كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

تكتيك واحد واستراتيجيات مختلفة

محمد فاضل فطوم

بعد انقلاب 16تشرين الثاني1970(الحركة التصحيحية) وكنت ضابطا حديثا برتبة ملازم جرت نقاشات متعارضة في حزب البعث حول الطروحات التي اعتمدتها السلطة آنذاك، وكان أهمها شعار التضامن العربي وتجميع الطاقات العربية الرسمية للتمويل والتسليح والمساندة كتوجه لتحرير الجولان، بالارتكاز إلى الدعم المالي لدول النفط التي أخذت موقفا معاديا للمقاومة والعمل الفدائي وللتوجهات اليسارية لقيادة الحزب السابقة والتي انضم ثلاثة من قادتها كأطباء في صفوف جبهة التحرير الوطنيه الجزائريه، والتي أدى قتالها بالاستراتيجية الثورية الشعبية غير التقليدية إلى النصر المؤزر على الجيش الفرنسي وحقق الاستقلال. وعندما تولوا المسؤولية اعتمدوا ورفاق قادة آمنوا بها، تلك الاستراتيجية التي سفهها وانقلب عليها التوجه الجديد.
ولما كنت على قناعة راسخه بعد اتباع دورات للعمل الفدائي قبل انتسابي للجيش والارتكاز إلى دراسات ومراجع لتلك الاستراتيجية وتاكتيكاتها فقد انخرطت في جدالات مع مناصري توجه التضامن مع الأنظمة العربيه وكان لكل مبرراته.
وجر علي موقفي غضب السلطات العسكرية والأمنية، لكنه أيضا أحدث فرزا في صفوف الفرقة الحزبية، وكان الرائد المحترم علي أحمد خضر قائد الكتيبة وأمين الفرقة الحزبية من أشد مناصري التوجه الجديد.
لكنه حافظ بصبر ودأب على الحوار، وكان يدعوني للنقاش كل مساء يناوب فيه.
ذات يوم اتصل ابو نصر وطلب ان احضر إلى مكتبه وبعد تقديمي التحية طلب مني الجلوس وقراءة نشرة غربية وزعت على مستويات قيادية محددة للقراءة والاعادة، وفيها رأي جنرالات غريبين تحدد طريقة مجابهة هجوم بري ونووي تكتيكي من الاتحاد السوفيتي على أوربا.
ويعتمد تنظيم وتنسيق اعمال للمقاومة الشعبية في كل مناطق أوربا ويحدد كيفية تطوير تلك الأعمال من الدفاع إلى الهجوم التكتيكي فالعملياتي فالاستراتيجي وقد اعتبروا ان الجيوش الاوربية ستتعرض للهزيمة دون تلك التوجهات.
سلام لك يا أبا نصر
ياسيادة العميد وأرجو أن تكون على قيد الحياه، فهاهي أمريكا تعتمدها في تنظيم القاعدة وما فرخت في أفغانستان وتصل إلى هزيمة الجيش السوفيتي وانسحابه، واعتمدتها بمنظومات الاخوان وتنظيم الطليعة المقاتلة وداعش والنصرة وذيولهم.. ويعتمدها اليوم الروس بمنظومات فاغنر.
والولايات المتحدة الامريكية وبعض دول الإقليم كتوجه عملياتي وتاكتيكي فعال لاستراتيجية تدمير الدول وتفتيت الشعوب.
وهاهي المقاومة الوطنية اللبنانية ومع المقاومة الفلسطينية وقد انتصروا وطردوا الجيش الاسرائيلي من بيروت والجنوب فقط عندما اعتمدت في جنوب لبنان عام 1982وعام2006 وانهزمنا في كل الحروب التقليدية التي خضناها ضد الصهاينة.