سرُّ "الحلّ السياسيّ" اليوم؟!
2023.06.29
خالد العبود:
-أطراف العدوان اليوم، لا تريد من القيادة السوريّة "حلّاً سياسيّاً"، كما تدّعي إعلاميّاً، أو كما يرى البعض منّا، ولكنّها تريد أن تجعل من الدعوة لهذا "الحلّ" مدخلاً لاتفاقٍ جديدٍ بينها وبين القيادة السوريّة، وهذا الاتفاق ليس على ما تدّعيه إعلاميّاً أيضاً، وإنّما هو اتفاقٌ حول الوضع الميدانيّ الذي راكمته سوريّة، نتيجة ردّها على تجاوز الاحتلال لاتفاق 1974م!!..
-خلال العدوان الأخير على سوريّة، خرج الاحتلال على هذا الاتفاق، واعتبره لاغياً، كون أنّ الاحتلال كان يعتقد بأنّ سوريّة التي وقّع معها هذا الاتفاق، لم تعد موجودة، وبالتالي أسقط الاتفاق، ووقف إلى جانب العدوان عسكريّاً، وقام بالمهمة الموكلة له كاملة!!..
-لم تسقط سوريّة، ونجح الرئيس الأسد، في إعادة إنتاج واقعٍ ميدانيٍّ جديدٍ، لم يكن في بال قيادة الاحتلال، وهو جزء من واقع كاملٍ على مستوى المنطقة، يعتقد الاحتلال أنّه إنجازٌ عسكريٌّ خطيرٌ جدّاً على أمنه!!..
-خسرت أطراف العدوان كثيراً من أهدافها، وحاولت جميعها أن تنسحب من الميدان، من خلال تخلّيها عن أدواتها التي قاتلت ضدّ الدولة السوريّة، وبقيت هناك واحدةٌ هامّةٌ في حسابات الاحتلال، وهي الضغط على الرئيس الأسد، من أجل العودة إلى اتفاق فصل القوات القديم، دفاعاً عن أمنه!!..
-يعتقد الاحتلال، أنّ العودة إلى اتفاق فصل القوات، إنجازاً هامّاً بالنسبة له، وهو مطلبٌ رئيسيٌّ تعمل عليه كلّ قوى العدوان، وتحاول اليوم الضغط على الرئيس الأسد، أملاً بالوصول إليه!!..
-القبول بالعودة إلى اتفاق فصل القوات، يعني بالنسبة لأطراف العدوان اليوم، خروج حلفاء سوريّة من سوريّة، باعتبار أنّ الاتفاق لا يمكن أن يتمّ بغير هذه الرئيسيّة بالنسبة لهم، وباعتبار أنّ الإنجاز العسكريّ الخطير على أمن الكيان، لا يمكن تفكيكه إلا من خلال تفكيك الخارطة الميدانية له، وأساسه تفكيك التشبيك الميدانيّ لحلفاء سوريّة!!..
-لم تعد تمتلك أطراف العدوان، إمكانية الضغط على الرئيس الأسد، للوصول إلى هذا الهدف الهام، إلا من خلال اثنتين:
-تشديد الحصار الاقتصاديّ عليه، وصولاً إلى مجتمعٍ سوريٍّ، يكفرُ بقيادة الرئيس الأسد له!!..
-والضغط على الرئيس الأسد سياسيّاً، تحت عنوان متطلبات "الحلّ السياسيّ"، أملاً بمقايضة واحدةٍ بواحدة!!..