كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

ذكريات فتى قومي سوري اجتماعي عن يوم الانفصال 28 أيلول 1961

أسامة سلامة- فينكس

 في 28 أيلول من عام 1961 وحدوث واقعة إنفصال الوحدة القسرية الإرتجالية بين سوريا ومصر، كنت أبلغ من العمر 13 عاما، كل ما كنت أعلمه من والدي وأصدقائه ومن وأعمامي أننا كنا كعائلة قومية إجتماعية نعاني كما كل القوميين وأهالي مرمريتا من عسف المخابرات التي كانت بإدارة عبد الحميد السراج.
وكان الحديث في المنزل يدور همساً بين الحضور من الرفقاء والأصدقاء على حد سواء، الخوف والرعب هما نهج حياتنا كما باقي السوريين، فقد كانت واقعة إغتصاب صبية صغيرة تبلغ من العمر 15 عاما في سجون السراج وحملها قبل إطلاق سراحها ثم إنتحارها خجلاً مما حل بها، وواقعة جريمة قتل المناضل الشيوعي فرج الله الحلو تذويباً بالأسيد حديث الناس، ففي هذا اليوم كل ما أعرفه أن الفرح قد عم وأنتشر بين السوريين وعلا صوت الهمس بعد سنوات الوحدة المرعبة.
في بيتنا الذي كان حينها كخلية نحل الناس فرحة وأحاديث تدور بصوت عال بين الحضور، وفي المساء تجمعت حشود الأهالي أمام منزلنا لرؤية اللهب على السطح إحتفاءا بهذه المناسبة السعيدة: زوال كابوس الوحدة وأذرعها المخابراتية عن صدور الناس.
هكذا هي حياة السوريين إنفراج يليه ضيق بتتابع مضن فالبلاد لم تستقر بعد.