كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

إلى مدعي المعارضة..

علي سلمان- طرابلس الشام

أمتلك مخزوناً هائلاً من الانتقادات تخولني الحصول على جائزة اوسكار كسوبر معارض. أصنّف نفسي بأنني ناقد لكل شيء من حولي ولكن دعني أعترف بأمر بسيط، ففي داخلي أنا معجب بالذي يمتلك أفكارا قليلة ولكن أعماله كثيرة، لستُ معجباً بنفسي وسبب ذلك أنني أعاني من غزارة فكرية تريد إصلاح كل شيء وبالتفصيل الممل، ولكن أعمالي متواضعة بالمقارنة مع المخزون الذي أدعي امتلاكه.
أذكر أنني قبل سنوات كان لدي رغبة بأن نبدأ ببناء مدينة سورية نموذجية، وأن نبنيها من الصفر ليأسي من التخطيط المدني الحالي.. أشعر بالغضب الشديد عند مشاهدتي للكتل الخرسانية البشعة المنتشرة على طول الساحل السوري والمسماة زوراً وبهتاناً مشاريع سياحية.. أرغب بشدة أن يكون لدينا من يفهم خدعة المدن الجميلة التي تعتمد أساساً على عدة شوارع راقية وجميلة وتخفي حقيقة مدن الصفيح فيها ويكال لها المديح من كل حدب وصوب.. أشعر بالغضب لعدم فهمنا لدور الاعلام الترويجي وكيف يُظهر أشياء ويخفي أشياء كثيرة بذكاء جعل من واجهة مانهاتن في مدينة نيويورك رمزاً لعظمة أمريكا بناطحات سحابها التي قلدتها دبي وغيرها من مدن النفط الخليجية باتقان وحرفية جعلتني في زيارتي الأخيرة لدبي أُصاب بالدهشة من فخامة تلك المدن الصغيرة الرائعة والتي رغم روعتها لا تقارن بمطل صغير في ضيعة نائية في إحدى قمم بلادي، أما في السياسة فأحاول جاهداً أن أضبط نفسي وأن لا أكشف عن كل أفكاري التي كما أسلفت غزيرة جدا، ولكن لا بأس بتسريب البعض منها البسيط جدا.
شخصياً، في كل ما يتعلق بالسياسة ديكتاتوري لا أؤمن بأي شكل من أشكال الديمقراطية، ولكن ما أنا مستعد للسماح به لا تسمح به أرقى ديمقراطيات العالم، للديكتاتورية عندي مفهوم خاص جداً يعتمد أساسا على قوة القانون وهيبته، أؤمن بالديكتاتورية التي تبطش بأي قاض فاسد أو موظف مرتش، أستمتع بأن أرى محاكمات علنية لكل جاسوس وعميل وأن ينفذ فيهم حكم الاعدام علناً، نعم أرغب حقيقة بقوانين جديدة واضحة لا لبس فيها ولا تقبل النقاش تؤمن العدالة الاجتماعية بأي مستوى، فالمهم أن تكون عادلة، أعشق التنظيم وأعشق ان يكون في يدي سلطة لأجعل من كل معابر سوريا الحدودية ومطاراتها لوحة جميلة وراقية تعطي شعوراً أولياً لكل قادم أو مغادر منها بالافتخار والامتنان والاعجاب.. هل يعلم أحد ما معنى النظرة الأولى وأهميتها والتي تترسخ في أعماق الذاكرة الى الأبد؟ هل يدرك أحد ما معنى ان تكون سفاراتنا بيتاً آمن لكل سوري وأن يشعر كل مواطن سوري ومن في حكمهم من الاخوة الفلسطينيين بالفخر والامتنان للمعاملة الراقية والانسانية والتي تراعي حجم الاشتياق في داخل كل مغترب لوطنه، فيقوم جحش كبير بأن يجعله يحمد الله الف مرة أنه غادر البلد؟ هل يريد أحد ان يفهم ان المصلحة العامة تقتضي بأن نجعل من كل مواطن سوري حتى ولو كان معارضاً شرساً فخوراً بسوريا وطنه؟ كم أجرمنا بحق وطننا الجميل بسبب لص وفاسد وناهب ومرتش وحاقد وسارق، كم من الظلم وقع على أناس خسروا أعمالهم بسبب وشاية كيدية أو بسبب البعض المرتخي ولا يشبه إلّا ضبعاً بعينين نهمتين تبحثان عن فريسة.....
سأتوقف هنا، من الأفضل ان أتوقف هنا..
لمصلحتي أولاً.....
يا ابن الستين ألف صرماية لم تجد في سوريا ما تعارضه إلّا التواجد الروسي أو الايراني الذي لم يحصل لولا أسلافك من الستين ألف صرماية الذين باركوا جحافل الإرهاب التي أٌرسلت الى بلدك.
يا ابن الستين ألف عاهرة ألم تجد في سوريا ما تعارضه إلا ما يقوم به جيشك العربي السوري من أعمال بطولية أدهشت حتى الأعداء في تصديهم لجحافل التكفير والجهل والتخلف الذين يا مثقف يا فهمان لو قدر لهؤلاء الأوباش السيطرة على البلاد لكان فعلهم الأول قطع لسانك أو إصبعك الذي تكتب به ودحشه في قفاك.
يا ابن الستين ألف قحبة من بين كل الزعماء العرب والقادة لم تجد من تشتمه وتحرق صوره إلا من رفض الانحناء والذل ورفض خيانة القضية ورفض الرضوخ لشروط الأعداء وفرض احترامه حتى على ألد أعدائه.
يا ابن الستين ألف معاقة ألم تجد من تشتمه وتصفه بأبشع الأوصاف إلّا من قال عن دولة الكيان انها أوهن من بيت العنكبوب وقاتلها ورجاله لمدة ثلاثة وثلاثين يوماً باستبسال هز أركان الكيان وهزمهم شر هزيمة.
يا كلاب الأرض وأنجاسها وأكثرهم نجاسة ذلك المثقف الفهيم والكاتب الحر والباحث الأبدي عن أي جائزة حتى ولو كانت جائرة أفضل شبشب بشري، هل تعلم أن في سوريا أشياء كثيرة تستحق ان نعارضها وبقوة وأن نشير إليها وأن ننتقدها وأن نتحدى كل فاسد وكل عاهر وكل فاشل، ولكنك يا معرص تركت كل شيء وعارضت ثوابتنا الوطنية ومصالحنا الاستراتيجية، والأهم انك تسعى لتفتيت المفتت وجرنا الى ويلات حروب طائفية لن تنتهي، وكل هذا تحت عنوان واحد انك ثائر وأنك رافض وأنك كاره للنظام.
وسام شرف أن تكون معارضاً، ولكن قبل كل شيء حدد يا تافه ما الذي تريد أن تعارضه؟ لا تخلط الحابل بالنابل ولا تجعر ولا تنهق ولا تتباكى على ظلم او تمييز او حرمان فوالله ان آخر ما تبحث عنه هو الاصلاح، وبوجود أمثالك يا صابر فإنك تمنع المعارض الشريف من أن يقول كلمة حق، وتجبره ان يصمت لأنك بكل بساطة جعلت كل ما يمكن أن نعارضه سخيفاً أمام ما تجلبه أفعالك لبلدنا من خراب ومن دمار دون ان يرف لك جفن ومن ثم تبحث عن خلاصك الفردي خارج سوريا، بعد ان تكون خزنت من أموال ما يكفيك ويكفي خلفتك النجسة لسنوات طويلة على حساب أمن وامان بلدك وناسك وأهلك.
اغلق نيعك الآن واصمت الى الأبد…
لعن الله أبو شواربك.