقفة، فيا لبؤس حالكم في هذه المعمعة، التي تركتم فيها أنتم وربكم وحدكم، كي تواجهوا جميع أشرار هذا العالم.