كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

أمين سلام بعد جورج قرداحي: قول كلمة الحق في وجه سلطان جائر

د. كمال ديب:

مثلما حصل مع وزير الإعلام جورج قرداحي عام 2021 عندما أعرب عن ألمه حول حرب اليمن وضرورة وقفها فتعرّض لأبشع حملة داخل لبنان أولاً من أجهزة إعلامية ومسؤولين سياسيين وحتى من الحكومة، حتى استقال،
تكرّر هذا الأسبوع مع وزير الاقتصاد أمين سلام عندما صرّح بما يعكس شعور كل لبناني: أين هي المساعدات الخليجية ولماذا لا تأتي الأموال لإعادة بناء مرفأ بيروت وتأهيل المرافق العامة؟ وهو لم يكد يطلق هذا التصريح حتى إنهالت عليه الشتائم والانتقادات من وسائل الإعلام ومن السياسيين ومن الحكومة اللبنانية.
والصحيح أنّه يحق لكل لبنانية ولبناني وللحكومة اللبنانية أيضاً أن يتساءلوا أين هي المساعدات العربية في وقت تتمتع الدول الخليجية بمئات مليارات الدولارات ومعدّل دخلها الفردي وصل إلى 150 ألف دولار، في حين يعاني لبنان من الفقر والدمار وفقدان الغذاء والدواء والكهرباء والماء ودخله الفردي وصل إلى الأرض حتى أصبح من أفقر الشعوب.
ولماذا هذا "العمق العربي" مستعد دائماً لمعاقبة ملايين اللبنانيين بمجرد أن أطلق وزير تصريح - وهو تصريح مناسب- كقصة الذئب والحمل عندما سعى الذئب لتلفيق تهمة للحمل مهما كانت كاذبة وتافهة لالتهامه زوراً وبهتاناً. ثم لأسباب مجهولة تبدأ كل دولة خليجية بنصح رعاياها بمغادرة لبنان وإعادة محاصرته؟
نعم لماذا لا تقدّم هذه الدول بعض فتاتها لنجدة لبنان، مشعل العرب وثقافتهم وعنوان حضارتهم، بدل بناء الأبراج وبرامج الترفيه وشراء اليخوت وبناء القصور؟ ما هذه المتع الزائفة التي تنفقون عليها بسخاء في حين أخوانكم في لبنان وسورية والعراق ومصر وليبيا واليمن يذوقون الهوان والأزمات؟
نعم لا يكفي أن يكون لديكم أبواق لبنانية يشتمون من ينتقدكم عن صواب لقاء فيزا ذهبية أو إقامة في دياركم، بل عليكم أن تحبوا لبنان كما تدعون وتساعدوه وطناً قوياً في وجه مصائبه وتحترموه كياناً وشعباً. لبنان ليس شرابة خرج ولا خيال صحرا بل هو دائماً وسيبقى تاج رأس كل العرب.
والمطلوب في لبنان رفض موقف الذل، وإلا يصبح كما قال كمال جنبلاط عام 1969 "إننا أصبحنا وطناً بلا كرامة"، أو كما قال دريد لحام في مسرحية "كاسك يا وطن": "لا ينقصنا سوى شوية كرامة بس".
حقيقة نعيشها وللأسف.