كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

د. يوسف زعين والصبّار والضيق المادي

نصر شمالي:

 نحن هذه الأيام في موسم الصبار، أو "التين الشوكي"، وقد أحضر لنا اليوم إبني نزار شمالي صحنا صغيرا منه، فتذكرت المرحوم الدكتور يوسف زعين رئيس وزراء سورية في الستينيات وقد كان مغرما بهذه الفاكهة، وكان وهو في منصبه يتمشى لوحده مساء في شوارع دمشق، ويجلس لوحده على الرصيف عند بائع صبار على الرصيف ويتناول فاكهته المفضلة هذه، على أقل من مهله، وقد حدث أنني شاهدته ذات مصبررة في ساحة جامع الروضة يتناول الصبار..
وعلى ذكر الدكتور يوسف زعين، فحين كان رئيسا لمجلس الوزراء، توجهت لمعايدته في بيته ضحى أول يوم عيد الأضحى، ففتح هو الباب، وأوصلني إلى غرفة الاستقبال ولم يكن فيها أحد، وغاب قليلا وعاد حاملا صينية القهوة، وجلسنا لوحدنا نرتشفها، وكان واضحا أنه غير مرتاح، وسألته عن حاله فقال أنه في ضائقة، فمصاريف مركزه الرسمي كبيرة بداهة، والراتب ضئيل جدا (2000 ليرة أو أكثر قليلا؟) وأن والده (الحاج جابر زعين) ما زال يرسل له مصروفه شهرياً كما لو أنه لا يزال طالبا يدرس..
قال لي مبتسما متهكما: "لولا الحاج جابر كنا تبهدلنا"!